عزيزتي نسمة عطرة:

تحياتي :97:

في البدء، :) ، أمريكا ليس "مامتي". هذا قصر ذيل من الأفلام و المسرحيات المصرية ممن ابتدعوا عبارة "ماما أميركا". يهزأون بأميركا و كل واحد مستعد يضحي بعمره لأجل الحصول على فيزا لأميركا لأنه يوجد بأميركا ما لا يوجد في أي بلد عربي بالإجماع: كرامة الإنسان. (f)

بصرف النظر عن دوافع مؤسسة الإدارة الأميركية، و لا أقول أنها دوافع نبيلة مائة بالمائة بما أن عالم السياسة عامة تحكمه المباديء الميكافيللية، غير أن العراق هي المستفيد الأول و الأخير من هذه الحرب و حالهم أفضل بكثير من حال مصر، مسقط رأسي، لدرجة أن كثير من الشباب في مصر صاروا يتمازحون فيما بينهم: ألم يحن الوقت لتحتلنا أميركا؟ ! لا نقول بنبل دوافع الحكومة الأميركية و لكن نقول برجاء النظر للصورة الأكبر. العراق هي المستفيد الأول و الأخير، و لن تخرج من هذا صفر اليدين، و لكن هناك مشاريع تعميرية ستجعل من العراق مضرب المثل في الشرق الأوسط بأكمله من ناحية الرخاء الاقتصادي و الديموقراطي.

تقولين يا أخت نسمة إنك تنذهلين من كمية غسيل الدماغ الحادثة للعرب المقيمين بأميركا. و الطريف أننا في أميركا نقول نفس الشيء على العرب المقيمين بالشرق الأوسط و الذين ينقادون وراء صوت الجماعة و يرفضون التفكير بشكل منفرد و مستقل. كل واحد في الشرق الأوسط يصرخ الصرخات المعتادة: أميركا، الصهيونية، الإمبريالية، البطيخية، ...إلخ و كأني أشبه بماعز ينادي مااااااااء و البقية ينادون وراءها "ماااااااااااء" لأن عقلية القطيع تحكم، و خاصة أننا مجتمعات رعوية يحكمها التفكير القطيعي لا الفردي و الذي يفترض فيه قبول صوت الفرد، أيا كان مختلف عن البقية.

و لك تحية عطرة أيضا :97: