العزيزأبو سعيد الميداني
والزملاء الأعزاء

لست ممن يعولون على التغيير الأمريكي الحقيقي في سورية والسبب هو اقتناعي أن البديل الأمريكي الجديد لن يكون أفضل بكثير من الموجود حاليا

أمريكا وجدت ضالتها المنشودة في حافظ الأسد ودعمته في حركته التصحيحة سنة 1970 وساعدته في القضاء على منافسيه الأقوياء آنذاك ودعمت نظامه ليقف على رجليه .. وبالمقابل فقد حقق لها الأمان الكامل تجاه الصهاينة طوال تلك الفترة ماعدا انتصار جزئي ومحسوب في حرب تشرين اعلامي أكثر منه حقيقة على أرض الواقع.. أريد لهذا الانتصار الوهمي أن يكون نهاية المطاف في الحرب مع الصهاينة وهذا ماالتزم به حافظ الأسد على أرض الواقع فعلا.

بشار الأسد يعتبر استمرار لحكم أبيه بكل المقاييس .. وسواء يدرك هذا الكم من الأفضال الأمريكية التي أوصلته الى هذا الكرسي .. أم لايدرك لأن الخيوط لاتزال محصورة بأيدي لاعبين من العهد السابق .. فهو لم ينفي التعاون الأمريكي والمساعدة في انقاذ حياة أمريكيين على حد قوله في مقابلة الواشنطن تايم مؤخرا.. بل وظهر بمظهر ضحية الأرهاب في الصراع الداخلي سنة 1980 مثلما قام بتقديم اسماء المعارضين السوريين من الأخوان المسلمين الى الأمريكان في محاولة للتضليل وكسب الثقة.. ولاأعتقد أن الأمريكان قد صدقوه في هذا المجال

حزب الله مربطه في ايران والأمريكان يعلمون هذه الحقيقة

وجود قيادة (سياسية) من حماس في دمشق ليس سببا لافتعال الأزمة فقد كانت تلك القيادة موجودة في قطر قبلها ولم تحصل أية أزمة مع قطر

اصرار الأمريكان على التلويح بالعصا كل فترة هو لضمان الاستمرا روعدم الحياد عن الخط المرسوم.. ومجدي فعليا لكسر معنويات الشعوب في فلسطين و في سورية والمنطقة وله أثر حالي و مستقبلي سيء .. وقد يكون هذا الاصرار كمقدمة لانهاء هذا النظام واستبداله بنظام آخر له مواصفات أمريكية جديدة.. في هذه الحالة لن يعدم الأمريكان الحيلة أو المبررات .. ولن تغنيهم الفهلوات في الزيارات الى تركيا أوفي التنسيقات التي يقيمها أركان النظام مع رجال من العشائر العراقية

في قولك : (هل حكومة بشار الاسد . مسؤوله عن مقابر جماعيه مثل نظام صدام)

نعم حكومة بشار الأسد مسؤولة عن ملف المقابر الجماعية .. فالذين قاموا بتلك المجازر الجماعية لازال بعضهم ضمن أركان النظام الحالي .. والبعض الآخر أحيل الى التقاعد وكل هؤلاء لم يحاسبوا

ثم مسؤولية أخرى أشد وهي الكشف عن تلك المقابر وبيان أسماء الأشخاص الذين دفنوا فيها وتسليم الجثث الى أهاليهم سواء ممن أعدموا في سجن تدمر و في السجون الأخرى أومن الذين قضوا في مذبحة حماه ومدن أخرى وتم دفنهم في مقابر جماعية مثل تلك التي تتكشف في العراق حاليا

وحكومة بشار مسؤولة عن ملف آخر كبير أيضا وهو ملف المعتقلين السياسيين وهو لايقل سوءا عن ملف المقابر الجماعية .. الأرقام تتحدث عن 17000 من المعتقلين السوريين ومثل هذا العدد من اللبنانيين والفلسطينيين والأردنيين موجودين في السجون منذ بدايات عهد حافظ الأسد .. ولازال ملف القسم الأكبر منهم طي الكتمان

وحكومة بشار مسؤولة ثالثا عن الاستمرار في العمل بأحكام قانون الطوارىء الذي يجيز مثلا لأصغر موظف أمن أن يلفق أي تهمة لأي مواطن ويسجنه ويعذبه بل ويعدمه .. بدون أن تقع أية مسؤولية أو محاسبة على ذلك الموظف الأمني حتى لو كانت التهمة خاطئة أو مفبركة أو لتصفية حسابات شخصية .. وبدون أن يكون للمواطن حق الدفاع عن نفسه ..