كلام جميل يا ابراهيم .. لكن لا أعتقد توصيفك هذا ينطبق على نبيل فياض ، على الأقل هذا ما يراه معظم الزملاء السوريين هنا في هذا الملتقى ،ناهيك عن آراء مشابهة خارجه .

لكي أكون صريحا ، فما قرأت لفياض سوى كتاب واحد عن عائشة بالإضافة لنثرات من كتاباته جمعهتا " انترنتيا " كون الجدار الناري الذي أعيش خلفه لا يسمح أساسا بنفاذ كتب من هذا النوع من خلاله ..
رغم ذلك ، ومن خلال هذا الكتاب الهزيل والآراء الأكثر هزالا ، أستطيع القول بأن نبيل فياض خالٍ من هذا الفكر التنويري الذي تدعيه له .. حقيقة هو يكتب ليشتم ويسمع (( الآخرين )) شتيمته ، لكنه لا يكتب لينتقد .

هل نحن نكره النقد ؟!
لا بكل تأكيد .. أعتقد أن ما نحاول عمله هنا هو النقد .. النقد للدين .. للمجتمع .. للسياسة .. لله أحيانا وستجد لي هنا موضوعا أظنك تذكره بعنوان " وإذا الأنفس سئلت ... الخ " .. لكن النقد الموضوعي البناء شئ ، والشتيمة والتعرض لأديان ومعتقدات الآخرين بطريقة سوقية – كما يفعل فياض – شئ آخر .

ولو كان نبيل فياض صادقا فعلا في منحاه ، لفهم هو ومن على شاكلته أن النقد البناء قادر على تفتيت الأفكار والمعتقدات ، بينما الشتيمة الرخيصة والهجوم الفج الأرعن يزيد المعتقدات صلابة وقوة لأنه يضعها – طائعة أو مرغمة – في الخندق المدافع .. ولا أخفيك ، هذا ما أفعله أنا أحيانا حيال زملاء هنا (( تحبهم أنت )) لأنهم يشتمون ويتهجمون ، وأكرههم أنا لذات السبب .. هذا مع أني – وغلاوتك – هاجمت أحد الأصدقاء الأعزاء لأنه تعرض للمسيحية بالقول الشنيع نكاية ببعض المسحيين .. رغم إلحاده :)

بالتالي يا صديقي .. وأرجو ألا تزعجك صراحتي ..
لا أرى أنك جاد فعلا وموضوعي فعلا فيما تقوله عن فياض .. ولا عن (( ليبرالويين )) تصفق لهم أنت ممن يعتقدون أن القول بزنى عائشة وأن محمد كان اسمه خثم وإنو كان أخو شرموطة منتهى الليبرالية والتجرد والموضوعية ..
ذلك أن النقد شئ آخر مختلف يا صديق ..
بينما الشتيمة لدين ما ، تلقى آذان صاغية لدى (( متدينون )) من أديان أخرى لا يرضيهم حتما وبالتأكيد أن يقال ما يقال عن دينهم هم.. هذا بالإضافة لأنها تعمق تخندق أصحاب الدين ذاته .
Got it ?

خلاصة .. وهذا رأيي أنا ..
كل الأديان فيها من " التخاريف " ما فيها ولا أستثني أحدا ..
وأتمنى من صديقي إبراهيم ألا يستثني أحدا أيضا .. كرامة لعين التغيير .. والتنوير .. وجدار من طين وحصير .


محبتي لك

(f)