السلام للجميع :

الزميل اورفاى ربما غاب عن بالك وبال الزملاء ان ما كتبته كان قبيل غزو العراق بوقت قصير وقت لم يكن فيه للمنطق اى مكان ولم يكن فيه للقانون الدولى والشرعية الدولية اى مكان ..
الزملاء الكرام رغم انى قد كتبت مقالتى ساخرا الا انها السخرية الممزوجة بالاسى الذى خلفه عجزنا وبقائنا ضمن اطار المتفرج او اطار المفعول به .

كلنا فى فترة سابقة لم نكن نعتقد ان الحرب ستقوم وان هذه الاحداث الدراماتيكية المتلاحقة كانت ستحدث خاصة فى ظل حشد اعلامى عربى استراتيجى وسياسى كان كله يقول بان الحرب على العراق مجرد افتراض لا تتوفر له شروط الصحة وخضعنا جزيئا او كليا لكل هذه الافتراضات والتى سرعنا مامرت كسحابة صيفية لتأتى بعدها غيوم سوداء لفت المنطقة كلها بردائها الكالح واشعلت المنطقة باعاصيرها المدمرة .

واليوم وبحسب تسلسل الاحداث لن نفاجأ بغزو يطال القطر السورى او الايرانى ..ان من يقول مطمئنا ان الاوضاع اليوم تمنع الولايات المتحدة من تكرار تجربتها من جديد فى اى قطر عربى بما فيهم سوريا هو فى الواقع واهم يفكر بعقلية عربية خالصة وطبعا التفكير بهذه الطريقة سيقود الى استنتاجات خاطئة .
الزميل الميدانى يقول ان سوريا تلجأ الى اقامة تحالف استراتيجى مع ايران وتمد جسور الحوار والتعاون مع تركيا انشاء علاقات خاصة مع الاتحاد الاوروبى والذى كان جل اعضائه ضد الحرب مع العراق سرا وعلانية .
ويعتمد على نظرية مفادها ان امريكا هى فى مأزق كبير فى المنطقة والواقع اننا وحدنا العرب الذى نعيش مأزقا كبيرا..
ولكم يشبه ما تفعله الحكومة السورية ماسبق وان فعله فى السابق النظام العراقى حينما حاول ان يحسن علاقاته مع دول الجوار وحينما عقد اتفاقات مهمة مع ايران ومع روسيا وكذلك مع دول الخليج ودول اوروبا تحسبا لاى هجوم من امريكا معتقدا انه يستطيع حماية نفسه اعتمادا على المجموعة الدولية او دول الجوار ..
ان الحكومة السورية لا تتعامل ببرغماتية كما يتوهم البعض بل هى تقفز من شجرة الى اخرى دونما هدف سوى التسويف والمماطلة والاعتماد على الحوارات الدبلوماسية الفجة والتى يتفنن النظام السورى فى حياكتها غير مدرك الى ان المعركة معه قد تكون دولية والى ان الحرب ان حدثت لا سمح الله فهى ستتجاوز امريكا الى تحالف دولى و شرعى خاصة فى ظل اعترافها بالسعى وراء اسلحة الدمار الشامل من جهة ومن جهة اخرى دعمها لحزب الله ولجماعات المقاومة وعدم وضوح الخط السورى اتجاه الاصلاح الداخلى ...
اذا فالولايات المتحدة ليست بالبلهاء وهى تسير بالتاكيد فى طريقها باتجاه تازيم الوضع ولكن بشكل اكثر لياقة اعتمادا على تجربتها السابقة ..

اليوم ايران نفسها تتعرض لضغوط كبيرة لا من الولايات المتحدة فحسب بل من المجموعة الدولية ككل وقد نشر قميض عثمان النووى فى وجهها فكيف سيكون شكل التحالف الاستراتيجى فى وضع مشابه يا ترى ؟؟


والى لقاء قريب....