يا أخ اسماعيل :

قبل كل شيء أحب أن أحيطك علما يا صديقي أن هذا الموضوع ليس عن الصراع بين فهم القضاء و القدر عند د.شحرور و فهم ما يسمى بأهل السنة و الجماعة كما أنه ليس مخصصا لنقد مفهوم القضاء و القدر عن الفقه التراثي السني و ليس مخصصا كذلك لتسويق فكر الدكتور شحرور عن القضاء و القدر.

الموضوع هنا مخصص للرد على توظيف الشعراوي لمسألة القضاء و القدر و علم الله و مشيئته وفق الفهم الأموي و ليس الفهم التراثي الذي تدافع عنه من أجل تكريس حكم الفرد الاستبدادي.

الشعراوي يقول أن لن يحكم أحد إلا بمشيئة الله و بالتالي فيجب ألا يسعى للتآمر و نيل السلطة .

و هذا هو عين المفهوم الأموي (((الجبري))) للقضاء و القدر حيث بنى الأمويون شرعية حكمهم من هذا المنطلق القائل أن الله قد سبق في علمه و مشيئته أن بنو أمية سيحكمون و عليه فهم يحكمون بمشيئة الله !!!؟؟ و الاعتراض على شرعية حكمهم هو اعتراض على إرادة الله. هذا التوظيف المغرض و التفسير المضلل للنصوص الدينية أسس للحكم الاستبدادي الوراثي و قد عارضه في حينه الكثير من المثقفين في حينه و تعرضوا للاضطهاد مثل غيلان الدمشقي.

و من المعيب فعلا أن يأتينا شخص بعد أكثر من 1400 سنة و يعيد علينا نفس الاسطوانة المشروخة من أجل أن يرضي حاكم مصر و يتزلف له .

هل تحب أن أحدثك أكثر شطحات هذا الشيخ و كيف أنه صلى ركعتين شكر لله على ما حل بالعرب في 1967 .

ثم لماذا أقحمت اسم الدكتور شحرور مجددا في موضوع هو ليس طرفا فيه
لقد سبق ورددت على هذه النقطة في موضوع سابق و قلت لك :

[QUOTE] من الواضح أنك لا تعرف الكثير عن موقف الدكتور شحرور و علاقته بلنظام السوري.
الدكتور محمد شحرور كان و لا يزال من أوائل الذين وقعوا على العديد من عرائض الإصلاح التي رفعت لبشار الأسد و تسببت في سجن العديد من الموقعين عليها و ملاحقتهم أمنيا. الدكتور شحرور هاجم بشدة الصلاحيات التي يمنحها الدستور السوري للرئيس و كونه فوق المساءلة القانونية و السياسية . هل قرات ما كتبه الدكتور عن الاستبداد في العالم العربي و الحكومات العائلية الفاسدة و دعوته الصريحة الى انشاء حكم ديموقراطي.
و هو ليس لم يكن يوما المطبلين و المزمرين للسلطات كما تلمح و لا حتى من المحظيين و لا أريد أن أتكلم أكثر من ذلك عما تحمله الرجل في سبيل دعواته للإصلاح السياسي في بلاده.

أما عن مقولة الاصلاح الديني يجب أن يأتي قبل السياسي فأنت لم تحسن فهمها و عرضها بشكل جيد. بل آسف أن أقول أنك فهمتها بشكل مغرض.
فالدكتور لا يكف عن المناداة و المطالبة بالإصلاح السياسي في سوريا و هو لم يقل أبدا أننا يجب ألا ننادي بالإصلاح الديني إلا عندما يتحقق الإصلاح السياسي كما تحاول أن تفهم القارئ بل قال أن الاصلاح السياسي لن يتحقق على اكمل وجه إلا عندما يحدث الاصلاح الديني و هذا ما حدث بالفعل في الغرب.

تحياتي