waslaجورج جبّور: اقترحت على الرئيس بشّار الإنسحاب من لبنان قبل 11 سبتمبر ولكنه تردّد

ميشال كيلو: الخيار الديمقراطي بسرعة أو الحل الأميركي الذي يفتح الطريق للفوضى









جورج جبّور



ذكرت جريدة "لوموند" في تحقيق نشرته اليوم الإثنين أن هنالك شبه إجماع في سوريا الآن على موضوع الإنسحاب السوري من لبنان حتى في الأوساط القريبة من السلطة. ونقلت عن النائب في مجلس الشعب ومستشار الرئيس الأسد، جورج جبّور، أنه "على غرار اللبنانيين، فإن الكثير من السوريين كانوا يعتقدون أن هذا الإنسحاب كان ينبغي أن يتمّ منذ مدّة. وكنت أنا نفسي قد رفعت تقريراً بهذا المعنى للرئيس بشّار قبل أحداث 11 سبتمبر 2001. ولكنه بدا متردّداً. وهو بطيء في الإقدام على عمل، وهذه إحدى سمات شخصيّته التي ورثها من والده، كما أن براعته الإستراتيجية أقل من براعة والده".



وتقول مراسلة "لوموند" من دمشق أن إقالة قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية، وخصوصاً ريمون عازار وجميل السيّد، ترك إنطباعاً قوياً في سوريا. وتقل عن شخص مقرّب من السلطة أن "ذلك يشكل درساً لأجهزة مخابراتنا، التي كانت تعتقد أن قوّتها بدون حدود، والتي اعتادت أن تعرقل كل محاولات الإصلاح الداخلي. لقد بات هذه الأجهزة السورية مضطرّة الآن للتفكير مليّاً في ما تقوم به".



وتنقل عن معارض سياسي سوري (بدون تسميته) أنه "مع هذا الضغط الدولي، فإن الأنظار باتت مصوّبة علينا. وهذا يعطينا مزيداً من القوة لكي نتكلّم، وربما لكي يصبح صوتنا مسموعاً". ولكن الجريدة تلاحظ أن الثقة بالمستقبل تظل "محدودة" في دمشق.



وتنقل عن الصحفي ميشال كيلو إعتقاده أنه "فات الأوان كثيراً" لوضع سيناريو "جيّد" للتغيير: "كان علينا أن نبدأ بالإصلاحات قبل وقت طويل، دون إنتظار لبنان. وكان حافظ الأسد قد تحدّث عن تغييرات كبرى قبل سنتين من موته. وجاء إبنه بعده ليَعِدنا بالديمقراطية عدة مرات: وما زلنا ننتظر.. لقد ضَعُفَ النظام على المستوى الدولي، وعلى المستوى الداخلي، بعد الإنسحاب من لبنان. وبات الآن مُجبراً على الإصلاح، إلا إذا قرّر الإنتحار سياسياً. ولكن هل يقوم بإصلاحات كافية، والأهم فهل يقوم بالإصلاحات في الوقت المناسب؟ وإلى أي حدّ ستصل الضغوط الدولية؟"



ويضيف ميشال كيلو: "الحل الوحيد هو أن تعمل الحكومة والمعارضة معاً لتحقيق هذه الإصلاحات، بروحية مصالحة وطنية. أي أن تعتمد سوريا بسرعة كبيرة الخيار الديمقراطي. وإلا، فالمطروح هو الخيار الأميركي، الذي لا يعرف أحد ما هو، سوى أن الجميع يخشاه، والذي يفتح الطريق للفوضى التي يصبح كل شيء مُتاحاً في ظلها: من الإنقلاب العسكري إلى الحرب الأهلية".