13- فوده و إسرائيل !..روج المتأسلمون الإشاعات حول موقف فوده من إسرائيل ، لقد ادعوا أن فرج فوده يكسب الملايين من تعامله مع إسرائيل . و الحقيقة التي أعلمها يقينا هي أن فرج لم يعمل مطلقا مع إسرائيل ، و مات فقيرا ، و تكفلت الدولة بعائلته . و أيضا راجت قصة عن صداقته مع السفير الإسرائيلي ، حيث أصبحت تلك العلاقة المزعومة الوصفة السحرية في مصر ..فكل يدعي أن عدوه صديق للسفير الإسرائيلي ، زعمت الحكومة المصرية ذلك بالنسبة ل(د / سعد الدين إبراهيم ). بينما زعمت ذلك أيضا الجماعات الإرهابية ( د/ فرج ) .. نعم تصادف أن التقى مع السفير الإسرائيلي في حفلات السلك الدبلوماسي ، كما يفعل أي مدعو آخر ، فهل فرج فوده هو الذي أتى بالسفير الإسرائيلي إلى مصر ؟.ومن المضحكات المبكيات في مصر أن شيخا هرما مثل الغزالي كان يروج الإشاعات زاعما أن فوده زوج ابنته للسفير الإسرائيلي ، في حين كانت أكبر ابنتيه لا تتجاوز التاسعة ، ومن العجيب أنه ادعى أن الزوجة هي الابنة الصغرى ( 5 سنوات وقتها ) و من المعروف أن نفس الشيخ كان يقسم أن ميشيل عفلق متزوج من ابنة جولدا مائير !!.ولا تعجب فتلك هي مصر الدولة الوحيدة في العالم التي تصدق أي أكذوبة لو قالها معمم أو ملتحي ! .أما بالنسبة للموقف من السلام ( و هذا يختلف عن الموقف من إسرائيل ) . لم يخف د / فرج تأييده لعملية السلام .. و هو في هذا واضح و صريح على الأقل .. فكثير من معارضي عملية السلام ، لهم أصدقاء إسرائيليين ، و يستخدمون لغة مختلفة في الغرف المغلقة .. و هل نعتقد أن تأييد عملية السلام خيانة ؟.. كل الدول العربية تؤيد عملية السلام .. و حتى معارضون من أمثال هيكل اعترف بأن مصر كسبت الكثير منها ..اختلفت مع د / فرج حول هذه العملية فأنا أراها مرحلة في صراع حضاري شامل ضد الصهيونية ، و كان يراها حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي ،و لكل مبرراته ، ولا أعتقد أن أحدنا أكثر وطنية ..و لكنه هو الذي دفع حياته في سبيل مبادئه . أما عن موقفه من إسرائيل ذاتها أقول أن للشهيد فرج أخ شهيد آخر هو المرحوم الملازم محي فوده الذي استشهد في حرب 67 . و في نفس السنة اعتقل فرج فوده بسبب خروجه على رأس المظاهرات التي انطلقت في مصر تطالب باستئناف الحرب ، وكان آخر من غادر المعتقل . هل تعلم ما اسم ابن د/ فرج البكر .. ياسر ، تيمنا باسم ياسر عرفات .هذه هي علاقة فوده الخاصة بإسرائيل !!.

14 - النهاية . في يوم الأربعاء 10/6/1992 ، عاد فرج فوده إلى حضن الوطن الذي عشقه ، و تحولت جنازته إلى مظاهرة شعبية مصرية تندد بالإرهاب و ترفع شعار الوحدة الوطنية الخالد ( الدين لله والوطن للجميع ) ، و في إيماءة كريمة شيعه الشيخ الجليل طنطاوي ( شيخ الأزهر حاليا ) . و عمرو موسى و غيرهم من الشرفاء ..عقب اغتيال الرجل الكبير ، حاولت بعض الأقلام المتأسلمة تشويه سمعته و موقفه البطولي ، و لكنها ألقمت حجرا برد الفعل الشعبي المصري .

و أخيرا ما هو مصير أبطال الرواية .
اغتيال فرج فوده و تواجه أسرته الحياة تعاني اليتم و الذكريات الدموية . و تتدخل الدولة لإعالتها .
صلاح أبو إسماعيل يغادر الحياة بعد حين مكرما تحوطه زوجاته ، و أسرته الثرية تودعه في رتل من سيارات المرسيدس الفارهة بفضل الله و تجارة العملة !.
الشيخ غراب يحرض ثم يبرر الاغتيال ، فتباركه الدولة لاعتداله ، و يغادر الحياة مكرما ، و يتوجه الأخوان أحد دعاتهم المبرزين ، و يصدر ( العلامة المليوني ) القرضاوي كتابا لتقريظه .
الشيخ عمر عبد الرحمن يقضي عقوبة السجن في الولايات المتحدة ، بعد أن تخلت عنه CIA و تركته ل FBI ، لأنه تعدى حدوده في الإفتاء الإرهابي ، و هو الآن يصدر فتاويه الإرهابية من داخل السجن و ينقلها بواسطة محاميته الأمريكية المفتتنة به مثل نساء كثيرات ، إحداهن وهبته نفسها سريرة له !.
الصحفي محمد عبد القيوم ، عضو بارز في نقابة الصحفيين ،و مقررا للجنة الحريات ( علها حرية الاغتيال ) رغم أنه صحفي من الدرجة العاشرة . لا أعلم شيئا عن علاقاته الآن بسكرتيراته !!!.
فؤاد سراج الدين يموت بعد عمر مديد ،و يودع في جنازة هزيلة ، بعد أن فقد الوفد بفضل سياساته و تحالفاته مصداقيته كقلعة للوحدة الوطنية و الديمقراطية ، و أيضا لم يكسب حتى أصوات المتأسلمين !.
النائب ( مصطفى ... ) يغادر المجلس و يطرد من حزب الوفد لأعمال النصب والتحايل التي ارتكبها باسم بناء مقبرة لمصطفى النحاس !!.
بهجت يقضي وقته في الثرثرة داخل دوائر الحوار ، بعد أن فقد الأمل في حياة سياسية صحية في مصر ، منتظرا الأيدي المتوضئة لتخنق بلاده ،و تعيدها لعصر الجاهلية .