يختزل زميلنا التاريخ بكيفية عجيبة،

يقول أن مصر المتخلفة اليوم إنما سبب تخلفها عمرو(عمرة) بن العاص، وكأن ابن العاص قد افتتحها بالأمس، وكأن مصر لم ترق سريعا لتكون قلب العالم، ومركزه التجاري والسياسي بعد حين قليل من فتح ابن العاص لها، ثم انحطت لأخداث لا شأن لها بابن العاص، ولا شأن لابن العاص بها.
يقول أن ابن العاص قد أتى على مصر حديثة فرعونية! لهف نفسي، وهل الولايات الرومانية قد باتت فرعونية؟
وفرضا فرعونيتها، فاي فخر يجده المرء باتخاذه إنسانا مثله إلها، يبني له قبرا ليدفنه فيه بما يليق بمقام الآلهة من قبور!

ثم يقول أن مكة المكرمة قد غدت في ذيل المدن التجارية، وكأن فتحها كان بالأمس، وهي اليوم بائسة فقيرة لا تلوي على شيء.
ونسي الزميل أن مكة تشهد في كل عام موسما لولا التضييق المتعمد من السلطات لكان بالملايين، وهو على أية حال لا نشهد مثله لا في نيويورك ولا في طوكيو.

أضف إلى زعمه أن القرآن الكريم قد نص أو وصف عملية بقر بطون النساء من قينقاع وخيبر، وهو زعم لعمري لم يأت عليه ببينة ولا برهان مبين.

مرة أخرى أيها المعري، أثبتت الليبرالية العربية أنها ما نحن عارفون.

وأنا أقول، إياكم وحماميز الله، إن حماميز الله ليسوا عند الله ولا عند الناس من أحد.