اقتباس:ثانيا عند قراءة بقية مشروعهم وبتمعن لا تجد لفهمهم لمفهوم الهوية التى يقترحوها لبلدهم ( وهو على كل حال اقتراح يعكس الحقيقة تماما..الهوية العربية الاسلامية ) اى تعبيرات سياسية داخلية او انعكاس لذلك على فهمهم لمفهوم المواطنة وحقوق الافراد السياسية والاجتماعية والعلاقة مع الاقليات داخل الوطن الواحد او تركيب جهاز الدولة....
فضل يا سندي ... أنت تناقض نفسك بنفسك ...
فإذا لم يكن لهوية الدولة أي انعكاس على مفهوم المواطنة وحقوق الأفراد .. إلخ، فما قيمتها ؟ وما سبب وجودها أصلاً كمادة دستورية أولى؟
ثم بعد ذلك ... ما حاجة الدولة إلى الدين؟ هل عليها أن تصوم وتصلي؟
نعود كي نقول:" دين الدولة الإسلام" يعني أن الدولة غير "محايدة دينياً"، وأنك عندما تأتي فعلاً يخالف الإسلام مثل "إنكار نبوة محمد" مثلاً من خلال بحث من الأبحاث أو عبارة من العبارات، فإنك سوف تجد "دولتك"ضدك وأنت أصبحت من الخونة المارقين.
مع "دين الدولة" في رأس الدستور يصبح "للدولة" شيخ و"كود أخلاقي وضميري" مجرد مخالفتك له تصبح مخالفاً للدولة.
مع هذه العبارة سوف يصبح أمثالك وأمثالي "أعداء للدولة" وأعداء "لله" وأعداء "للشعب".
مع "دين الدولة" يصبح "الله" هو المركز وأنت في الظل وإرادة الناس في الظل، فكل قانون هو باطل لو خالف المادة الدستورية الأولى، وهو يخالفها إذا ما قضى بذلك "شيوخ الدين".
مع "دين الدولة" في المادة الأولى من الدستور لا يعد هناك أي قيمة للحديث عن "حقوق الإنسان" مثلاً ... فهذه يُعمل بها ما وافقت مادة الدستور الأولى وما وافقت بالتالي "دين الدولة". ومن يدري، فلعلنا مع وجود حكومة متزمتة في الحكم يوماً، فإننا سوف نعود في هذه الدولة العتيدة إلى أحكام القطع والبتر والجلد والتعزير والجدع.
عندما تكون الدولة "متدينة" ككيان معنوي فنحن لسنا في ديمقراطية، نحن في "ثيوقراطية". وهذا معناه انعكاس ولو غير مباشر على المواطنين، فمن دينه مثل دين الدولة فهو ابن الحرة أما الآخر فهو ابن أمة. وهذا طريق مشرع غداً إلى دولة "الطوائف" ونظام "الملة" العثماني لا دولة "لكل مواطنيها".
مع دين الدولة يموت "الوطن" و"المواطن" يا سندي ... لأن المواطن الذي لا ينتمي إلى دين الدولة هو مواطن "صنف ب" أو "ج". وعندما يصبح المواطن غريباً في بلده فإن "الوطن" انتهى وتبخر.
مع الوطن ليس هناك "أقليات" رسمية، فنحن أمام "مواطنين أفراد" مهما حملوا من انتماءات دينية وعشائرية وعرقية وقبلية. أما مع "دين الدولة" فهناك "مواطنين يدينون بدين الدولة" - على رأسهم ريشة- وهناك آخرون ليسوا كذلك، وهذه عودة إلى نظام "عبدالحميد الثاني" وسلاطين بني عثمان.
فضل .. أعرفك أعقل من أن "تاخذك وتجيبك" يافطات الإخوان الهزيلة. شو مالك يا راجل؟
واسلم لي
العلماني