اقتباس: فضل كتب/كتبت
ليس الطروح الان السماح لهم بالمشاركة اولا ( فليس رغباتنا التى تقرر ذلك ) بل المطروح هو كيف وما هى شروط وافق هذه المشاركة ...والحوار على ذلك معهم... عدا ذلك مجرد تفكير بالتمنى
يبدو يا فضل أن موضوع الدفاع عن الديموقراطية وحق الآخر أصعب مما كنا نتخيل ..
هناك من يتعامل مع القضية بمنطق (( سلطوي )) بحت .. وأرى أن لا تلاقي أبدا حتى وإن مشينا في خطين متوازيين لسنة ضوئية كاملة ..
الإخوان المسلمون في سوريا مثلا .. هم الآن (( شركائي )) في الخندق ذاته ضد النظام السوري ولو مرحليا ومن منطق براجماتي بحت .. وهذا لا يعني أنني سوف أجد نفسي في صف موالي لهم لو عادت الحياة الديموقراطية إلى سوريا كسابق عهدها على الأقل .. وقبل أن يغتالها عبد الناصر ، لا أحد آخر .. عبد الناصر وليس مصطفى السباعي .
مع ذلك .. سأحترم حقهم بالوجود ..
وهو – كما قلت أنت – ليس كرما مني .. لكنه رغم أنفي تماما كالحالة العراقية ....وإن لم أقبلهم .. سأعض في الأرض ، أو سأمارس الإقصاء (( الدامي )) ضدهم وسيبادولني ذات الإقصاء كالحالة الجزائرية تماما .
أما منطق " البلطجة " السياسية بإسم تأمين المجتمع من خطر الإسلاميين ..
فهو بلطجة لا أكثر واستقواء بالأمر الواقع .. علاوة على أنه تمني على المستوى الأبعد قليلا لا أكثر ولا أقل..
ولا أدري من يحمي المجتمع من بلطجة سلطوية أشد قسوة وضراوة ..
الإخوان في سوريا غيروا كثيرا من مناهجهم (( الفكرية )) فيما استمرت بقية الأحزاب في التقوقع على ذاتها وإرثها الطوباوي .. وهذا ليس كافيا بأي حال في ظل متغير دولي وإقليمي لست أرى أن تلك التغييرات " المظهرية " ستسمح لهم بالتقدم خطوة واحدة إلى الأمام مالم يتخلوا عن أهم شعار " حركة إسلامية " دعوية وما بعرف شو وعم تشتغل بالسياسة ودولة الله في الأرض .. إلخ .
عندما تصبح حزب سياسي كالديموقراطي المسيحي الألماني مثلا .. وعندما يصبح حزبا جماهيريا وليس فئويا محصور في طائفة معينة وطيف معين من هذه الطائفة المعينة .. ساعتها سيمكن القول أننا أصبحنا في منتصف الطريق .
إلى حينه .. سنبقى مع حق الآخر ..
كونه لا خيار آخر .. إلا أحذية العسكر .. وتوابعها .
تحياتي