{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
التنويريون العرب عامة و"سلامة موسى" خاصة ...
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #2
التنويريون العرب عامة و"سلامة موسى" خاصة ...
(2)

"شوية تاريخ" (أ)


قد أقول بأن "سلامة موسى" من مواليد 4 يناير 1887. ولد في كفر سليمان العفي، بجوار الزقازيق، وأن أسرته كانت تعرف باسم "العفي". وأن أباه كان موظفاً مميزاً حيث عمل كرئيس لتحريرات الشرقية في ذلك الإقليم بمرتب سبعة جنيهات ونصف شهرياً .
قد أقول هذا وأضيف بأن "سلامة" كان أصغر إخوته وأخواته. فقد أباه ولم يتجاوز الثانية من العمر (1889)، ووجد في أمه صدراً حنوناً ودلالاً كثيراً عوضه عن فقدان أبيه الذي كان قد أورثه – بدوره – 25 فداناً من أخصب أراضي الشرقية. ولقد كان لهذه الفدادين والأملاك العقارية دور بارز في حياة "سلامة موسى" بعد أن شب عن الطوق. فلقد منعت عنه الركض وراء "لقمة العيش" زمن شبابه ، وكفلت له ما يستطيع أن يعول عليه ويتفرغ إلى الدرس والتقصي والغرف من معين الثقافات.

ولكن حياة "سلامة موسى" لا تهمنا كثيراً في هذه المرحلة، إذ علينا أن نلقي نظرة أولى على ظروف العصر الذي عاش فيه "مفكرنا"، ثم نعود في مرحلة لاحقة كي نتقصى نشوءه فيه وتفاعله معه.

آخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين هو ما كان يعرفه الأوروبيون "بالعصر الجميل" (La belle époque). وهو قد يكون جميلاً لأوروبا ولكنه ليس "جميلاً" بالضرورة للدول الأخرى. فأوروبا كانت فيه قد صنعت ثوراتها الإنسانية (الفرنسية 1789 و"ربيع الشعوب"1848) والصناعية (منذ 1780 في إنجلترا)، وكانت قد سيطرت على موارد العالم وأصبحت فيه سيدته المطلقة.
كان في أوروبا في ذلك العصر خمسة قوى عاتية على رأسها "إنجلترا" التي أصبحت في ذلك العصر الإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عن أراضيها. ولا بد أن يعنينا هنا "فرنسا" التي شكلت "المعين الثقافي" لأوروبا جميعها، بالإضافة إلى قوة عملية استعمارية إستطاعت أن تتقاسم العالم مع إنجلترا وتباريها فيه. ولربما ذكرنا ايضاً ألمانيا القوة الفتية الجديدة والنمسا الإمبراطورية رغم ضعفها، وعرش آل رومانوف المهلهل في روسيا، مع التأكيد على أن أصحاب الدور الفاعل على مسرح شرقنا" وفكرنا العربي الإسلامي تحديداً كانا "انجلترا وفرنسا" .

من الناحية الثانية، كان في "شرقنا " البائس "امبراطورية تركية هرمة" نخرها السوس عل الصعيد الإداري والحضاري. وكان "الغرب" عامة يحافظ على هذه الإمبراطورية كحاجز أمام "الدب الروسي" من الوصول إلى المياه الدافئة. وفي مقابل هذه المحافظة على "سلطنة آل عثمان" تخلى السلاطين للدول الأوروبية عن عدد كبير من الامتيازات والمصالح في الشرق منذ وقت كبير.
حقاً، لقد حاول بعض السلاطين الأقوياء من "آل عثمان" أن يعيدوا لسلطنتهم مجدها بمحاولتهم بعض الإصلاحات والترميمات في النصف الأول من القرن التاسع عشر، هكذا نرى السلطان "محمود الثاني" 1808-1839 يقضي على فيالق "الإنكشارية" ويقوم خلفه السلطان "عبدالمجيد" (1839-1861) بإصلاحات ينحو فيها نحو العلمانية والعصرنة (فرمان "خطي همايون 1856" لحفظ حقوق الأقليات)، ثم يأتي السلطان "عبدالعزيز" (1861 -1876) برئيس وزرائه "مدحت باشا" الذي يقوم بمشروع إصلاحات طويل عريض ضخم على رأسه تقف الحياة النيابية والدستور. وإن كان العالم قد ظن لوهلة بأن "مدحت باشا" قد نجح في "ترميم الدولة العلية" فإن انقلاب السلطان "عبدالحميد الثاني" (1876 - 1909) أدخل البلاد في عصر جديد من الاستبدادية والدموية، بالإضافة إلى العاهات المتفشية فيها منذ القدم، أعني : الفساد والفقر والدين والجهل والتخلف والتشرذم الداخلي والتكالب الخارجي . هذه "العاهات" التي منعت أي محاولة جادة للتغيير من الوصول إلى تحديث "الدولة العلية" ولحاقها بركب العصر.

إذا كان سلطان آل عثمان لم يتزعزع كثيراً في سوريا (الكبرى) فإن "مصر" كانت قد أفلتت من أيديهم منذ "محمد علي" (1805 - 1849). ولكن الجديد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو بدء الدول الغربية (فرنسا وإنجلترا) "بقضم" أطراف الامبراطورية، هكذا استولت "فرنسا" على الجزائر (1830) وتونس (1883) والمغرب (1906 و 1912)، وهكذا أيضاً دخلت إنجلترا إلى "مصر" سنة 1882.

لقد جاءت نهاية القرن التاسع عشر، والهلال الخصيب منقسم إلى منطقة مظلمة (سوريا الكبرى) يحكمها استبداد عبد الحميد الثاني وزبانيته وأجهزته القمعية ، ومنطقة (مصر) بها الكثير من الانفتاح والحرية رغم الاستعمار والغزو الاجنبي .. وهكذا لا يكون من العسير علينا بمكان أن نفهم هجرة العقول والأدمغة السورية إلى مصر، وهكذا وإحداثهم بمعونة إخوانهم من المصريين جيلاً نهضوياً جديداً، ومسرحاً فاعلاً للسياسة والمعرفة والثقافة ...

على هذا المسرح، وفي تلك الفترة ولد "سلامة موسى" وبدأ حياته ...

يتبع
05-26-2002, 12:42 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
التنويريون العرب عامة و"سلامة موسى" خاصة ... - بواسطة العلماني - 05-26-2002, 12:42 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Question عامة اهل النار من النساء الباحثة عن الحقيقة 23 6,562 11-13-2011, 05:34 PM
آخر رد: yasser_x
  "هي دي مصر ياعبلة " طيف 8 3,086 03-06-2011, 09:37 PM
آخر رد: طيف
  نظرة عامة على المجتمع الإسلامى قطقط 0 1,013 10-22-2010, 05:26 PM
آخر رد: قطقط
  العنصرية عامة وعنصرية اللون خاصة علي هلال 28 7,113 10-21-2010, 11:11 PM
آخر رد: علي هلال
  موسى يدعو تركيا وإيران لعلاقة خاصة مع الجامعة العربية Basic 0 1,060 02-20-2010, 02:55 AM
آخر رد: Basic

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS