9
آخر مرة تركنا شحرور بعد حالة مستعصية من البكاء المرير..:cry:
وذكريات حزينة ورحلة ذات شجون إلى شيخ الإسلام ابن تيمية فى محنة حبسه فى سجن القلعة بمصر..
ذهب شحرور ليصلى المغرب ثم عاد مسرعاً إلى منزله أو مركز العمليات كما يسميه!
فتح شحرور باب المنزل فى خفة يحسده عليها أمهر اللصوص..ودخل على أطراف قدميه بعد أن راقب المنطقة جيداً!
ليه يا شحرور بتعمل كدة؟؟؟!!
نسينا أن نحدثكم عن العلاقة الخاصة جداً بين شحرور و..وأم شحرور!
من وجهة نظر شحرور هى علاقة حب و ود شديدين
ولكن من وجهة نظر الأم فطبيعة العلاقة تختلف بعض الشئ...!!!
يبدو الكلام غامضاً ,ولكن سيتضح كل شئ فى الأسطر القادمة..
دخل شحرور غرفته وأغلق بابها فى هدوء وبدأ يعد نفسه للنوم وهو لا يزال مكتئباً حزينا.....
نسينا أيضاً أن نقول أن كلمة ابن تيمية كانت صدمة لشحرور لأنها عبّرت أقوى تعبير عن مكنون نفسه وأوجزت كل أسباب حزنه واكتئابه فى جملة واحدة نذكرها مرة أخرى لمن فاتته الحلقة السابقة:
إن المحبوس من حُبس عن ربه , وإن الأسير من أَسَرهُ هواه.
تذكرها شحرور مرة أخرى وهو يعد السرير وسالت دمعة على خده لتعلن أن جرح شحرور لا يزال عميقاً لا يندمل بسهولة!
كنت فين يا شحرور؟!!!!
خرج هذا الصوت فجأة هادئاً رخيماً من خلف شحرور فانتفض كالعصفور المريش!
وكانت هذه الحاجة أم شحرور!..ونترككم مع الأحداث
شحرور:أمى حبيبتى وحشتينى..واندفع ليعانق أمه ولكنها صدّته بيدها
الأم:
برقت عينا شحرور فى استغراب شديد وقاللااااااااااااااااااااااااا مش مصدق.
الأم: ولا يا شحرور وربنا المعبود لو ما قلت كنت فين مش هيحصلّك طيب.
(
وبدأ الصوت الهادئ الرخيم ينصرف على استحياء)
شحرور:
الأم: كليتك خلصت من أربع ساعات...متستعبطش
وقول كنت فين؟
شحرور:أبداً ..اتمشيت شوية مع نفسى وجيت
الأم: يبنى حرام عليك اتمشيت ايه بس؟!!! انتا مش عندك امتحان بكرة؟
شحرور:
الأم
سكت شحرور فى تأثر ثم أحمرّت عيناه فى غضب وصرخ:
لاااااااااااااااااااااا
مش فلذة كبدك الى يعمل فيكى كدة يا أم شحرور.
ثم هجم شحرور يحضن أمه فى حنان جارف! هذه المرة لم تتمكن الأم من الفلفصة من ذراعى ابنها!
نطقت الأم بصعوبة:سيبنى يا زفت
ترك شحرور أمه صائحاً
..بلاش الكلام الكبير الى بتقوليه ده ربنا يكرمك أنا مش ناقص.
نظرت الأم لابنها ولاحظت للمرة الأولى الحزن والاكتئاب البادى على وجه ابنها..وكالعادة فسّرت هذا الاكتئاب على هواها!
الأم
شحرور فى يأس: حاضر يا حاجة أوعدك أنى أحاول أفرّحك
ثم استلقى شحرور على السرير واختفى تحت اللحاف!
هزّت الأم شحرور فى رفق:طيب يا شحرور أوعدك لو نجحت السنادى من غير ما تشيل ولا مادة أنى هطلّعك عمرة
خرجت رأس شحرور من تحت اللحاف وقال فى تأثر:بجد يا أمى جرحتينى....بدل ما تقولى تطلع الأول على الدفعة تقولى من غير ولا مادة؟!!!! شكلك نسيتى انك بتربى عالم من علماءالمسلمين!..
قالها شحرور ثم اختفى مرة أخرى تحت اللحاف
قامت الأم فى عصبية و شدت عصاية البيسبول من تحت السرير وهوت بها على رجل شحرور!
خرج صوت شحرور من تحت اللحاف:أحدٌ أحد ياااااالمشقة طلب العلم
ضحكت الأم رغماً عنها...ثم ..ترنننننننننننننننننننن
..رنّ جرس الهاتف فخرجت الأم مسرعة لترد عليه
قام شحرور مسرعا وأغلق الباب وأطفأ النور ثم عاد ليختفى فى الظلام تحت اللحاف...وانطلق يُحدّث نفسه حديث قبل النوم!
الحمد لله أنها مشيت بتضحك...أنا مش ناقص دعوة صاروخ من بُق الحاجة تودينى فى داهية..سبحان الله
, الاستجابة بتكون فورية!
ربنا يستر عليك يا أبو الشحارير..محدش حاسس بيك ولا بالى بتعمله عشان تسعد البشرية!
كان شحرور يُحدّث نفسه حزيناً مُنكسراً...:frown:
أنا مش فالح فى حاجة..حتى أمى مش عارف أرضيها...
أنا ولا حاجة...لا محصّل ملتزم ولا صايع ولا كوز دُرة حتى..
(شحرور لسة فى حديث قبل النوم)
مممم.. طيب وبعدين؟ أنا سبع سنين على الحال النيلة ده!
يا رب خدنى عندك..أنا تعبت خلاص...وسال الدمع مرة أخرى من عينى شحرور.
وظل كذلك حتى غلبه النعاس!
.........:حالك مش عاجبنى يا شحرور
شحرور: يا عم أبوس ايدك سيبنى فى حالى ..لا صاحى ولا نايم راحمنى؟!
.........:قلتلك كذا مرة ,أنا هو انتا يا شحرور يعنى مش هينفع أفارقك..وبعدين انتا الى محتاجنى مش أنا الى محتاجك!
لم يُعلِّق شحرور ولكن نظر حوله فرأى كأنه فى وادى أخضر تحيط به تلال وسمع دوى انفجارات من بعيد!!
أطرق شحرور السمع فسمع أصوات متداخلة تبدو كأنها حرب أو معركة أو ما شابه!!
شحرور: أنا فين؟؟؟!!!
.........:احنا فى سوريا على حدود مدينة بانياس سنة 552 هجرية
ازبهل شحرور كالعادة! :o
شحرور
انتا على فكرة بقيت تشطح
بزيادة....هممم..طيب وايه الأصوات الرعب دى؟!
.........:معلش يا بطل..أنا همشى دلوقت..عيش مع نفسك
لم ينطق شحرور وأخذ يجيل النظر فيما حوله حتى رأى من بعيد خٍَيال فارسين قادمين على صهوة جوادين قويين ينهبان الأرض فى سرعة وقوة
تسمّر شحرور فى مكانه ومكث يراقب الفارسين وهما يقتربان منه وهو يشعر بخوفٍ شديد لا يدرى ماذا يريد منه هذان الغريبان!!
يا ترى مين دول وعاوزين ايه من شحرور
؟
ده الى هنعرفه فى الحلقة القادمة!