{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أنا من دمشق
bassel غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,109
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #6
أنا من دمشق
صباحٌ ومقهى

تصل أمامه, فتجد الزحام قد سبقك إليه. تنتظر ليجدد دماء زبائنه حتى تجد لك مكانا بالخارج, أو ترضى بأن تجلس بداخله, الكل يفضل الجلوس على عتباته, يُمَلي البصر بالعابرين تارة إلى المسجد الأموي, أو السائلين في محلات العاديات عما يسأل عنه السياح عادة. نحن في أشهر المقاهي التي يقصدها زائر دمشق; النوفرة, وتعني نافورة المياه, أو البحرة التي ميزت البيت العربي الدمشقي, وزينت قاعته, وربطت أرضه بسمائه, مثلما وصلت بين أهل البيت وربهم. الفسقية هنا, أو البحرة تقع خارج المقهى, لكنها في البيت التقليدي العربي الدمشقي تقع بقلبه تمامًا.

أجلس في الداخل للتأمل.. بعد ساعات سيأتي الحكواتي, الراوي, ليعتلي كرسيه, ويبدأ بالعزف والإنشاد, فتميل معه الرءوس, حتى تلك التي لا تعرف الأبجدية, فالراوي بحضوره يقدم لونا عربيا خاصا من الأداء الإبداعي, صمت الحكواتي الذي يعتلي الكرسي في صدر المقهى له أكثر من مغزى; فهو صمت الانقطاع الذي يلملم به الأنفاس, أو التمديد الذي يستدعي ردًّا من المتلقي, أو صمت الفتنة حين يغوي الراوي الحدس بأن ما سيقوله ممنوع و(مرغوب) ولنا أن نفتتن باستكماله (على هوانا), وصمت المنفعل للموقف الذي يحكيه, وصمت الفاهم المستوعب لما قيل, وما تم إدراكه, وإذا كانت تلك معاني الصمت التي يجري بمركبها ربان الحكاية, فكيف تكون معاني الكلام?!

في المقهى عدة لوحات صغيرة تمثل معرضا للفنان والكاتب محمود شاهين تغطي بعضا من الجدران, الفنان يمر بنا ليعطينا كتيب معرضه, وبه يقول: يا لون, يا رفيقي, يا صديقي, يا حبيبي, كم من أيام كنت وحدك فيها تنير ظلمة الهزيع من حولي بشموع ترقص, وكم من ليال كنت وحدك ترسم تفاصيل الحلم, بعد أن خان الزمان زمانه, وضاق صدره بصريح الكلام? أتأمل اللوحات الحبلى بالأساطير وأيقوناتها على خلفيات موزاييكية تعيدك إلى جذوره وهو المولود في القدس. أتى هنا مع سواه من المبدعين العرب لأن دمشق فتحت قلبها لهم بأغاني الشوق.

وإذا كان العيش مع الموسيقى بين الطوائف التي تلقاها في دمشق يجعلك تعتقد أن لكل دمشقي روحًا تهفو للطرب, فإن تداول الفن التشكيلي هنا يجعلك تؤمن أن بكل بيت دمشقي معرضا. ذلك أن كثيرًا من البيوت الدمشقية التقليدية تتحول إلى معارض, مهما صغرت أو كبرت. حتى أن اصطبلا للخيل تحول إلى بيت للسكن ومن ثم مقهى وغاليري (ع البال) وعلى صغره تراه يكبر بالفن, حين تنشد فيروز في مقهاه الذي يضم عشاقا يجمعهم الفن, فتحس أن أعمدة المكان قائمة على أغانيها. حتى في البيوت التي تحولت إلى مطاعم (بيت جبري) خصص ركن منها لعروض الفن, بينما يعزف على عوده في سماء القاعة عَوّاَدٌ آخر.
05-16-2005, 12:31 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:24 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:25 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:29 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:30 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:31 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:31 PM
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:31 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:32 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:32 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:33 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:34 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:36 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:37 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:38 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:41 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:41 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:42 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:43 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:44 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:46 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:47 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:49 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:50 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:51 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-16-2005, 12:56 PM,
أنا من دمشق - بواسطة SonofSun - 05-17-2005, 05:28 PM,
أنا من دمشق - بواسطة bassel - 05-17-2005, 07:00 PM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS