اقتباس:لكن لا اعتقد ان التهذيب قريب لعدم وجود اى مؤشر يدل على اقتناع المسلم بالديموقراطية العلمانية الليبرالية كطريقة للعيش بسلام مع الاخر المختلف - الا من رحم ربى بالطبع وهم قليلون وليس لهم صوت ولا تاثير بل يحاربوا ويوصفوا بالكفر من باقى المسلمين
ما بالك يا "زياد زايد"؟
مشكلتك ليست مع المسلمين ولكن مع "الإسلامويين الفاشيين من الإخوان إلى عموم المتخلفين". وهو فرق كبير - لو تعلم - لأن مشكلة هؤلاء هي مع "المسلمين المستنيرين" قبل أن تكون معك أنت.
مشكلتك في المنتديات ليست مع "مالك الحزين" ولا "المعري" ولا "فضل " ولا "حسام راغب" ولا "غربي" ولا "جارة الوادي" ولا "العربية السعيدة" ولا "طارق القداح" ولا "الحكيم الرائي" لأن هؤلاء يوافقونك على "العلمانية الديمقراطية" التي تقول بها. وهم - لعلهم - أكثر منك تشبثاً بهذه "القيم السياسية" لأنهم يرون من خلالها صلاح أمورهم وعيشهم ومستقبلهم.
مشكلتك خارج المنتديات ليست مع "الدكتور فؤاد زكريا" ولا "الدكتور زكي نجيب محمود" ولا "الدكتور نصر حامد أبو زيد" ولا الدكتور "أحمد البغدادي" ولا "الدكتور تركي الحمد" (وهؤلاء كلهم من المسلمين) لأن فكرهم يضيء لي ولك السبيل نحو علمانية ديمقراطية حقيقية بعيدة عن تشنج المتشنجين وتوتر الموتورين وتخلف المتخلفين.
بل أزيدك من الشعر بيتاً ...
المسلمون المستنيرون هؤلاء، أصحاب القيم الحضارية الحديثة، هم حجر العثرة في طريق الفاشيين من هذه التيارات العدمية وليس الآخرين.
المسلمون المستنيرون هؤلاء هم "عدة" المستقبل و"رباط الخيل" الذي يستطيع أن يقف في وجه التيارات الظلامية ويقهرها على المدى الطويل. وهم مثلك يعانون من قمع واضطهاد وعقلية القطيع وعنف القطيع ومااااااااء القطيع. وهم أفضل منك ومني لأنه أهون ألف مرة أن نسبح مع التيار من أن نقف في وجهه، وهم مع هذا واقفون.
القضية ليست الإسلام كدين إذاً، ولكنها زج الدين في ميدان السياسة من ناحية، وقدرة التيارات الفقهية على تأويل النصوص بما يضمن لها مجاراة العصر من ناحية أخرى. وأمس لم تكن المسيحية بأحسن حالاً من الإسلام السياسي اليوم، وكان التنويريون يخوضون ضد مفاهيمها الاجتماعية البائدة حروباً شرسة ويتعرضون إلى ما يتعرض له مفكرونا اليوم من قمع واضطهاد وإحباط.
نحن اليوم نخوض ضد التيارات الرجعية المتخلفة في العالم الاسلامي نفس الحرب المشتعلة الأوار التي خاضها الأوروبيون لعصور طويلة منذ آخر العصور الوسطى.
عصرنا اليوم هو "عصر الثورة الفرنسية الشرقية" التي سوف تسفر عن انهزام جيوش الظلام وتقويض الأنظمة القديمة لا محالة. ولكن هذا سوف يأخذ وقتاً وضحايا، فظلام عشرة قرون لن يمحي عبر خيط ضوء واحد وثورة بيضاء.
واسلم لي
العلماني