العلمانى

( مع هذه العبارة سوف يصبح أمثالك وأمثالي "أعداء للدولة" وأعداء "لله" وأعداء "للشعب". )

بالنسبة للوضع الفلسطينى ففى نص مشروع الدستور الفلسطينى نحن وضعنا نصا مشابها مع اضافة جوهرية بما معناه ان فلسطين ستكون دولة عربية اسلامية ودولة الديانات السماوية ( المسيحية واليهودية ) وانها دولة لكل مواطنيها وهذا نص متفق عليه ويرضى كافة الاطراف تماما المسلمين والمسيحين بل وحتى الملحدين ( عند ذكر انها دولة لكل مواطنيها)...ولا ارى امكانية فى مكان مشبع بالقداسة والرموز مثل فلسطين اغفال الطابع الاسلامى والمسيحى لهوية شعبه ولا ارى ان هذا يتناقض مع العلمانية بتاتا فهنا ليست جزر سولمون او جزر الفيجى هنا هذه الاشياء تكتسب اهمية رمزية ومعنوية تفوق اى تصور


النص فى مشروعهم يدور حول الهوية ... و سيبقى كذلك مجرد نص يعكس التاريخ العميق والهوية التى تشكلت عبر التاريخ ( الهوية الواقعية القائمة كثقافة وكاحساس انسانى وليس بالضرورة الفهم الثيولوجى ) ولن يجد له انعكاسات تطبيقية بالمعنى الدينى القديم ما دامت بقية النصوص القانونية والدستورية لا تتناقض مع تفاصيل مثل مفهوم المواطنة المتساوى وحرية الافراد وشكل التنظيم لمؤسسة الدولة والطبيعة الديمقراطية للعملية السياسية.. المهم هنا التفاصيل والقوانين ( الشيطان فى التفاصيل )..فمن السهولة مثلا ان تكتب ان الدولة علمانية لكن عند التطبيقات العملية والتفاصيل تكتشف انها طائفية

اعتقد ان الاخوان فى سوريا كانوا فى منتهى الصدق فهم لو تخلوا عن هذا النص تحديدا فى مشروعهم المطروح سيتوقفوا عن ان يكونوا حركة اخوان مسلمين بل اى شىء اخر ( سيفقدوا تمايزهم ) لان بقية النصوص هى نصوص ديمقراطية وليبرالية جدا وتصلح لاستخدام اى حزب اخر ...هذا يكفى منهم( وفى اطار عملية ديمقراطية هم لا يلزموا امثالنا ان ننتخبهم )... وهذا نضج غير مسبوق فى الفكر السياسى العربى عندما ياتى من قوة مركزية بحجم الاخوان المسلمين ...الا اذا كنت تنظر للعلمانية كصيغة مكتملة ونهائية و كدين بديل لهم ...عندها فى كل الاحوال انت ستخسر وهم سينتصروا ..لانك ستكون فى مواجهة هويات وليس دين فقط ...هويات حقيقية وثابتة..و هم احد تعبيراتها المادية ( التى قد تكون تعبيرات مضخمة ومبالغ فيها ... لكنها حقيقية )