نافذة على حادثة.. القتل ضرباً بالعصا... ليس حلاً للخلافات الزوجية


دمشق
صحيفة تشرين
حوادث
الاثنين 16 أيار 2005
توفيت في ظروف غامضة، وهي في عزّ صحتها وعافيتها، ودفنت من قبل الزوج على عجل ـ لأن إكرام الميت في سرعة مواراته ترابه ـ ، وتقبل الأهل النبأ الفاجع مسلّمين بقضاء الله وقدره.. غير أن شكوك البعض منهم بزوجها تنامت مع مرور الوقت، لتفتح ملف الوفاة حين تقدموا بشكوى، وفي سياق المتابعة والتحقيق في مضمون الشكوى ، ألقت الشرطة القبض على الزوج الذي اعترف بضرب زوجته بعصا على رأسها، ما أودى بحياتها..، وذلك نتيجة خلاف عادي نشب بينهما.

ہہہ ‏

نعم مازال بيننا رجال يضربون زوجاتهم بعنف واضح ومرذول ولأتفه الأسباب، أو دون سبب، ويمارسون عليهن شتى أنواع القهر والاذلال.. ويعاملونهن بقسوة بالغة.. معتقدين أن رجولتهم لاتكتمل إلا بذلك.. وأن الزوجة مجرد رقيق ملك أيمانهم يفعلون بها مايفعلون.. وليس من حقها إلا أن تؤمر فتنفذ... وأن لا تقول في أي حال من الأحوال إلا «شبيك... لبيك... أمرك مطاع سيد راسي»، تغسل وتكنس وتشطف وتطبخ وتنفخ...و...و...إلخ. والويل لها إن أبدت تذمراً، أو تنهدت تعباً أو تساءلت دون إذن.لاترفع نظرها في وجه الزوج دون إذنه.. ولاتزور ـ حتى أهلها ـ أو تزار من قبلهم إلا بإذنه...

‏

فإلى متى يستمر هؤلاء في سطوتهم وغفلتهم ناسين أن العالم يمشي إلى الأمام... متناسين أن الحياة الزوجية ليست سيداً ومسوداً..، وأن مامن شريعة تبيح لهم ذلك... ومامن عقل أو منطق يقرهم على ممارساتهم... ‏

الزواج مؤسسة لاتقوم إلا على الاحترام والتفاهم والمودة... والرضى.. والحوار المسؤول إن ظهر تباين من الرأي والقناعة، للوصول إلى الأفضل، ولصون هذه المؤسسة من الانهيار والخراب... ‏

الزواج عقد بالتراضي على الحياة المشتركة.. لاظالم فيه ولامظلوم، ومتى تحول الأمر باتجاه الظلم ومحاولة طرف إلغاء الطرف الآخر، اختل التوازن. ‏

وفي نظام أي مؤسسة ومضمون أي عقد هناك مايضمن سلامتهما واستمراريتهما... وإن ظهر أو نشب أي خلاف يحتكم إلى النظام... ‏

مامن زوجين إلا ويسود علاقتهما خلاف طارئ.. وكما يقال «الأمعاء تتخابط في البطن»... ولكن إذا انتهى أي خلاف زوجي بالقتل... يجب أن نقول: على الدنيا السلام. ‏

مامن بيت إلا وتمر تحت سقفه سحابة سوداء... وإن لم يسع الزوجان إلى احتمالها بالصبر وسعة الصدر كي تعبر، فإنها ستمطر مايعكر الجو... وإذا ماعمدنا إلى العنف ـ كلما دق الكوز بالجرة ـ تصوروا كم جرة ستنكسر!. ‏

رب قائل: بعض الخلافات تستشري .. ولاتحل بالكلمة والحوار. ‏

ونقول بدورنا.. مامن خلاف يستعصي على الحل بالكلمة الطيبة والحوار الذي يضمن الحق ولايقوم على الغاء الآخر. ‏

وإنهاء لأي جدل في هذا الموضوع، فإنه في حال استحالة الوفاق، لابأس من أن ينتهي الأمر بالطلاق.. بدلاً من اللجوء إلى السكين أو العصا أو المسدس.