الزميل الكريم نيومان , تحية لك (f)

أتمنى أن تسمح لي بالمشاركة بالرغم من كوني " لا دينية " , و مع إعتقادي بأن السؤال يمكن تطبيقه على جميع الفلسفات الدينية / اللا دينية . و الذي يحدث للشخص الذي يزداد تعلّقاً بديانته يعتمد بشكل مباشر على كميّة التسامح الإنساني الذي في داخله , لأن التسامح الإنساني هو المدخل الحقيقي للتسامح الديني , فهناك النبلاء المتسامحون و هناك المُتعصّبون الشرّيرون في كل ديانة , و يوجد من هذا و ذاك حتى في هذا المنتدى كما تعلم . المتدين يقوم بإختيار النصوص التي تتوافق مع ذاته و تركيبته النفسية و يقوم بترجمتها عملياً على الأرض في تعامله مع من يخالفه في الديانة أو المذهب أو الفرقة , فالمتديّن النبيل المتحضّر لا تقع عيناه إلاّ على النصوص الرقيقة التي تدعو للمحبة و التسامح و التعايش مع الآخر , أما المتديّن المُتعصّب المنغلق على ذاته فلا تقع عيناه إلاّ على النصوص الفظّة التي تدعو لإدانة و ترهيب و كراهية الآخر , و هذا ما يمكن تسميته " الطابع الشخصي للديانة " . لذلك يتأثر المتدّين بطابعه الشخصي للديانة أكثر مما يتأثر بالنصوص المُجرّدة لهذه الديانة , دون أن نتجاهل بأن التعامل مع النصوص الدينية " الغير إنسانية " بطريقة جامدة و دون محاولة فصلها عن ظروفها التاريخية التي انتهت ( و المرتبطة بعقل الإنسان البدائي الذي اخترع تلك النصوص في ذلك الوقت ) هو المرادف للأصولية و التي لا شك في أنها معادية للإنسانية .

تحياتي للجميع :97: