{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ناجي العلي .. ذكرى .. وأثر..
نزار عثمان غير متصل
Gramsci
*****

المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #2
ناجي العلي .. ذكرى .. وأثر..
وفي تقديري أن هذا العمل لم يكن بتوجيه من أحد بل جاء تلقائياً وكنوع من الانسجام مع النفس . كانت كبرياء الناس وكرامتهم هي التي تملي عليهم تلك المواقف ، لأنه في حالات كثيرة كان الإنسان يتمنى الموت . والإسرائيليون اوصلونا إلى حالة نفسية من هذا النوع كنا قد تجاوزنا مرحلة الخوف والهلع ، وكان الخط الفاصل بين الحياة والموت قد سقط .

أصيبت ابنتنا الصغيرة جودي من قصف عشوائي من جماعة سعد حداد وكان ذلك سنة 1981 ، قبل الاجتياح كنت نائماً وسمعت الصراخ ثم حملتها وهي تصرخ وأجرينا لها عملية جراحية ، ولا نزال نعالجها.

ولكن مصيبتنا تتضاءل أمام مصائب الناس ، فهناك عائلات فقدت خمسة أو ستة شباب من أبنائها وأصبح البيت خاوياً ، همنا الشخصي لا يذكر. وكان يؤرقني طوال الوقت إحساس بالعجز عن الدفاع عن الناس ، فكيف أدافع عنهم برسم ؟ كنت أتمنى أن أستطيع أن أفدي طفلاً واحداً . إن ظروف الادجتياح من قسوتها أفقدت الناس صوابهم . مرة وأنا عائد إلى البيت مع ابني خالد وجدت رجلاً عارياً، كان الناس ينظرون إليه باستغراب ، ناديت على وداد ، زوجتي ، طلبت منها أن تنزل لي قميصاً وبنطلوناً . كان الرجل حجمه كبير فأحضرت قميصاُ من عندي وبنطلوناً من عند جارنا وألبسناه ، كان الرجل في وضع مأساوي جداً حاولت أن أسأله لكنه لم يتكلم . سألت عنه فعرفت أنه من صيدا وأنه عندما استمر القصف عدة ليال اضطر للخروج ليحضر لأولاده خبزاً أو شيئاً يأكلونه على أمل أن يجد دكاناً مفتوحاً ، لأن صيدا القديمة شوارعها مشقوفة وبالإمكان أن يسير فيها الإنسان بقدر نسبي من الأمان . لم يجد الرجل أي دكان مفتوح فعاد إلى بيته . ولكنه وجد البيت وقد تهدم على زوجته وأطفاله السبعة أو الثمانية ففقد توازنه .

وعندما أخذنا الإسرائيليون باتجاه البحر ، مررت من أمام هذا البيت فوجدت لافتة مكتوباً عليها بالفحم " انتبه هنا ترقد عائلة فلان " (للأسف نسيت الاسم ) هذه اللافتة كتبها هو بنفسه ، لأن الجثث كانت لاتزال تحت الردم . فقد الرجل عقله وسار في الشارع عارياً.

هذه صورة من صور المآسي وهي عديدة . كان البعض يسر أمام الدبابات الإسرائيلية ويهتف "تعيش الثورة ، تسقط إسرائيل، يسقط بيغن " في حالة فقدان التوازن .

بجوار بيتنا هناك ساحة ، جاءت جرافات كبيرة وتصورنا أن الإسرائيليين سيقيمون مواقع دبابات لهم ولكنهم كانوا قد لملموا الجثث في الشوارع وأتوا بها لدفنها في هذا المكان الذي أصبح مقبرة جماعية .

كل من عاش هذه التجربة رأى حجم المأساة ، البعض استطاع استيعابها والبعض الآخر فقد إتزانه . ومع ذلك لم يعد هناك خيار. كانت المرأة تدافع عن زوجها ، تعيد بناء بيتها ، تؤمن ماءها ، تطمئن على الاولاد في أي معتقل، تخرج في المظاهرات ، تطالب بالإفراج عن الرجال المعتقلين. وكانت إسرائيل تحصدهم حصداً بالرصاص . وهناك صديقة إيطالية صورت مشهد النساء اللاتي سقطن برصاص الجنود واستشهدن، لاحقها الإسرائيليون ومرغوها في الوحل ولكنها استطاعت الهروب وجاءت إلى البيت عند وداد زوجتي وغسلت الكاميرا ونشرت الصور التي التقطتها في مجلات غربية .

وفي هذه المرحلة كان الجيش الإسرائيلي يأتي بصحفيين إلى صيدا ويجعلهم يشاهدون كيف أن الجيش الإسرائيلي يقدم مياهاً للشرب للأطفال . ولم تكشف الصحافة المجازر التي جرت في صيدا . صحيح أن بعض الصحفيين كشفوا الذي حدث في صبرا وشاتيلا ولكن حتى هذا تم جزئياً في سياق هدف سياسي .

لم يكن الهدف من هذه المجازر البشعة قتل الآلاف من الفلسطينين ، إنما كان الهدف زجرنا بالمعنى النفسي . ولكن حتى إن مل البعض من النضال ، فهناك أجيال آتية وكما كنا نتعلم من الحزن في عيون آبائنا ، سوف يلتقط منا من يأتي بعدنا رسالة . جيلنا أعطى ولكن حجم المؤامرة علينا كان أكبر . الواقع العربي خدم أعداءنا / الواقع الدولي ومسائل أخرى كثيرة . ..شعبنا لا ينقصه قيادة بل حزب ، حزب يملك دليلاً نظرياً كاملاً يبدأ من نقطة الصفر. لو فهم من كلامي أني غير راض عن الثورة ساقول لك نعم أنا غير راض . أشعر أن فلسطين بحاجة إلى ملائكة ، جند الله ، ألف جيفارا ، أنبياء تقاتل ، قيادات حقيقية واعية تعرف كيف ترد . وبتقديري أن الانظمة العربية أجهضت ثورتنا ، وبتقديري أيضاً أن المقولة القائلة أن الفلسطينين وحدهم هم الذين عليهم تحرير فلسطين ، هي مقولة خائنة ، فكلنا نعرف ما هي طموحات إسرائيل بالنسبة لمصر ولبنان وسوريا .

وبعد الاجتياح بقيت شهراً في صيدا حاولت مثلي مثل غيري أن أرمم البيت وأن أواسي الناس واعزيهم ، أملأ ماء ، أنقل أشياء للناس ، إلخ ..ولكني كنت افكر ماذا أفعل وانتهيت إلى ضرورة الذهاب إلى بيروت حيث جريدة" السفير "وحيث بإمكاني أن أرسم .

ما زلنا أحياء ...بالصدفة!



مر وقت ظن فيه الناس أني مت ، إلى أن مرت إحدى الصديقات في صيدا واكتشفت أني موجود فأعطيتها رسومات لي لكي يطمئنوا في السفير ويتأكدوا من أني ما زلت حياً .

وكنت طوال الوقت افكر : ماذا أفعل ؟ وانتهى بي تفكيري إلى ضرورة الذهاب إلى بيروت ، فودعت زوجتي وأولادي وذهبت ، كان من الصعب أن أصل ليس فقط بسبب الإسرائيليين ولكن أيضاً بسبب الكتائب الذين كانت معرفتهم بأني فلسطيني سبباً كافياً لقتلي .

بدأت رحلتي ذات صباح باكر في سيارة ، ثم نزلت بين أشجار الزيتون في منطقة اسمها الشويفات واتجهت إلى بيروت مشياً ، ويومها التقيت بالكاتب المسحي السوري سعد الله ونوس الذي كان طالعاً باتجاه دمشق وكان لديه أخبار أني ميت ، ثم وصلت" السفير".

في بيروت التقيت بالكاتبين الفلسطينيين حنا مقبل (رحمه الله) ورشاد أبو شاور ، وكانا يصدران مجلة اسمها "المعركة " فصرت ارسم في" السفير" وأرسم في "المعركة "وأتسائل ما الذي بإمكان المرء أن يفعله في مواجهة هذا القصف من الجهات الستة (من الأربع جهات ومن الجو والسيارارت المفخخة ) .وكما يقول الفلسطينيون " هنا يكون الموت موجب كثير" كان المواطن منا يشعر بالتقصير والعجز ويرحب بالموت .

وعشنا معاً نحن العاملين في السفير في تلك الفترة (وحتى البنات مرة طبخن معكرونة بلا لحم طبعاً ولاشيء ولكننا وجدناها أشهى أكلة . وكان معنا شاب مصري يعمل في الكانتين ويظل ساهرا معنا ويأتينا بالشاي والقهوة ) .كانت تجربة خاصة وحميمة وكان شغلنا هو رفع معنويات الناس بالكلمة ، وبالمانشيت ، بالرسم .

" السفير" قدمت لشبابها ، كما قتل الشاعر علي فودة وهو يوزع مجلة " الرصيف "التي كان يصدرها . كانت المسألة قدرية ، القذائف تصل الاطفال في الملاجيء .. وهكذا يشعر الإنسان أن بقاؤه حياً محض صدفة ، إذا جاءت القذيفة جاءت و إن لم تأتِ فذلك مجرد صدفة ، لم تكن هناك الفرصة أمام أحد ليحزن أو ليبكي . وأنا بكيت مرة واحدة بعد خروج المقاومة ومجزرة صبرا وشاتيلا . ولم يكن بكائي قهراً بقدر ما كان إعلاناً أني فلسطيني وأني أبكي الشهداء وأبكي الوضع . كنت أشعر بالوحشة . كثيراً من أصداقائي الحميمين كانوا قد ذهبوا وكنت أشعر أن البيوت من حولي فارغة . قبل ذلك كنت تلتقي في نفش تلك الشوارع بالمناضل المصري مع المناضل اللبناني مع المناضل الفلسطيني مع المناضل العراقي . والمرء يشعر بوجودهم ويتحامى فيهم ويستظل بهم ، ومع ذلك صار لبيروت بعد خروج المقاومة تقدرير خاص في نفسي .

وكنت أسأل نفسي كيف أعبر ؟ كنت أشعر بالعجز وأتصور أنه لا يوجد أي شاعر يقدر على تجسيد أي مشعد أو لحظة واحدة من لحظات بيروت ، ومع ذلك كنت أرسم .

وفي يوم كان القصف فيه عنيفاً جداً على بيروت ، من الجهات الست ، وتوقفت كل الصحف ما عدا " السفير" وأين نلجأ ؟ لجأنا إلى الدور الأارضي محل المطابع . واستمر القصف طوال الليل ولم يتركوا زاوية أو بيتاً إلا وقصفوه . وعندما خرجت فوجدت كل البيوت مصابة من فوق ومن تحت وانضافت إليها شبابيك جديدة . رسمت زهرة مقدماً لبنت - رمز بيروت – من الفجوة التي احدثتها القذيفة مع عبارة " صباح الخير يا بيروت " .



إن " صباح الخير" لليلة حالكة بهذا الشكل تكتسب معنى خاصاً تصور القاريء ، وبعد كل هذا القصف والموت ، يفتح الجريدة في الصباح ... فيرى الرسم ، ويرى أحداً يصبح على بيروت . كان ذلك كلقاءنا في الشارع بعد القصف نقبل بعضنا ونبتهج أننا ما زلنا أحياء وكل شيء يهون مادمنا ما زلنا أحياء ! .

و عندما بدأ الرحيل – وبالمناسبة لم استطع رؤية هذا المشهد الذي ربما يكون فيه مقتلي ...

لم أستطع الخروج لتوديع المقاومة ورؤية الناس وهي ترش الزهور والأرز على المقاتلين . أقول عندما بدأ الرحيل ومع أول سفينة غادرت الميناء ، رسمت فدائياً يترك السفينة الراحلة ويسبح عائداً إلى الشاطيء ، وهو يقول : " اشتقت لبيروت " .

الوعي يتشكل



إحساسي ووعي للوطن بدأ يتشكلان ونحن في المدرسة الابتدائية بعين الحلوة . كنا نستغل مناسبات مثل وعد بلفور ، أو ذكرى تقسيم فلسطين أو 15 ايار (مايو) للتعبير عن رغبتنا بالعودة إلى فلسطين .

كنا في أيام الذكرى نرفع أعلاماً سوداء فوق المخيم ونمشي في شوارع وننشد أناشيد قومية لم تكن خاصة بفلسطين أول مرة ، ولكنها في المخيم تكتسب معنى فلسطينياً خالصاً. كان هناك بعض الأناشيد الخاصة بمناضلين استشهدوا في فلسطين مثل " يا ظلام السجن خيم / إننا نهوى الظلاما / ليس بعد الموت إلا / فجر مجد يتسامى " .

هذه النشيد ردده أحد شهداء ثورة 1936 كان سجيناً في يوم إعدامه ألقى هذا النشيد تناقله عنه السجناء الآخرون .

بعد عودتي من السعودية كان بدأ يتشكل في المخيم بعض نشاط سياسي . كان هناك نشاط للقوميين السوريين وانتبهت إلى أن معظم الشباب المخيم كانوا مندفعين في حركة القوميين العرب . أما جماهيرالمخيم فكانت ناصرية ، إذا كان أمل الناس بالعودة قد أنتعش بعد بروز قيادة عبد الناصر .

أنا حاولت أن أنتمي إلى حركة القوميين العرب 1959 إلا أنني اكتشفت ، واكتشفوا هم معي ، أنني لا أصلح للعمل الحزبي . فخلال سنة واحدة أبعدت أربع مرات عن التنظيم بسبب عدم انضباطي .

في تلك الفترة كنت أقرأ كتباً قومية لساطع الحصري وكان شباب الحركة هم الذين اشاروا علي بذلك ، كما كنت طبعاص اقرا مجلة " الحرية " التي كانت تصدر شهرياً آنذاك .

غسان كنفاني لم أقرأ له شيئاً في تلك الفترة ، غير أنني تأثرت به منذ رأيته يتكلم في إحدى الندوات في المخيم . رأيت أنه يعبر عن هموم الناس ، كانوا يحبونه . ونحن كنا نحب كل من يستطيع أن يقترب من همومنا الوطنية . في فترة لاحقة صرت اقرأ له كتاباته السياسية في مجلة " الحرية " .

الحركة كانت تشجعني على القراءة الأدبية . أحببت روايات نجيب محفوظ ، في فترة لاحقة قرأت لغسان "موت سرير رقم 12 " روايته " رجال في الشمس " أثرت بي كثيراً كما أثرت بمعظم أبناء جيلي من الفلسطينين . كانت صرخة " لماذا لم يدقوا جدار الخزانة " تصفعنا صفعاً وتجعلنا نفكر كثيراً .

كانت تلك الجملة تعني لي أنه مع كل الحصار المضروب حول شعبنا لا نستطيع أن نطلب النجدة من أحد ابطال رواية غسان ماتوا على جمارك الخليج دون أن يكون لديهم أي أمل في أن أحداً سيساعدهم أو يسامحهم . كنا نعتبر أنهم ماتوا أمام جمارك الأنظمة العربية جميعها . إذ ليس الخليج إلا رمزاً .

إضافة إلى ذلك كانت الأغنيات المصرية . حين استمع الآن إلى أغنية " الله أكبر " التي انطلقت أيام العدوان الثلاثي استعيد ذلك الزمان كله . عموماً أنا أحن إلى الأغاني كلها . إلى محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وصالح عبد الحي وزكرياأحمد أنها الاغنيات التي اطرب لها وتشعرني بالأصالة . كما أحب كثيراً أن استمع إلى أغنيات القرى التي كنت اسمعها في فلسطين وظللت متواصلاً معها في لبنان . في المخيم كنا نسمعها في المناسبات . كان الناس هناك يعيدون الطقوس القروية كاملة . وهناك أذكر أنني لم أكن أجد فرقاً كثيراً بين أغنيات القرى في فلسطين وشبيهاتها في الاردن وسوريا ولبنان كانت هي نفسها تقريباً .

بحكم ارتباطي ومعيشتي ودراستي في المخيم كنت اشعر لفترة أنني أعيش في " غيتو " فلسطيني . كان اختلاطنا معاً آنذاك بمثابة عزاء نقدمه لبعضنا البعض . كان الغيتو قسرياً من جهة أخرى حيث لم يكن يصح للفلسطيني أن يعمل في المؤسسات العامة ، ثم أنه كانت لنا مدارسنا الخاصة فينا حتى لا نتعلم في سواها نظراً لأوضاعنا المالية . في الفترة الأخيرة أعطتني تجربتي في جريدة " السفير" فرصة للاحتكاك بشباب غير فلسطينين . علاقاتي الحميمة الأخيرة كانت مع جنوبيين . اكتشفت أنه كلما تعززت علاقتي بشاب أو بفتاة يطلع من الجنوب . أظن أن بيننا شيئاً مشتركاً وأظن أن هواي هوى جنوبي.

لم أحتك بالوسط الثقافي الفلسطيني ، ولم أدخل في المؤسسات الثقافية التابعة لمنظمة التحرير إلا في السنة الأخيرة قبل الاجتياح ، صرت عضوا في الأمانة العامة لاتحاد الكتاب .

في الفترة الأخيرة، لم أكن فلسطينياً خالصاً في حياتي الشخصية والثقافية. صار مضمون الإنتماء الفلسطيني، بالنسبة لي، لباً يأخذ أشكالاً قومية وإنسانية عامة. هذا شعور وليس قراراً. هكذا كنت أشعر بمعزل عن الصيغ السياسية هذا الشعور إستمر عندي حين كانت تقوى النزعات القطرية وتشد عند الناس العديدين المحيطين بي. كان أحدهم يكتشف فجأة أنه لبناني أو فلسطيني أو سوري. أنا كنت أقاوم هذا التشتت لأنني أرى أن هناك مجالاً لشعور إضافي غامر يتمثل في وحدة أهدافنا جميعاً.

في بداية وعيي السياسي كنت أظن بأني، مع نفر قليل من أصدقائي في المخيم، نستطيع تحرير الجليل. كنت ولا أزال مقتنعاً بحرب التحرير الشعبية لأنني قد وصلت مبكراً إلى الكفر بالأنظمة وبجميع المؤسسات التابعة لها من عسكرية وسياسية وإدارية وثقافية الخ...

كنت اطمح إلى أن أتعلم القتال ، لكن هذا كان قبل الثورة ، وعندما بدأ الشعب الفلسطيني يتسلح لم أحاول أبداً أن أطلق رصاصة لأنني أعرف أنني في وضع غير القادر صحياً بسبب العملية الجراحية التي أجريت لي ومازالت إلى الآن.

أنا كنت مبشراً بالثورة وما أزال ، ولكن منذ بداية الثورة كان لي موقف من خط سيرها ، كنت أرى أنها يجب أن تكون قومية لا فلسطينية . فثورة 1936 كان لها هذا الطابع الفلسطيني المحض ، لذلك لم تنجح ثورة 36 في أن تكون نموذجي الذي يجب أن أحتذيه ، كذلك لن تنجح هذه الثورة الأخيرة.

حنظلة



رغبتي بالانتماء هي الآن أشد مما كانت سابقاً ، ولدي شعور بأنني الآن مدعو أكثر من قبل إلى المقاومة وليس شرطاً أن تكون فلسطينية ، أنا الآن أملك إحساساً بالمقاومة الوطنية اللبنانية وهي قريبة من النموذج الذي أطمح إليه ، أية بندقية تتوجه إلى العدو الإسرائيلي تمثلني ، وما سوى ذلك فلا .

ولكن ماذا لو دب في الوهن ؟ ماذا لو خالجني الإحساس بالهزيمة والتراجع أو أغراني مجتمع الاستهلاك ؟ .. حتى لو أردت فإنني لن أستطيع ذلك فولدي " حنظلة" موجود في كل لوحة من لوحاتي يراقب ما أرسم ، إنه ذلك الرمز الصغير الذي أثار جدلاً دون أن جدلا دون أن يدير وجهه.. ورسومي لا تباع لأن حنظلة عنصر ثابت فيها ..


يتبع

05-06-2005, 01:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
ناجي العلي .. ذكرى .. وأثر.. - بواسطة نزار عثمان - 05-06-2005, 01:59 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  خلينى ذكرى bassant 4 5,361 09-03-2011, 11:09 AM
آخر رد: coco
  كلمات أغاني أعجبتكم و لها ذكرى بحياتكم بسام الخوري 172 50,085 09-11-2009, 04:09 PM
آخر رد: بسام الخوري
  في ذكرى مجزرة قانا، بل مجازر قانا ابن سوريا 3 1,773 09-09-2009, 10:00 PM
آخر رد: فيصل وزوز
  وفاة الفنان ناجي جبر "أبو عنتر" عن 69 عاما بعد معاناة مع السرطان غالي 17 4,144 04-05-2009, 04:23 AM
آخر رد: عاصي
  أوباما يوقف موكبه لشراء باقة ورد بمناسبة ذكرى زواجه Obama 5 1,195 10-10-2008, 12:36 AM
آخر رد: وردة_الهاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS