وهذه هي الشخصية المصرية الجذابة، والمولعة بالضحك حتى في أصعب المواقف واشدها حساسية!!
ليتك تخبرني عن النقد الذاتي الذي مارسه الآخرون حتى أتعرف عليه وأستفيد منه خبرة وتجربة!
ثم ليتك بعدها تخبرني عن تلك التجارب الدموية المصرية التي تستأهل منك هذه الغضبة المضرية التي ترى أنها لن يغسل عارها ولا سبعين سنة أخرى!!

كلما دق الكوز بالجرة أعادوا لنا من دفاتر التاريخ النقراشي والمحكمة وحريق القاهرة!! وهي أحداث معزولة مضى على آخرها قرابة الستين عاما!!

حسنا وهل باركتها القيادة الإخوانية؟ ألا يروج الخصوم في مناسبات أخرى ولأغراض مختلفة وفي مقام الطعن والتحريض والإرباك منشورا كان نشره البنا بعنوان: (هذا بيان للناس) قال فيه عن هؤلاء القتلة المنحرفون عن خط الجماعة: ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين!

هل مارس غيرنا عشر هذا النقد الذاتي وهذه الشفافية وذلكم الوضوح....

حتى في عالم الأفكار يوم أن طوت السجون ما طوت من أحاسيس بالظلم والامتهان وفقدان الكرامة الإنسانية، وتفجرت على لهيب السياط مواقف وسلوكيات ثائرة بالغ بعضها فنحى صوب تجهيل المجتمعات أو تكفيرها، فهل كان أسبق من القيادة الإخوانية وفي قمتها الإرشادية مرة أخرى، حين خرجت على القواعد والأنصار والأصدقاء والخصوم بمواقفها الراسخة لتصحح ما انحرف من سلوك عبر حوار فكري مؤصل ضمه كتاب الأستاذ الهضيبي الأب (دعاة لا قضاة)..
أرني في صفوق الغير مثل هذه الشفافية والصراحة والوضوح في التعامل الواقعي والمبدئي في نفس الوقت مع كل تطورات الفكر والسلوك قبل أن تزاود علي بما صنعه الآخرون ولم يصنعه الإخوان!

لست مضطرا لنكأ جراح الآخرين، ولكننا مصر على تذكير الجميع بأنه من كان منكم بلا خطيئة فليرم الإخوان بحجر

غير أنهم كانوا أشجع موقفا وأكثر تحملا للمسؤولية وأصدق في مواجهة النتائج، بينما اكتفى الآخرون بمراقبة الغير، وانشغلوا بتتبع عورات الناس عن تتبع عوراتهم الخاصة، بل بادر بعضهم لرمي الناس بالحجارة متناسيا تضعضع جدرانه الزجاجية من دون مواجهة...

لن أقول أكثر من هذا الآن غير أنني سأفعل إن بقي بعضنا يزاود علينا بنظافته وهو من يدري هو قبل غيره ما صنع

ويبقى على كل حال مثل هذا الطرح محاولة غير موفقة في التخلص من تبعات كلامك زميلي الحكيم الرائي، لأنك لم تشرح بوضوح كيف تكون معالجة حراك سياسي حر معالجة أمنية مؤبدة؟!!
ولماذا وحدهم الإخوان من يستحق مثل هذا المعالجة دون سواهم؟

على أنني أربأ بك عن تلك النطوطات التي تزعم فيها أن السلفيين أو المتصوفة يمارسون نشاطا سياسيا ما في مصر حتى تحتج بتجاربهم علينا! يا سيدي أنت تعلم أنه في إطار العمل الثقافي والاجتماعي المجرد دون مزاحمة ذلك الفرعون على كرسي السلطة، فما ثمة اعتراض، لولا أن الإخوان وغيرهم من الشرفاء يصرون أن يوجهوا لذلك الفرعون ولكل كلابه البوليسية أن العمل على تداول السلطة، ليس تهمة تغلق لأجلها دائما وأبدا دوائر نشر ومراكز معلوماتية وجمعيات ثقافية ومؤسسات اقتصادية ووو بله أن تلطخ كرامة مواطن مصري واحد بذريعتها!!
أولئك المسكونون بنظرية العمل على قلب نظام الحكم يعلمون تماما أن أساس شرعيتهم المزعومة هو ذلك الانقلاب الأغبر، وهم في ممارساتهم الديمقراطية المزعومة يتجاهلون أن أبسط متطلبات هذه العملية أن من حق كل حر مصري منافستهم على منصب الرئاسة بطريقة ديمقراطية سلمية حضارية، بعيدا عن كل ممارساتهم منذ ابتدائها!
وأنه ليس من متحضر واحد يعد العمل على تولي السلطة جريمة يسمونها سخفا وحماقة (تهمة الاستيلاء على السلطة وقلب نظام الحكم!!)

كفاية لهؤلاء الأوغاد
وكفاية تطبيل لهم ولو من وراء ستار

وكفانا كشعوب دمرت بوصاية الحزب الحاكم وإقصاء كل قوى المعارضة، أقول كفانا تهجيصا لا يخدم إلا الفرعون ولا يطيل إلا عمر استبداده وشموليته واستفراده

ونعم لوجود الجميع جنبا إلى جنبا ومعا وسويا من أجل بناء دولتنا الحديثة في كل شبر من أرضنا العربية

واسلموا ودا واحتراما(f)