لقد سبق و قلت في موضع آخر في "عقائد و أديان" أن كل كلامنا عن ما هو إلهي هو من باب المجاز و التشبيه و لا يمكن أن يكون أكثر من ذلك.

فولادة الابن من الآب تعني :
1- الآب هو الله كعلة
2- المسيح من نفس طبيعة الآب، و هذا كما قلت من باب التشبيه أي تشبيه بولادة الابن البشري من الأب البشري، و وجه الشبه هنا هو في أن طبيعة الابن نفس طبيعة الآب، أي أن ابن الإنسان هو إنسان، لذلك ابن الإله هو إله ( ليس في هذه الحال إله آخر! لأن الألوهة لا تنقسم و لا تتجزأ )
3- الابن هو الذي تجسد و أخذ طبيعتنا، و هذا معناه أن علاقتنا بالله هي علاقة ابن بأبيه، أي علاقة طاعة و تعلم، علاقة محبة قبل أي شيء آخر و ليست علاقة عبودية مبنية على الخوف من العقاب أو الرغبة قي الثواب.

إن المسيح هو الذي علمنا هذه العبارة، أي الابن مولود من الآب، و نحن نحاول بقدر ما يمنحنا الله من قدرة أن نتأمل في هذا المعنى.

أريد أن أضيف أخيراً ملاحظتين، أولا لا نستطيع أن نحدد ما هو الله بناء على عقلنا، فأين عقلنا من الألوهة! إلا أن الرب عندما علمنا عن نفسه تكلم معنا بمنطقنا لذلك لا يتعارض التعليم المسيحي مع المنطق. ثانياً إن معرفة العقيدة لا تعني معرفة الله، لأن الله ليس تعليم أو نظرية .