عزيزي الختيار . .

آلمني جداً أن ردك الأخير جاء باهتاً منهكاً حزيناً, وهذا ما يجعلني ببساطة أشعر بأنه يتعبك جداً أن تتقيد بقيود أو تلتزم بالتزامات, هل تعلم يا عزيزي أن هناك من يقدم نفسه رخيصة في سبيل فكرته, خذ مثالاً في عالمنا العربي . .

كم عدد سجناء الرأي الذين دفعوا حرياتهم وراحتهم في سبيل أفكار اقتنعوا بها. . ألا تستطيع أن تثبت لنا على الأقل أنك قادر على تحمل تبعات الكلام الذي تقوله؟ هل هذا تهرب من مسؤولية الكلمة؟ أم هو عدم اقتناع بالفكرة أصلاً فصارت الفكرة كاللقيط الذي لا يدري من أبواه . .

على فكرة لم تعطني اسماً للممارسة التي طلبت منك تسميتها. أم أنك تؤثر السكوت والتطنيش؟ إن آثرت ذلك فهو لك ولن أسألك عنها مرة أخرى.

دعني أرجع لردك . . .

اقتباس:أرجو للمرة الألف أن تتعامل معه كنص مجرد

هذا الكلام مكرر وسبق أن رددت عليه بمثال أبي حذيفة المصري الذي لم أسمع لك تعليقاً عليه.

وآخر كلام . .

أن نصك ليس مجرداً . .

بل تقارنه أنت بالقرآن, وعليه فلن نعامله كنص مجرد بل سنعامله مقارنة بالقرآن وهذا التعامل ليس نظراً مجرداً أبداً.

قلت لك من قبل: اسحب قولك بأنك تعارض به القرآن وسأنقده كأي نص بغض النظر عن مدى بعده وقربه من القرآن واعتبر هذا نظير نقدك لقصيدة أبي حذيفة المصري سواء بسواء.

وأيضاً تقول . .

اقتباس:تعامل معه و كأن صاحبه كتبه و مات غير مأسوف عليه ، و جاءك به شخص اسمه الختيار أو س أو ص و وضعه أمامك في المنتدى ، فهل يمكنك أن تناقشه ضمن هذا التجرد أم لا

نعم يمكنني أن أناقشة بتجرد ومقارنة بالقرآن لأنه نص واحد وصاحبه ميت وبالتالي لن يستطيع هذا الميت أن يأتينا بنص آخر إذا نقضنا نصه هذا وذلك ما أطلبه منك منذ مدة وهو أن تموت روح معارضة القرآن في نفسك بمجرد نقض هذه المعارضة فتعترف بأنك "لم تستطع ولن تستطيع" أو نعترف "بأنك استطعت".
أليس هذا عين الإنصاف؟

اقتباس:الذي أستطيع أن أفعله بكل بساطة هو أن أقرأ اعتراض من يعترض ، فأُقلّبه في رأسي على وجوهه ، و أكتب ردي عليه ، فإما أوفّق و أثبت وجهة نظري ، و إما أجانب الصواب و يبدو واضحاً للقارئ فساد كلامي ، حتى و إن بقيت أقول على مدى الخمسين سنة القادمة أن وجهة نظري صحيحة

ممتاز جداً

إذن مالذي يمنعك أن تمنحنا الالتزام الذي طلبناه ما دمت تعول على القارئ الكريم كثيراً امنحنا هذا الالتزام والانتقادات ستأتيك تباعاً.

وأما كلامك أعلاه فلا يعدو أن يكون تهرباً من المسؤولية عن رأيك, وأنك لا تريد أن تتحمل تبعات القول به.
إن كنت لا تستطيع الدفاع عن رأيك بالطرق الموضوعية فلا تطرحه, وتذكر أننا في حوار متكافئ فلا يحق لك أن تفرض علي الطريقة التي أحاورك بها كما في قولك:

[QUOTE] الذي أستطيع أن أفعله بكل بساطة هو أن أقرأ اعتراض من يعترض ، فأُقلّبه في رأسي على وجوهه ، و أكتب ردي عليه

هناك أمور كثيرة يجب أن تستطيعها بالإضافة إلى هذا لكي تستطيع الدفاع عن سورتك. أما أن تقول هذا ما أستطيع, نحن نرد عليك بأن لا تكلف نفسك إلا ما تستطيع. ومالا تستطيع دعه لمن يستطيع.

اقتباس: أرجو منك أن تكف عن طلب ما ليس له علاقة بنص سورة الشجرة

نحن لم يجمعنا في هذا الحوار "نص" سورة الشجرة وإنما جمعنا المبدأ الذي وضع لأجله النص وما أطلبه ليس له علاقة بالنص ولكن له علاقة بالمبدأ الذي وضع من أجله النص.

جرد النص من مبدئه ونحن نريحك من هذه الطلبات.


أرجو أن يكون ما أريده واضحاً . .

القيد . .