نعم يا صديقي، حقك أن تتحدث عن معاناتك، وأتضامن معك في ذلك حتى؛ لكنني أرجو ألا يتحول الحديث عن المعاناة إلى مباهاة وهذا ما قصدته. الشكوى بحد ذاتها غير مجدية وذكر العيوب هو أسطوانة مشروخة حفظها العالم أجمع يا رجل، وتكراراها من قِبلك وغيرك ليس هو الحل!

جميل أن تتوجه نحو نقاط ذات جدوى كما فعلت إذ تطرقت للحراك السياسي والثقافي، أؤيدك تماماً فيما ذهبت إليه: ممارسة شعبنا للديموقراطية شبه معدومة. معك حق، وأزيد معلومة صغيرة جداً وهي: لن نحلم في يوم من الأيام حتى بشبح ديموقراطية مع أي نظام. لست سوداوياً بقدر ما أحكم في الأمر من خلال نظرتي لما حولي. أنا لا أحب الخيال يا عزيزي إلا في الأفلام، هاك رقعة الشرق الأوسط بأكملها، دلني على تجربة ديموقراطية ناجحة غير إسرائيل! وأؤكد: "تجربة ناجحة"! وحاول أن تتبين الأسباب جيداً.

هذا المنتدى أمامك يا اسماعيل.
دلني على سطر واحد كتبته أنا متغنياً بالنظام الجديد أو مدحت فيه ولو بكلمة واحدة! حتى تصل لقول "تزيين وتجميل". أنت عم تبربك.

فإن كنت تقصدني بعبارتك "ملكي أكثر من الملك"، فسأكرر ردي: "عيب يا صديق"! كم مرة تريد أن يكرر محدثك كلامه؟ كم مرة قلت لك أنني وإن كنت أخالفك توجهاتك فأنا لا أرى في النظام السوري ملاكا بل قد أدعو أكثر منك لتغيير جذري فيه، وعدم اقتناعي بجدوى نشر الغسيل لا يعني أنني موافق على ما تظن أنني موافق عليه. معليش ... يعني لهون وبس! أرجو أن تفهم أخيراً أن ليس كل من خالفك هو بالضرورة عدو لك. وبالرغم من مخالفتي التي أعلنها صراحة، أنا أثق بك وبأن كل كلمة تقولها هي نابعة من قلبك ومن قناعتك، فإذا لم تكن تبادلني هذه الثقة بعد مليون تكرار مني أنني لست بعثياً ولست حتى مستفيداً بل بالعكس أنا واحد منتتف دين ربه، فتأكد من أن هذا سيكون آخر رد سأوجهه لك.

فإذا كنت ترى أنني حقاً عدوا لك فتابع أسلوبك، وستتخلص مني بسهولة. وخذ راحتك أنت والغسيل الوسخ، وسأكتفي بمراقبة النتيجة من بعيد. وتأكد أنني لن أشمت إذا ما وصل جهادك بالغسيل إلى ما لا يفيدك. كل ما أريده هو ألا يقال عن سليل المجاهدين أنه يكتفي بإظهار نفسه من الشتامين فقط. وسأحكي لك نكتة بهذا الخصوص، وأعتقد أنك تعرفها: سئلت امرأة عن سبب بقائها عذراء بالرغم من زواجها ثلاث مرات فأجابت: أول رجل تزوجني كان فرنسياً، يحب أن يتصبب عليّ فقط. والثاني كان عراقياً (عذراً فالرواية هكذا ولا ذنب لي) فكان يجامعني من الخلف، أما الثالث فقد كان بعثياً، يقف على الخزانة ويقول: سوف أجامعك، سوف أجامعك، لكنه لا يفعل.
أرايت؟ إن "كثرة الحكي لا تفيد"، فلا تفعل مثله يا اسماعيل.

نحن ننتمي لأرض واحدة، ولقومية واحدة، ومن جهتي فهذا يكفيني.

الله يقويك يا اسماعيل، ويلعنني إذا كنت بكرهك.
تابع جهادك الغسيلي إذا أحببت.
:rose: