والآن :
نعود الى سجود مفيبوشث ابن يوناثان لداود في ( صموئيل الثاني 9)

ولقد طلبت من الاخ زيد ان يكتب لنا الاحداث من سفر اخبار الايام الاول و التي تتزامن مع نفس الفترة في حياة داود ، ولكنه فشل في ان يعرف اين هي لانه لم يدرس الكتاب المقدس ، ويكتفي بأن يفتح القاموس لنا ، ويالها من طريقة لدراسة الكتاب المقدس او القرآن او اي كتاب عموما .
****************
هل كان داود مخطئا في قبول هذا السجود ؟؟
أليس من تعليم الناموس انه لا ينبغي السجود لغير الله ؟؟

الاجابة بصراحة شديدة ، نعم كان داود مخطئا في قبوله السجود من مفيبوشت ، لم يكن داود مخطئا في ذلك الامر فقط ، بل كانت هذه الفترة في حياة داود هي فترة ضعف وفتور روحي واستسلام لاغواء الشيطان ( 1 اخ 21: 1) ترتب عليها الوقوع في خطايا متعددة ( الزنى والقتل والكبرياء أو الغرور )

يقول الكتاب المقدس :
" قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح "
( امثال 16 : 18)

واليكم الادلة في دراسة سريعة لهذه الفترة من حياة الملك داود :

والاحداث التي امامنا في سفر صموئيل الثاني الاصحاحات 9 و10 و11
تتزامن مع سفر اخبار الايام الاول الاصحاحات 19 و 20 و 21

والآية المفتاحية التي تربط بين هذين السفرين في الاحداث التاريخية ، هي : موت ناحاش ملك بني عمون وملك حانون ابنه عوضا عنه
( 2 صمو 10 : 1 ) و ( 1 أخبار 20 : 1)


ففي سفر صموئيل الثاني الاصحاح 11 نقرأ عن خطيته الذي زنى فيها مع بثشبع زوجة أوريا الحثي ، وترتب على هذه الخطية انه اضطر الى قتل اوريا الحثي ، بان ارسله الى المعركة الدائرة في ذلك الوقت مع خطاب توصية لقائد الجيش ان يترك ظهره بدون حماية من الاعداء .
وقد أنبه الله على هذه الخطية بان ارسل له ( ناثان النبي ) بالتأنيب القاسي الذي نقرأه في صموئيل الثاني 12


ثم نقرأ بالتزامن ايضا في سفر اخبار الايام الاول - الاصحاح 21 عن خطية الكبرياء التي اصابته فأمر باحصاء الشعب ، حيث وصلت مملكة بني اسرائيل في زمن داود الى اقصى اتساع لها من حيث المساحة الجغرافية وعدد الشعب (كانت المملكة آنذاك موحدة وذلك قبل انقسامها الى شطر شمالي - اسمه اسرائيل وشطر جنوبي - اسمه يهوذا ) ، وارسل له الله ( جاد النبي ) بالتأديب على غروره .




غير مستغرب اذا ان يقبل يكون تصرف داود مقابل سجود مفيبوشث غير التصرف الذي كان ينبغي له ان يسلكه وقتها ، فقد داخله الغرور والكبرياء ، والتراخي والضعف الروحي .
جدير بالذكر ان داود النبي ندم وتاب الى الله عن هذه الخطايا ، وكتب مزموره الرائع عن التوبة والندم ( مزمور 51 )

والآن ، وحيث اننا اجبنا على كل اسئلتك بخصوص السجود ، وقد طالت هذه النقطة اكثر مما ينبغي .

هل لك ان تضع تلخيصك لرأيك ، واضع تلخيصي بعدها ، لننتقل الى نقطة جديدة ، في معرفة من هو يسوع المسيح ؟؟

مع التحية