ليس العراق بقارة معزولة عن المنطقة، وهو إن شاء المريد أو أبى الآبي مرتبط بكل المنطقة وكل المنطقة مرتبطة به ارتباطا عضويا.
العراق شأن فلسطيني ومصري وسوري وتركي وسعودي، بقدر ما أن تركيا وفلسطين وسوريا ومصر شؤون عراقية، والارتباط بينهم هو لعمري أوثق من الارتباط بين تكساس وكاليفورنيا.

أما عن بسط جماعة من الفلسطينيين بأمريكا وتمتعهم بجنسيتها، فهو وإن كان لا يعنينا كثيرا من من الناس مسرور ومن منهم مغتبط محبور، فغنك إنما تتحدث عن شؤون داهلية أمريكية.
وكون أمريكا تحقق لشعبها ومن يحمل جنسيتها الرفاهية على أرضها، لا يعني بالضرورة أن أمريكا محقة في غزوها العالم ضمن ذرائعها هي.


أما عن المعذبين في ابي غريب، فلو فرضنا أنهم كلهم من عملاء صدام، فلا يعني ذلك أن نقوم باغتصابهم. وإلا فما فضل أمريكا على صدام؟

قد يحتمل قولك أن أمريكا كانت هي الحل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة المتمثل بنظام صدام، إلا أنكم وقد خرجتم من عنق الزجاجة ففيم بقاء أمريكا؟
ألم تأخذ صدام وأكابر معاونيه وسجنتهم؟

هل يتحقق حلم العراقيين المنشود باستبدال الاستبداد الداخلي بالاحتلال الخارجي؟
ألم نتعلم من تجربة الدولة العثمانية والثورة عليها واستبدالها باتفاقية سايكس بيكو والانجليز والفرنسيين؟