أرحب بالزملاء ...

وأنا أعجبت أيضا بردك هذا : ( أبراهيم عرفات )

و أكثر شيء لفت نظري في تعريفك هو هويتك « الــكــونـيـة » و التي فيها تحتضن الكون بقلبك حيث الكون حال فيك.

وكنت قرأت وبإسهاب عن تحولك للمسيحية ... وكم أعُجبت لردك الموضوعي والمنطقي ... ولا اخفي عنك فقد سجلته على مفكرتي الخاصة ... والذي أعجبني أسلوبك المقنع ...


الزميلة Gramsci ... عندما أقراء " فتاة من جليد " يتخيل لي الأمر وكأنه صحيح ... ويعني انك فتاة جليدية ...
وبما أننا متجهين نحو الصيف والطقس يتبدل ... لذا فلا بد من ذوبان الجليد ...
وعندما يذوب جليد الجمال منكِ ... يتقطّر ماء ليروي عطش الكلام ...
فأنت ينبوع عذب ... , وبحيرة صافية ...



عندما تبدلت حياتي بدأت أشعر ان كل شيء ٍ جميل في هذه الدنيا وان الله سبحانه جميل ويحب الجمال ...

كنت ابحث عن الحياة في الماضي تائها في بحور المخدرات والموت ...
أنفقت الكثير من المال والسبب هو إدماني على المخدرات ووقوعي في علاقات مع بعض النساء ...
ومع هذا كله لم أكن أشعر بالسعادة إلا لحظات قليلة ... ثم يتحول يومي بعدها إلى هموم وأحزان ...

مضت الأيام وخطواتي الشيطانية تمتد مع كل أسف يوماً بعد يوم ... وسرعان ما أوصلتني الخطوات الطويلة إلى بلاد المخدرات والرذالة ... حيث وقعت في السفر إلى تلك البلاد مع رفقة السوء ...

مضت الأيام وأنا ألهث بحثاً عن السعادة .. التي كنت أظن أنني وجدتها في هذه المادة القاتلة .. ولكن دون جدوى .. فقد كنت كالذي يشرب من ماء البحر .. لا يزداد بالشرب إلا عطشاً ...

هكذا وجدت ضالتي في حيــــاتي البائسة ... متوجّهـا إلى عالــم آخر أبحث فيه عن السعادة .. حيث المخدرات .. ومعاقرة النساء العاهرات ...
لقد غرقت في بحور الشهوات .. وتهت في دهاليز الظلمات ..
نكد في العيش ... وظلمة في القلب ... وضيق في الصدر ...


وبعد دخول ربي إلى قلبي .. ابيضت الحياة بعد سوادها الحالك ...
واٌقتلعت شجرة الشر التي زرعتها سنوات المراهقة التي كادت أن تدمر حياتي وتهلكها ...
" فبعد أن قسّم الأب ما يملكه على أبنائه الاثنين ... ذهب الأصغرُ بإرثه إلى الفحش والفسق , وحياة الذل ( والمخدرات ) ...
إلى أن انتهى به الأمر إلى مأساة ما بعدها مأساة ... وزل ما بعده زل ...
فغدا مذلول ... مقهورا ... بأسً ...
وفي يوم من الأيام [ رجع إلى نفسه ] وقال لأعود إلى أبي وأكون عبد من عبيده ...
ولكنه حين عاد .. إذا بالأب يراه من بعيد وهو قادم .. فتحنن قلبه ورأفت نفسه ...وإذا به يركض من بعيد إليه فيغمره بصدره ويحتضنه بذراعيه ... ويصرخ بخدمه : "جيئوا بالعجل المسمن لنذبحه ونحتفل ... "
فأبني هذا كان ميتا فعاش وضال فوجد ...


وهذه كانت حالتي وكنت أنا الابن الأصغر الذي باع روحه ليشتري بها حياة الدنيا ...
هذه الحياة الفانية ... حيث كنزنا سيصدى حتما ...
إنما من يجمع له كنز في السماء فهذا الكنز لن يعرف الصدى أبدا ... وسيكون له كنوز كثيرة ...

وهكذا ولدت من جديد ... فالريح تهُب حيث تشاء ... تسمع صوتها ... ولكنك لا تعرف لا من أين تأتي ولا إلى أين تذهب ... وهذه حالة كل مولود من الروح ...
فإن المولود من الروح هو روح ... والمولود من الجسد هو جسد ...
قلت هذا لأنني ولدت ... نعم ولدت من جديد ... بعد أن كنت هائما في دنيا الجسد ... وعالم الموت والفساد ...
أنقذني رب السموات والأرض ... ملك حياتي , وسيد عمري , وتاج رأسي ... انه الله الأب القدوس ...


كتبت هذا لنني لم اصدق أنني هنا ومعكم ... وبسلام ... وهدوء....

اقبلوا هذه الشهادة مني ... وأرجو أن لا تؤخذ على أساس مذهبي أو عنصري ... وتفسد لمعان الذهب ...

فانا { كوني } وقلتها لكم ... وكلكم أخوتي بالروح ... وأبانا واحد وهو الله عز جلاله ...

وشكر من أبن الإنسان لكم جميعا ...