نافذة على حادثة.. الكلام المعسول كلفها غالياً وقاد الأخرى إلى السجن


دمشق
صحيفة تشرين
حوادث
الاثنين 2 أيار 2005
ادعت /ر/ ابنة الأربعة عشر عاماً، بإقدام /م/ على اغتصابها ضمن محله بعد وعده لها بالزواج. ألقت الشرطة القبض عليه واعترف بفعلته.

وارتبطت/ع/ بعلاقة غرامية مع /ص/ الذي استخدم هذا الوضع ودفعها الى سرقة أكثر من /700/ألف ليرة سورية من منزل والدها ـ على دفعات ـ وتسليمه كل ماكانت تسرقه.. فألقت الشرطة القبض على «العاشق والمعشوقة». ‏

لله كم من جريمة ترتكب باسم الحب، والحب منها براء. ‏

ولله در الكلام المعسول.. كم ينصب من كمائن للأغرار البسطاء الذين يندفعون بغرائزهم وعواطفهم، ولايحكّمون عقولهم، ولايرون أبعد من أنوفهم، ولايفكرون بالخطوة التالية، هل ستبقيهم على برّ النجاة أم ستقودهم الى الهاوية؟

‏

الكلام المعسول البعيد عن الأصول.. مصيدة يجيد استخدامها أصحاب الغايات الدنيئة لنيل مبتغاهم من ضحاياهم البريئة.. غير مبالين بما يسببونه لهم من أذيات وأضر ار مادية ومعنوية، لأنهم في الأصل لم يقصدوا إلا الأذى والشر. ولو كان الأمر غير ذلك لما اتبعوا الطريق الملتوية والضحك على الذقون بكلمة حلوة ممزوجة بالسم. ‏

الحبيب الحقيقي لايطلب من حبيبته أن تسلمه نفسها برهاناً على حبها، ولايدفع بها الى ارتكاب أعمال غير مشروعة ليصدقها ويستمر في حبها.. بل على العكس هو الذي يبدي لها المزيد من الحرص على شرفها وسمعتها وسلوكها، ويعينها على الترفع عن كل ما يشين. ‏

والمحب الراغب بالزواج.. يدخل البيوت من أبوابها.. ويلجأ الى الأساليب الشريفة التي تقرها الأعراف والتقاليد الاجتماعية والأخلاقية.. ومتى دخل من النافذة أو دعا من يرغب بها الى الهروب من النافذة يكون لصاً غايته السرقة، لا السترة. ‏

علاوة على ذلك.. لابدّ من القول: إنه في مجتمعنا الذكوري لاتزال الفتاة التي تشارك في حصول هذه الجرائم هي التي تدفع الثمن الأغلى.. ولاتزال مسؤوليات الجرائم التي تمس السمعة والشرف والعذرية تقع على عاتق الفتيات اجتماعياً، وحتى عندما ننسى دور الرجل الذي ينصب الشباك.. فإننا نستمر في إدانة الأنثى الطرف الآخر في الجريمة.. ونصمها بالعار، مع أن كلمة العار مذكر وليست مؤنثاً. ‏

ولذلك نقول لفتياتنا: احذرن الكلام المعسول البعيد عن الأصول لأنه يقود الى المجهول