8- فوده و الديمقراطية و الإخوان .. نشر فرج فوده و طالب مرارا بحق الإخوان في إنشاء أحزاب لهم ..وهو ما عارضته فيه ( إنشاء أحزاب على أساس ديني ) .و طالب بإنهاء حالة الطوارئ و القوانين المقيدة للحريات ، و محاكمة المواطن أمام قاضيه الطبيعي ..بل لقد نشر بوضوح أنه يرى النظام الذي قام على انقلاب 1952غير شرعي .. و هذا أقصى ما بصل إليه معارض . و طالب أيضا الإخوان بطرح برنامجا سياسيا تعبيرا عن التزامهم بقواعد الديمقراطية ، فلم يزد هؤلاء سوى أن طالبوه بصفته مسلما إعداد برنامجا إسلاميا سياسيا نيابة عنهم ، وهم في ذلك كمن يطالب خصمه بالتفكير نيابة عنه ، أو يطالب جاره بمعاشرة زوجته و تربية أولاده !

9-ضد شيخ الأزهـــر . تدخل شيخ الأزهر جاد الحق مناصرا الصحفي فهمي هويدي في جداله ضد فوده ، منتظرا خضوع فوده لهذا التدخل ، فما كان من فوده سوى أن نشر مقالا هازئا من شيخ الأزهر في سابقة هي الأولى ( و الأخيرة ) في مصر !!. و أعتقد أن مقالة فرج ضد شيخ الأزهر جاد الحق ، كانت سقطة كبيرة بسبب خروج هذه المقالة عن كل القواعد و المبادئ ، و أقول الأخلاق أيضا ..و لقد عارضتها بشدة أثناء حوار جرى بيننا في مبني حزب التجمع ( أمام جروبي سليمان ) .و قد اشترك في هذا الحوار الأستاذ خالد محي الدين ، و الدكتور رفعت السعيد أمين عام الحزب و مجموعة من أعضاء التجمع ، و كان رأينا متفقا على إدانة المقالة كلها نصا و روحا . كنت أرى أن شيخ الزهر لا يمثل نفسه بل هو رمز يجب احترامه كأب روحي للمسلمين ، و كان فرج يرى أنه كي نعامله كأب ، يجب أن يتصرف كأب للمسلمين و ليس أبا لبعض المسلمين و خصما لبعضهم !. لم يرد الشيخ جاد الحق و رغم كل خلافي الفكري معه، فإنني أعتقد أن الإمام الأكبر ترفع عن الرد .. وكان محقا في ذلك .

10- فرج فوده و الشيخ صلاح أبو إسماعيل . تلك أيضا قصة لا تحدث سوى في مصر ، ففي بهو قصر سراج الدين التقى د/ فرج و الشيخ صلاح أبو إسماعيل ، عضو مجلس الشعب والمدرس السابق للغة العربية ، وهو رجل طموح ينتمي لعائلة قبلية شهيرة في محافظة الجيزة . كان فرج معجبا بالشيخ صلاح ( الوفدي ) مدافعا عنه بحماس ، رغم ما هو معروف عن تجارة صلاح غير المشروعة في العملة ، و تكسبه من قراءة القرآن في تجمعات الوفد التي يحتكرها ( تحول بعد ذلك إلى مستشار للبنوك الإسلامية بمكافأة سنوية تفوق المليون دولار ، و بهذا يصبح رائدا لفقهاء المليون ) !؟. لم يمض وقت طويل حتى فرض صلاح نفسه متحدثا باسم الوفد زاعما أن الوفد ليس علمانيا بل هو أول المنادين بتطبيق الشريعة ، و كعراب للتحالف الانتهازي بين الوفد و الإخوان طالب صلاح بالتبرأ العلني من أفكار فوده ، وهذا ما فعله فؤاد سراج الدين حرفيا !. و هكذا بدأت المساجلات الصحفية و المناظرات بينهما ( صلاح و فوده ) ، ورويدا أصبح صلاح أضحوكة بسبب أسلوب فوده الساخر المطبوع ، و أسلوب صلاح المدرسي المصنوع ، و بعنوان ( أبانا الذي في الجيزة ) نشر فوده مقالة كان لها أثرا كبيرا في هز صورة صلاح ، و لكن الطامة الكبرى كانت في صدور كتاب عن مساجلات فوده بواسطة صحفي ناشيء و بدون علم فرج ، و على واجهة الكتاب كان هناك رسما كاريكاتوريا يصور الشيخ صلاح بشكل بشع و مضحك . عاتبت فوده غاضبا و لكني علمت أنه لم ير الكتاب بعد ، ولما شاهده أبدى امتعاضه ، واتصل محتجا بالناشر وقرر مقاضاته ، و لحصر تداعيات الموقف ، اتصلت هاتفيا بالشيخ صلاح ، ولم أكد أبدأ بالحديث حتى وجدت الشيخ صلاح يعلن أن فوده كافر و أخذ يكررها ثلاثا، والإسلام لن يعدم الرجل المؤمن الذي يقتص منه و يقتله !. حاولت دون جدوى شرح الموقف ، و في النهاية هددني الشيخ صلاح أنه سيصدر فتوى بتكفيري لأنني أحاول خداع الله و رسوله، و هكذا أبصرت كيف يجمع طيور الظلام في ذواتهم المقدسة بين الله و رسوله ، بلا حياء !!!.