{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سيرة ذاتية
oskar غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 183
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #22
سيرة ذاتية




في هذا العام الذي اشتدت فيه المعارك على كل جبهات الحرب . بلغت الحساسية الشعرية في العراق ذروتها في الأفران الشعرية لمقهى حسن عجمي وملاجئ الجنود وغرف الفنادق الرخيصة والأقسام الداخلية للطلبة القادمين من المحافظات وتكاملت أغلب تجارب شعراء الثمانينات والسبعينات عبر جهود دؤوبة ومخلصة بدأت منذعام 1980 بعيداً عن المنابر الاعلامية الرسمية للسلطة المنشغلة بإدامة وتكريس الشعرالعمودي الذي بدا واضحاً منذ نهاية السبعينات انه المعبّر الوحيد عن نهجها المتخلف في التعامل مع الثقافة في العراق عبر المهرجانات والاحتفالات الصاخبة التي كانت تقام باستمرار . وكانت الصرخة المدٌوية التي أعلنت القطيعة مع الإرث السابق هي تلك الكلمات القليلة التي أطلقها صديقنا الشاعر كمال سبتي وجعلها الشاعر والصحفي اللبناني عيسى مخلوف ( مانشيتاً ) للحوار الذي أجراه معه ومع الشعراء فاروق يوسف وزاهر الجيزاني وهاشم شفيق وشوقي عبد الأمير ونُشِرَ في مجلة ( اليوم السابع) بعد منتصف الثمانينيات . أعلن كمال القطيعة عبر هذه الكلمات ( ليذهب الشعر الى الجحيم .. أهلاً بالكتابة ) وحدث الشرخ الكبير بعد ذلك مع مفهوم الشعر ووظيفته التي كرستها الأجيال السابقة ولم يعد الشعر يعبر عن القضايا الاجتماعية والسياسية والالتزام بقضايا الجماهير التي خدعتها السلطات الحاكمة والأحزاب السياسية والشعراء المحسوبون على هذه الأحزاب . وستكون قمة التتويج لهذه التجارب المخلصة والصامتة هي فوز الشاعرين باسم المرعبي وخالد جابر يوسف في المسابقة الأولى لجائزة يوسف الخال التي أعلنتها مجلة { الناقد } عام 1988 والتي اشترك فيها عشرات الشعراء من العالم العربي ، ليأتي في الوقت نفسه صدور مجموعة ( متحف لبقايا العائلة ) لكمال سبتي التي بدت للوهلة الأولى أشبه بنبتة شيطانية وسط أرض الشعرالعراقي الميت منذ الاندفاعات التجديدية التي قدمها شعراء الستينات وقتلتها السلطات والأحزاب العقائدية بسبب فهمها القاصر للأبداع ومن ثم صدرت بعدها عام 1989 مجموعة زاهر الجيزاني { الأب في مسائه الشخصي} وكان لها نفس دويّ مجموعة كمال . على الرغم من أن هذه التجارب التي نمت وتطورت في الظل وبعيداً عن منابر السلطة الأخرى ، فإن الهم الشعري المخلص بدا واضحاً وشديداً فيها عبر فهم معرفي وحياتي لا يقبل المساومة مع الواقع المتردي والمنشغل بتخلفه وتقديسه للتراث ، ذلك التقديس الذي كان ينطلق من رؤية آيديولوجية شوفينية للتراث الذي مرّت عليه قرون طوال وهو يغط في سباته العميق من دون أن يستطيع أحد التعامل معه عبرالرؤية الانسانية الشاملة التي تنتشله من الصدأ والأشنان التي علقت به . لذلك لا نستغرب عندما نجد قصائد صديقنا الشاعر أحمد عبد الحسين العالية والمكتوبة في الثمانينيات قد نشرتْ متأخرة زمنياً عن وقت كتابتها في مجموعته { عقائد موجعة} الصادرة في النصف الثاني من التسعينات والأمر نفسه ينطبق على تجارب الشعراء باسم المرعبي ومحمد النصار وصلاح حسن وناصر مؤنس ومحمد مظلوم وفضل خلف جبر وعبد الحميد الصائح وطالب عبد العزيز ودنيا ميخائيل والمرحوم رياض ابراهيم وحسن النواب وحكمت الحاج .

على الرغم من أن قصيدة النثر أصبحت واقعاً ملموساً في الشعر العراقي وأخذت المجلات الأدبية العراقية كلها تنشر نصوص شعرائها البارزين إلا أن استمرار النظام في حروبه ومطالباته الملّحة لأبواقه الناعقة ليلاً ونهاراً بإدامة ( التغني ببطولة القائد وعبقريته الحربية والتعبئة وشدّ الأحزمة من أجل النصر النهائي ) قد خلق حالة من الارتباك النقدي أزاءها. أمام وضع كهذا قام الناقد حاتم الصكر الذي رأس تحرير مجلة { الأقلام } في العام 1992 بإعلان مسابقة للشعراء الشباب في مجلة { الأقلام} ونشر النصوص الخمسة الفائزة في أحد اعدادها فنشرت في {الأقلام } نصوص { صلاح حسن وفضل خلف جبر ومحمد النصار وسهام جبار ونصيف الناصري} أعقبتها في العام التالي مسابقة أخرى فاز بها عدد من الشعراء أيضاً . ولكي تقوم السلطة بعملها التدميري للثقافة في العراق فإنها كانت تمنع طوال عقود الكتب التي لا ترضى عنها- والتي تصدر خارج العراق- من الدخول إلى العراق ، في الوقت الذي كانت المكتبات العراقية تعج فيه بإصدارات دار { الطليعة } التي انشغلت في السبعينات والثمانينات بنقد { فكر التسوية } و{ مشروع روجرز} وطبع كتابات مفكري البعث ، واصدارات { المؤسسة العربية للدراسات والنشر} البعيدة آنذاك عن نبض الشارع العراقي والمهتمة أكثر بمؤلفات رواد عصر النهضة العربية المزعوم وكتابات مفكري البعث أيضاً ، وبعض دور النشر الرسمية في مصر . أما أعمال سعيد عقل وأدونيس ويوسف الخال وأنسي الحاج وتوفيق صايغ فانها كانت ممنوعة منعاً باتاً بالإضافة الى أعمال الشعراء العراقيين الذين يعارضون النهج الفاشي للنظام. وحدها أعمال محمود درويش ومحمد الفيتوري وعبد المعطي حجازي وعبد الله البردوني وعبد العزيز المقالح وسعاد الصباح ومحمد بنيس ونزار قباني كانت تصل الى العراق بكميات غير قليلة ، ويبدو أن هذه كانت إحدى العطايا التي كان يمنحها النظام لهم جراء مشاركتهم ومباركتهم لحربه مع ايران ويتذكر الكثير من الشعراء العرب والعراقيين تسمية محمود درويش لوزير الثقافة والاعلام المجرم لطيف نصيف جاسم في إحدى دورات مهرجان { المربد } في الثمانينات بـ { وزير الشعراء } في مناخ مكفهر وأجواء ملبدة بغيوم الحرب والقتلى والجرحى والأسرى والإعدامات اليومية.

لم تكن قصيدة النثر التقليدية قادرة على احتواء المحنة الكبيرة التي يمر بها الشاعر والمجتمع . وأزاء هذه المحنة التي بدت أشبه بمتاهة كبيرة ، أعلن العديد من الشعراء في العراق القطيعةَ بينهم وبين الشعر الذي يمجد الحرب ويقدسها ويبررها قطيعةً تامة وكاملة أصبح معها مفهوم قصيدة النثر تقليدياً وغيرَ كافٍ للتعبير عن حجم المحنة ، فراحت النصوص الطويلة والمعقدة بحمولتها المعرفية تعنى بالزمن والموت والتحول والصيرورة والطفولة والحب وكان مكانها الصحي والنظيف دائماً هو مقهى { حسن عجمي } حيث عشرات القراء والمستمعين البعيدين عن اتحادات ومنتديات القطيع . ولكي تشتد المحنة أكثر قام أمير الحلو الذي كان نائب رئيس تحرير جريدة القادسية ورأس تحرير مجلة{ ألف باء } فيما بعد بمنع كمال سبتي من الكتابة عن {الشعرية والحساسية الجديدة والغاء مفهوم الشعر القديم } وحجب عموده الأسبوعي { كلمات في المهب } بحجة أن {طروحاته الشعرية هدٌامة وتسيء الى التراث ولا تكترث للحرب المقدسة المفروضة على العراق العظيم } مما اضطر كمال في آخر عمود يكتبه الى مخاطبة القراء من أن نائب رئيس تحرير الصحيفة منعه من الكتابة وأمر بحجب عموده اعتباراً من الاسبوع القادم ليفرّ بعد ذلك الى خارج العراق حاملاً معه مجموعاته و مشروعه الشعري الذي لم تعد تحتمله السلطة بعد أن أخلص له دائماً وكرّس له كل حياته .



يتبع :


05-01-2005, 08:04 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-02-2005, 03:51 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-02-2005, 03:54 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-04-2005, 12:13 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-06-2005, 04:58 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-11-2005, 12:11 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-13-2005, 08:46 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-18-2005, 01:05 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-21-2005, 02:55 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-24-2005, 01:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 02-27-2005, 02:23 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-06-2005, 01:43 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-11-2005, 01:51 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-15-2005, 11:42 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة ضيف - 03-16-2005, 01:02 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-18-2005, 03:05 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة ضيف - 03-22-2005, 08:11 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 03-25-2005, 02:46 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-02-2005, 01:19 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-06-2005, 09:51 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-14-2005, 10:07 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 04-23-2005, 01:54 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-01-2005, 08:04 PM
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-07-2005, 12:31 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 05-17-2005, 10:40 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:58 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 12:59 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-03-2005, 01:15 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 06-19-2005, 04:19 PM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 08-01-2005, 11:39 AM,
سيرة ذاتية - بواسطة oskar - 08-17-2005, 05:09 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سيرة الحب السيد مهدي 2 822 02-17-2013, 10:29 PM
آخر رد: السيد مهدي
  سيرة أبي نواس بين عبث الرواة ومكائد الورّاقين يجعله عامر 3 1,142 07-02-2008, 09:46 PM
آخر رد: مظفر
  عالية في سيرة عن أنثى جديدة سيناتور 1 721 06-11-2007, 04:52 PM
آخر رد: سيناتور
  سيرة ذاتة لكاتم صوت محارب النور 2 887 04-27-2007, 05:39 AM
آخر رد: السيّاب
  الوليد بن يزيد , سيرة خليفة متهتك eyad 65 3 884 04-21-2006, 07:43 PM
آخر رد: مونيكا

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS