{myadvertisements[zone_1]}
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
الختيار غير متصل
من أحافير المنتدى
*****

المشاركات: 1,225
الانضمام: Jun 2001
مشاركة: #83
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام


خاطرة رقم 15

قبل بضعة أيام انتفضت الأرض من تحت آلاف الإيرانيين و التهمت أكثر من عشرين ألف إنسان ، في لقمةٍ واحدة ، لا تفرق بين طفلٍ أو امرأةٍ أو شيخٍ ينتظر نهاية مسلسل حياته بفارغ الصبر .

عندما يقوم أي مجرم حرب بقتل آلاف الناس و تشريدهم و دفنهم تحت أنقاض بيوتهم ، نسميه مجرم حرب و نطالب بمحاكمته و إنزال القصاص العادل به ، و لكن عندما تقوم الأرض بإنزال قصاصٍ عشوائيٍ لآلافٍ من سكانها ، فنجد أنفسنا عاجزين عن الفهم ، ليس افهم ، فنحن فهمنا أن الأرض انتهت من وجبة سناك سريعة ، لكننا نجدنا لا نفهم من نُدين ، من الذي سننزل القصاص به .

ينقسم الناس إلى نصفين ، بعضهم يجعل الحدث ذا مغزىً إلهي ، فيجعل ما فعله الله إما عقاباً لهؤلاء الناس ، أو فائدةً لغيرهم بإعمار الأرض "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ " ، هؤلاء هم المؤمنون بعدل الله و أن كل ما يفعله الله هو عدل مطلق و إن لم نفهمه ، و هناك قسم آخر يقول أن ما حدث هو تصرف حيادي من الأرض لا يستند إلى منظومة أخلاقية ، بل يستند إلى قوانين ثابتة و سُنَن راسخة في المادة ، تجعل هذه الطبقة تنزلق على تلك بكل سلاسة و أريحية غير مدركة للأبعاد الأخلاقية أو اختلال ميزان العدالة لما سيحدث فوق ظهرها بعد عدة ثوانٍ ، و هؤلاء هم اللادينيون ، و قد تسمع تبريرات أخلاقية و غائية للفئة الأولى تبيّن لك الحكمة العظيمة من دفن آلاف الناس تحت الأنقاض ، و تبريرات أخرى تنتهزها فرصة واضحة وضوح الشمس لإثبات أن الكون يملك قوانين مادية لا تعرف و لا تفقه المنطلقات الأخلاقية .

المشكلة أن الكوارث الكونية طالما أقرنتها كتب السماء بالعقاب الجماعي من الله ، راجع الكتاب المقدس للديانات الإبراهيمية فتجد الآيات و الاصحاحات كثيرة جداً و تدور حول نقطة واحدة ، و هي أن الله حين ييأس من فسق و فجور قوم يطلق عليهم غضبه بكارثة كونية ، أو تجده ليدعم فئته المؤمنو المخلصة يطلق كواره الكونية على الفئة الضالة ، يمكن جمع الآيات لاحقاً فهي كثيرة للغاية .

و هناك فئة ثالثة صوتها ضعيف للغاية ، تقول بأن الله قد غسل يديه من الكون منذ زمن بعيد ، وضع فيه قوانين ثابتة و راسخة ، اسمها قوانين المادة ، أدت إلى هذا التنوع في الوجود الفيزيائي و الاجتماعي و الأخلاقي ، و سموه الإله المستقيل .
حسب هذا الإله ، تجد أن مسائل الكون غاية في الانسجام و التناسق ، ببساطة لأن هذا الإله لا يملك منظومة أخلاقية يستند إليها ، و لا يحفل بعدالة قضية الفلسطينيين أو جنوب أفريقيا أو العراق ، هو إله خلق الكون و وضع فيه قوانينه ، تلك القوانين التي ولدت قوانين أخرى ، فالإنسان لا يطير ، لكن باستخدامه لقوانين فيزيائية تتعلق بالضغط الجوي استطاع أن يطير ، هذا ليس معجزة ، بل انسجام تام مع القوانين الكونية الراسخة و الثابتة.

الإنسان الذي وُلِد أعمى ، أو معاق ، ليس من المنطق أن نسأل الله لماذا ظلمتَه هكذا و جعلته أعمى ، بل هو نتاج طبيعي و منسجم لخلل وراثي في شريط الدي أن إيه ، إذاً هو نتاج منسجم مع القوانين التي وُضِعت في المادة ذات يوم ، حتى عندما يضاعف نفسه هذا ال DNA مثله مثل الكائنات الحية ، فهو يتضاعف بناءاً على قوانين فيزيائية واضحة و تكاد تكون مدهشة في بساطتها ، فهذا التضاعف هو قانون تولّد من ارتباط النيوكليوديتات بجزيء الفوسفات ، حتى الخلية التي تتصرف و كأنها كائن حي يملك روحاً ( كما يقول الدينيون) ، فهي تتكاثر و تتغذى و تتعارك و تخرج الفضلات و تتواصل و تموت ، فهذا كله انسجام مع طبيعة المواد التي تركبّها ، و التي ترجع إلى مجموعة من اللبنات الأولية لا تتعدى المائة عنصر و نيّف .

إذاً أين الشر ضمن هذه المنظومة الإلهية القاسية التي أسميها "مملكة الإله المستقيل" ؟؟؟؟، و يجب أن نضع مليون خط تحت كلمة نسبي ، فنحن لا نستوعب كيف يأكل إنسانٌ لحمَ أخيه ، لكننا نستوعب كيف كيف نأكل الحيوانات الأخرى ، بل قد نتأثر عندما تهجم لبؤة على غزال صغير ، و تبدأ بالتهامه هي و أشبالها ، لكننا لا نستغرب عندما نجد طفلاً لنا يستمتع بقضم رقبة دجاجة ، لا نفهم كيف يمكن لإنسان أن يأكل لحم إنسانٍ مثله ، أو شرب مع الفأر من طبق واحد ، أو يأكل الحشرات ، بينما نستوعب كيف نطلق الرصاص على خائن الوطن و القيم ، و نستوعب كيف نقتل العدوّ و نمزقه .

هذه الأمثال و غيرها هي أمور نسبية ، العدالة فيها تختلف باختلاف الثقافة التاريخية و الميثولوجية و السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها ، فكلها أمور نسبية لا مطلق فيها أبداً .

فهذا السارق الذي يسرق ، هو يرتكب جُرماً لا يختلف عليه اثنين ، لكن من وجهة نظره هو جائع يريد أن يُطعم أبنائه لأن البلد يسرقه و يضعه تحت أنقاض خط الفقر ، أو كما قال جبران :

سارق الزهر مذمومٌ بفعلته ،،،،،، و سارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطِرُ

فهذا الإنسان بهذا التصرف منسجم غاية الانسجام مع ظرفه و بيئته ، و هذا السلوك جاء كنتيجة لسلسلة أسباب لا مكان للصدفة فيها ، و يمكنك أن تتخيل ملايين السيناريوهات التي أخرجت هذا السارق ، أو المغتصِب ، أو المرتشي ، أو القاتل .

تخيلوا معي كيف أن سين من الناس ، جاء نتيجة لتسلسل سين من الصُدف (و هي ليست صُدف و إن بدت كذلك) ، فعندما ذهب أبوه ليشتري حبة منوم من الصيدلية ، لأن زميله في العمل وشى به إلى المدير ، و قد فارقه النوم ، و كان منهكاً شديد التعب و الإعياء ، فصدم بسيارته امرأة عجوز فقتلها ، فجاءت الشرطة و أقيمت المحكمة ، و حكموا عليه بالسجن 3 سنوات ، و في السجن تعرف إلى صاد من الناس الذي اتفق و إياه على قتل إض من الناس ، لأنه لا يكف عن سلبهما و نهبهما ، فقرروا قتله في الحمام (فيلم هندي :D ) و فعلاً نجحوا في ذلك إلا أن عمليتهم تم كشفها ، و حُكم عليهم بالسجن المؤبد ، و بعد كذا سنة ، قرر جاء إع لسين و أقنعه بضرورة الهرب ، فوضعوا خطة للهرب و نجحت ، و اضطر أن يهاجر سين من البلد و يبدأ من جديد بشخصية جديدة ، و في البلد الجيد استطاع أن يبدأ كإنسان آخر ، و عمل في مسح واجهات الزجاج للمحلات ، و ذات يوم دعته امرأة لينظف زجاج بيتها، فذهب إليها و قالت له "هيت لك" ، فهم بها و همت به و لم يرَ أي برهانٍ من ربه ليثنيه عن الغوص في ما لذ و طاب من مكنونات جسد هذه المرأة ، أوب !!!! ولا زوجها مستر إخ عاد من عمله لأنه نسي ملفاً مهماً استهلك منه عدة أيام ليجهزه ، أوب ،، ولا المستر إخ يجد زوجته المحترمة و السيد سين في وضع عجيب غريب مريب ، فينقض عليهما يرغي و يزبد ، لكن السيد سين الذي خبر السجون و المشاجرات كانت حدث يومي ، استطاع أن يلجم السيد إخ و يضربه بفازة كانت قد أهدتها إليهما السيدة إن عقيلة السيد إف في أول زيارة لهما بعد الزواج ، فتشنج المستر إخ و نزف و مات ، المهم ، بعد تحقيقات سريعة اعترفت المرأة بكل شيء حتى تنفد بريشها ، و جاؤوا ليضعوا السيد سين في السجن مرة أخرى ، و مدى الحياة أيضاً .
بتروح السنين و بتيجي السنين ، و ينشأ السيد ع سين ثمرة الخطيئة التي حدثت في غرفة النوم بين المرأة و السيد سين ، طبعاً ، اففففففففف
مللت يا جماعة . :97:

المهم ، تلك كانت قصة قائمة على تسلسلات لا نهائية من الصدف (و هي ليست صدف طبعاً) ، فمثلاً لولا أن زميل مستر سين في العمل لم يكتشف عملة مستر سين لما وشى به إلى المدير ، و كيف اكتشف عملته ، ببساطة كان يبحث عن مكبس ليكبس فيه بعض من قصائد الحب التي ألّفها إلى حبيبته الجديدة ، فبحث عن المكبس و لم يجده ، فسأل مستر سين عنه فقال له هو في الدرج الأول ، و فتحه فوجد عطاءات مخفية ، فسأله عنها فارتبك مستر سين أيمات ارتباك ، فهدده بها ، لكنه طلب منه ثمناً لصمته ، فاتفقا على 20% ، و خرجا من الغرفة مسرعين فانزلق زميله في العمل لأن الأرض كانت لا تزال زلقة بفعل الصابون لأن عامل النظافة ترك العمل و ذهب ليرد على هاتف من والدته تدعوه إلى الغداء ، فكانت سقطة زميله في العمل شنيعة و قوية بحيث تجمع بضعة موظفين فضوليين ، و بعد أن وجد نفسه الزميل الساقط على الأرض و حوله كل هؤلاء الموظفين ، و بحضور المدير شخصياً ، فقام بصعوبة و قال لمديره "جئتك مستعجلاً كي أخبرك عن تلاعبات السيد سين في العطاءات" ، فانتفض السيد سين و كأن تياراً 2 فاز ضربه في رأسه ، فأنكر ذلك ، و طلبهما المدير ، و لم يستطع إثبات الكثير على سين ، إلا أنه طرده من العمل . فعاد إلى بيته لا يعرف ماذا سيقول لأمه ، و لم يعرف كيف ينام تلك الليلة ، فخرج ليشتري على مهدئ .
الحياة مليئة بالقصص التي تبدو غريبة ، أو أنها نتيجة للصدفة ، و ما هي في الواقع إلا تسلسلاً منطقياً لتلاقح ملايين الأحداث الأخرى ، و كلها منسجمة ضمن قانون المادة ، و التي تُنتِج مجرماً أو تنتج راهباً ، فالله لا يفاضل بين هذا و ذاك ، بل كله عبارة عن انسجام تام مع القوانين التي وضعها في المادة ، فالقوانين التي أنتجت البشر و أنتجت ذاك الخلل الجيني و أنتجت ذاك الرجل متوسط الذكاء و الذي لم يستطع العمل بمهنة محترمة فانحرف و أنشأ أسرة ممزقة ضعيفة انحرف أبناؤه و دخلوا ضمن أصوات النشاز في سمفونية الأخلاق الاجتماعية .

فالله ليس من حقه أن يفاضل بين المجرم و التقي ، بين الحكيم و السفيه ، بين المؤمن و الكافر ، فالمؤمن آمن نتيجة تسلسل من القوانين التي جعلت منه مؤمناً بالديانة الفلانية ، و هو منسجم في إيمانه مع قوانين المادة ، كذلك الكافر جاء نتيجة لتسلسل لا نهائي من الأحداث التي رتبت لأن يصبح كافراً ، لكنها تبقى ابداً ضمن قوانين المادة التي وضعها الله في بذرة الكون حين أوجدها ، فلا يفاضل هذا على هذا و لا يكره هذا لأجل ذاك .

فهناك من يرى أن ما فعله المسلمون في فتوحاتهم غزواً و احتلالاً و ظلماً ، و هناك من يراها تنويراً و تحريراً للناس من عبودية الطواغيت .
و هناك من يرى الحروب الصليبية ظلماً و عدواناً و غزواً ، و هناك من يراها إعلاءاً لكلمة الرب و تطهير مقدساته .
كلا الفريقين يدعي أن الله معه و ملكه ، و هم لا يعرفون أن الله خارج هذه المنظومة الأخلاقية النسبية ، فكلاهما في نظره مسنجم مع القوانين التي وضعها في المادة ، و كلاهما مادة .

قد يرى البعض في هذه الأفكار أنها هدامة و تساوي بين العدل و الظلم و تسحب البساط من تحت قضايا يراها الناس عادلة ، كالقضية الفلسطينية و يقولون أنك تبرر ما يفعله الاسرائيليون بهم .
و هنا أقول ، أن الله لا يتدخل بتاتاً لصالح هؤلاء دون هؤلاء ، و إن شاء التدخل لتدخل منذ زمن ، هم في نظره سواء ، و الكفة الراجحة لمن يملك أسباب القوة ، فالأقوى هو من سيعزز وجوده ، و الأضعف هو من راحت عليه ، هذه سيرورة التاريخ ، الأقوى اليوم هو الأضعف غداً ، و الأضعف غداً هو الأقوى اليوم .
حضارات تسود ثم تبيد ، و تبيد ثم تسود ، ضمن قوانين داخلية تحكمها و تحكم غيرها من الحضارات ، ليس لله أي تدخل فيها ليفاضل هذه على تلك .

المظلوم هو من اخترع يوم الدينونة ، هو من اخترع يوم الحساب ، ليقتص من الظالم الذي اكل حقه ، لا ، ليست المسألة هكذا ، فإن استطاع المظلوم أن يأخذ حقه في حياته فخيراً ، و إن لم يستطع فذاك حظه العاثر ، يعني راحت عليه ، فمثلماً كان 13 ديسمبر هو يوم القيامة لصدام حسين ، فإن ستالين توفّي و الناس تقبّل قدميه كلما داس عليها أكثر ، بل حتى و هو مسجىً في نعشه ، كانت طوابير الألوف تأتي لتقبّل يده ، المرعبة حتى في برودتها .

من يحفل بمن سيقتص من ستالين بعد ألف أو ألفين سنة ؟؟؟؟
من يحفل الآن بمن سيقتص من كانسوس أو شانسوس أو حانسوس أو فانسوس أو شهرور أو بحرور أو زنزور من المتجبرين قل أربعة آلاف سنة ؟؟؟؟؟

لذلك أقول ، أن ما حدث في إيران ، هو انسجام طبيعي مع قوانين المادة ، تلك التي شرحها أحد الأعضاء بطريقة علمية ، لكنه استخدمها ليثبت أن ما حدث هو رحمةً من الله بالعباد ، و لكني أقول أنها ليست رحمة و لا نقمة ، فعندما يضرب نيزكٌ مدينة ، فما حدث للنيزك هو انسجام لقوانين المادة ، فعندما اقترب من مجال جاذبية الأرض جذبته ليسقط في أحضانها ، غير عابئةٍ بمن سيموت من أبنائها ، فالمادة لا تعرف معنى لكلمة أبناء ، المادة تعرف فقط انه عندما يضرب نيزكٌ مدينة ، فإن كل من سيكون في دائرة السقوط سيموت لتلف أجهزته العضوية ، نتيجة للسحق أو الحرق أو التبخر أو الخوف .

تحياتي للجميع و أعتذر عن الإطالة .

12-29-2003, 12:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - بواسطة الختيار - 12-29-2003, 12:24 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  خواطر حول اللحية فارس اللواء 0 390 03-21-2014, 05:20 PM
آخر رد: فارس اللواء
  لكل من يقول : تركت الإسلام .أنت لم تعرف الإسلام حتى تتركه . جمال الحر 9 3,863 06-20-2012, 02:35 AM
آخر رد: حر للابد 2011
  خواطر حول هاجس المد الشيعي فارس اللواء 17 4,451 03-16-2012, 03:19 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  خواطر حول قصة يونس عليه السلام مع الحوت . جمال الحر 24 8,005 12-15-2011, 03:11 AM
آخر رد: ahmed ibrahim
  سورة الأعراف ـ عجائب إحصائية وبيانية متنوعة ؛ إســـلام 3 2,367 09-24-2010, 02:46 AM
آخر رد: أبو فتوح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS