شكرا للزميل ساري في الروح

اقتباس:  ساري في الروح   كتب/كتبت  
لقد أجاب الكتاب المقدس على معظم المسائل الفلسفية المطروحة هنا و في أماكن أخرى في أول نص مذكور فيه و هي قصيدة الخلق الموجودة في سفر التكوين في الاصحاح الأول.

أنا لست مختص بالفلسفة لذلك اعذرني على عدم استعمال تعابير الفلسفية بنفس مدلولاتها و أترك لك موضوع ترجمتها!

بعد أن يعطي الكتاب الله صفة التنزيه الكامل عن كل ما هو زمني و مكاني ... الخ بقوله "في البدء خلق الله السماوات و الأرض"  
يشرح خلق العالم بطريقة شعرية و فلسفية تشير إلى صفات الله نفسه، و تشير أيضاً بكيفية خلق العالم من العدم ليصل إلى الله.
إن ما يخص المناقشة هنا هو بالتحديد في الأيام الرابع و الخامس و السادس.
في اليوم الرابع حيث خلق الله الشمس و القمر و وضعها لتحكم النهار و الليل، بعبارة أخرى و أكثر شمولية و ضع قوانين ناظمة للكون، و هذا يشير أيضاً إلى الله نفسه و سأقول كيف.
إن الشكل الأكثر نقاء للعلة هو القانون. حيث القوانين الطبيعية تستنتج من عدد كبير من الظواهر، و بنتيجة الرغبة الطبيعية للإنسان في تبسيط تعليل الظواهر يقوم برد جميع الظواهر قدر الإمكان إلى قوانين شاملة تصير بالمفهوم الإنساني علة لهذه الظواهر. أما كيف يشير هذا إلى الله فهو في أن الله هو العلة الأكثر بساطة و الأكثر شمولية. و هذا ما نقصده نحن المسيحيون عندما نشير إلى الله باسم الآب. خالق السماء و الأرض ... أي الآب هو الله كعلة ( أو كقانون أكثر بساطة و شمولية من أي قانون آخر )
في اليوم السادس يعطي السماء و الأرض وجوداً بجعلها معقدة بسبب وجود الكائنات فيها. و هنا يجب التمييز بين نوعين من الوجود، الوجود المادي الذي يزداد وجوداً مع ازدياد تعقيده، و الوجود المثالي الذي يزداد وجوداً بازدياد بساطته. كمثال على الوجود المثالي لنفرض أننا سمعنا لحناً ما مؤلفا من مجموعة غير مترابط لا انسجام فيها بين النغمات بل مجرد نغمات متناثرة، هل تقول أن للحن وجود و كينونة؟ لا. بينما اللحن إذا كان فيه انسجام و بناء هندسي أكثر ( كان أكثر بساطة ) فهو أكثر وجوداً بمعنى الوجود المثالي. الله هو أكثر الأشياء بساطة بحكم أن لا يقاس بأية مقادير، و ووجوده مثالي. و هذا ها يقصد عندما نسمي الله بالابن ( أو الكائن ) فالابن هو الله ككينونة - وجود. أعتقد أن معنى المسيحية بالذات هو البحث عن الوجود في اللاوجود، و حتى لا يبدو كلامي متناقضاً أقول البحث عن الوجود المثالي في اللاوجود المادي.  هنالك جملة كانت متواترة بين المسيحيين الأوائل تقول "إذا وجدت قطعة خشب لا يوجد تحتها شيء فارفعها تجد الله تحتها"

أما عن الحياة فنجدها في اليوم السادس حيث خلق الله الحياة. الله كحياة هو الروح القدس.

يمكن تعريف المنطق على أنه البحث عن البساطة في التعليل و الوجود و العمل. و بهذا يكون الله في المسيحي كآب ( العلة  ) و و ابن ( وجود-كينونة ) و روح قدس ( حياة - عمل ) هي النتيجة النهائية للمنطق البشري لأن الله كعلة هو أبسط العلل، و الابن كوجود هو أبسط شكل للوجود ( إذ ليس فيه مقادير أو مواصفات ) و الروح القدس كعمل هو أبسط شكل للعمل ( لا يمكن تجزئته إلى أعمال فرعية متراكبة )

أما بالنسبة للانفجار الكبير فهي مجرد نظرية بين نظريات أخرى و يبدو حالياً أن فكرة وجود كوني قبل الانفجار الكبير هي الأكثر انتشاراً و قد تعني أيضاً أزلية الوجود ، و هذا لا ينفي كون الله كعلة، إذ أنه ليس علة الكون بمعنى سابقية وجوده على الكون، فالله غير خاضع للزمن ، إذ هو خالق الزمن. قال بهذا ابن سينا بالمناسبة.

-------------------------------------------------

عزيزي ساري
كانك تقول ان الفعل الالهي تجسد في الزمان
وهذا يناقض المبدا الالهي في (كن فيكون)
ومن وجهة نظر اخرى فلا يوجد زمان ومكان الا في الوجود لان كليات الزمان والمكان اقل مرتبة من كلية الوجود
الا ترى معي الافتراق في ذلك !

اما عن قصة الخلق فلي عليها كثير من الماخذ !
اهمها ان التغير في المفعول ينعكس عن تغير في الفاعل , او بكلمات بسيطه فان الخلق ينتج عنه تغير الطرفين الخالق والمخلوق وليس احدهما لان العلاقه ترابطيه ولا يمكن فصلهما من وجهة نظر المنطق

فما رايك في الامر ؟

مع تحياتي لك