القضية ليست معاناتي الشخصية وإن كان من حقي أن أتحدث عنها إن أردت...
ولكن بالفعل لم تشغل هذه المسألة من موضوعي الأول أكثر من جزء لا يكاد يذكر، بينما مشاركتي الأخيرة التي تشرفت بتعقيبك عليها لم تأت على (طاري) المعاناة من قريب أو بعيد!!

القضية الأساسية كما أكدت لك مرارا هي أننا نرى أن الحراك السياسي والثقافي هو الذي ينقي الحياة من طحالبها وأدرانها وعفنها...
الحياة السياسية في سورية (إن صح تسميتها بالحياة) جامدة على حالها بلا حراك يذكر منذ أربعين عاما ونيفا...

ممارسة شعبنا للديمقراطية شبه معدومة...

وبعد أن أفاء الله علينا بهذا الفضاء السيبيري وأصبحنا نستطيع أن نعبر عن آرائنا بحرية، خرج علينا من بني جلدتنا، من هو ملكي أكثر من الملك، لدرجة أنه يقول لنا دعكم من الحديث عن عيوب النظام، دعكم من الحديث عن ظلامات شعبكم، وتمعنزا بإيجابيات النظام جيدا، ولن تعرف خيره حتى تجرب غيره

هذه هي القضية:
ناس مزعوجون من مجرد نقد سلطة غشوم مستبدة، ويرون أن ذلك إزراء بالوطن وخيانة للقضية، وأن من يفعل ذلك هو أسوا الأعضاء قاطبة لأنه يفتقد الحس الوطني الذي تحمر له كفوفهم وتنبح حناجرهم: (بالروح بالدم نفديك يا بشار)

إن لم نسلم بأن سورية هي الأسد، وكذبنا بخلود ذلك المقبور فنحن خونة للوطن، ومن هنا كان تكراري المستمر بأنه إن كان الوطن في مفهومكم هو ذلك الزعيم الملهم وما جره على شعبنا من فساد واستبداد وطغيان، فإنني مع الماغوط سأخون وطني:P

هذه هي القضية التي لازلت تهرب منها وتتمسك لي بمقولة هنا وجملة هناك يمكنك أن تفكفكها لتخرج منها ما يجعل حوارنا قريبا من حوار الطرشان;)

القضية بالمختصر المفيد أن أسوأ الأعضاء من يتعرض للنظام، بينما كان يسعه الانشغال عن العيوب التي لا يفيد التنبيه لها! هذا مع أننا كلما ذكرناها إشارة انبرى بعض الملكيين أكثر من الملك في تسويغها وتبريرها وتجميل صورتها، فإن أعيتهم حيلة التجميل والتزيين قالوا ما الفائدة من دق المياه:lol:

واسلموا لود واحترام