أخي العزيز Awarfie،

شكرا لمداخلتك ومضمون اعتراضك.

طبعا لن أدخل في موضوع صورة الله في المسيحية فليس هذا هو سبب اعتراضك على مداخلتي.

ولكن تذكر يا صديقي وأخي العزيز بأنني لم أقل بأن الإسلام لم يأتي بشيء يضاهي المسيحية أو ما شابه، بل قلت بأن الإسلام لم يأتي بجديد.

بل كل ما فعله الإسلام هو أنه عاد إلى التصور اليهودي لله. فكل ما قلته أنت عن الله في الإسلام هو تماما ما يقوله اليهود عن الله. وقد تفضّل الأخ "عمّار عزت اليازجي " مشكورا بتوضيح الكثير من نقاط التشابه بين الإسلام واليهودية.

محمد أدرك أن الشعب العربي في الصحراء غير مستعد لفهم جوهر الله في حياته الداخلية، وذلك لأن الشعب العربي في البادية هو أشبه ما يكون بحال الشعب العبراني في الصحراء. أي شعب يؤمن بتعدد الآلهة. لذلك كان من الواجب البدء معه كما بدأت الرسالة اليهودية: "إدراك حقيقة أن هنالك إله واحد فقط لا غير". فأنا أومن كمسيحي بكل ما يقوله القرآن بشأن الله:

أومن بأن الله واحد أحد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
أومن بأن الذي يقول بأن الله ثالث ثلاثة هو كافر
أومن بأن الذي يقول بأن المسيح وأمه إلهين من دون الله هو كافر.

لا مشكلة بتاتا لي كمسيحي أن أقول بكل ما يقوله. بل أفهم الدواعي التي أدت بمحمد إلى قول ذلك، لأن العقلية البدوية التي تؤمن بتعدد الآلهة هي المسيطرة، لذلك كان لا بد من فرض الحقيقة الأولى الواضحة ألا وهي أن : "هنالك إله واحد فقط لا غير".

فهذه هي الحقيقة التي أتت بها اليهودية والتي بلغت تمامها وكمالها في المسيحية بالكشف أخيرا عن ماهية وجوهر هذا الإله الذي يؤمن به الشعب العبراني.

التشريعات الإسلامية هي يهودية. تحريم مأكولات معينة، واجب التطهر والاغتسال، تحريم مشروبات كحولية، "العين بالعين والسن بالسن"، الله خلقنا لنعبده، الله يعاقب عبيده ليعلمهم درسا،.... إلى آخره

لا شيء في الإسلام جديد لم تأتي به اليهودية من قبل. حتى قصص الأنبياء، هي قصص أنبياء اليهودية.

إنه تطابق معجز، حتى لتكاد تصرخ قائلا: "لقد عاشت اليهودية من جديد وانتعشت من خلال محمد بن عبدالله".

هذا هو معنى قولي أن "الإسلام لم يأتي بجديد".

شكرا لحساسيتك وشعورك المرهف في توضيح المقاصد الكامنة خلف مداخلتك أخي العزيز وتأكد أنه بإمكانك أن تصب أفكارك بكل راحة وصراحة فنحن هنا للتعلّم والتواصل واكتساب الخبرات.

(f)