عزيزي الحق المبين , الأخوة و الأصدقاء الأعزاء

مرحبا بك معنا في المنتدى الكريم

أولا أجابة سؤالك : آدم هو الذي حمل خطية آدم .

عزيزي لا أحد يورث خطية أحد نحن ورثنا من آدم ( طبيعة ) تميل الى الخطية و ليس خطية معينة بذاتها و هذه الطبيعة هي التي تدفعنا الى أرتكاب الخطايا الذاتية التي يحاسبنا الله عليها و لكنه لا يحاسبنا على خطايا آبائنا .

راجع من فضلك الآية التالية من العهد الجديد .

رومية 22 فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟

هذه الآية توضح بمنتهى البساطة المعنى الذي وضحته في بداية مداخلتي فهي تتكلم عن ناموس ( قانون أو نظام داخلي ) داخل الإنسان
يدفعه إلى الخطأ و هو ما شرحته لك و هو أيضا ما نعرفه بالطبيعة الفاسدة المتوارثة من آدم أرجو أن تكون فهمت ما أعني .


و لماذا أيضا لا تراجع الآيات التالية من الكتاب المقدس أيضا :

سفر ارميا الإصحاح 31 : 29-30 " لا يقولون بعد الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست . بل كل واحد يموت بذنبه كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه "

-سفر حزقيال الإصحاح 18 : 20-22 " الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً فحيوة يحيا

فكافة هذه الآيات تؤكد أن لا أحد يورث أو يحاسب عن خطايا أحد و ما توارثناه من آدم هو ( طبيعة ) تميل إلى الخطية
و ليس فعل أو خطية بعينها .

و إذا كنت تريد أن تستفيد لماذا لا تقرأ الآيات التالية أيضا :

( العبرانيين 1 : الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا )

كما ترى الآية تقول تطهيرا لخطايانا و ليس لخطية آدم فقط

رسالة يوحنا الأولي 2 : 1يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. 2وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً.

الآية تقول كفارة لخطايانا و خطايا العالم كله و ليس لخطية معينة توارثناها أو لخطية آدم .

هل تعرف يا عزيزي الحق المبين أن المبدأ نفسه موجود في القرآن
القرآن ذكر نفس الشيء ففي سورة البقرة نري الآتي :

البقرة : وقلنا يا آدم أسكن أنت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 35
فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الأرض مستقرا و متاعا إلى حين 36

فمن هذه الآيات نري كيف أن آدم و حواء كانا في الجنة في أحسن تقويم و لما أخطئوا أخرجهما الشيطان مما كانا فيه أي الجنة و لكنه لم يخرجهما منها فقط بل أيضا أخرجهما من حالة البراءة التي كانوا فيها مما دفع الله لطردهم من الجنة فنزلا إلى الأرض و ظهرت العداوة ( الخطية ) بين البشر و بعضهم البعض كما عرف الإنسان الموت كنتيجة للخطية لذلك قال لهم الله ( إلى حين ) .
أن فساد الطبيعة جاء نتيجة خطية آدم و لأن البشرية كلها من نسله فقد ورثت هي الأخرى نفس الطبيعة الخاطئة ( و ليس فعل الخطية نفسه الذي فعله آدم و حواء ) وهذه الوراثة نجدها في الطبيعة كلها فالأبناء يحملون نفس صفات آبائهم كالطول و لون الشعر و بعض
الأمراض و الصفات الوراثية و ما إلى ذلك .
القرآن أكد هذا بوضوح فكل المفسرين أكدوا على أن ( اهبطوا منها جميعا ) المقصود بها ( آدم و كل نسله أي البشرية )
مما يؤكد مبدأ فساد طبيعته و توارث البشرية هذه الطبيعة منه و ليس توارث خطية بعينها قد فعلها .
فما ذنب أولاده لكي يخرجوا هم أيضا من الجنة نتيجة لما فعل ؟؟؟؟
هل توارثوا خطيته ؟؟؟؟

بالطبع لا

قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (الأنعام:164)

لا يتبقى تفسير لذلك سوى أن طبيعته فسدت و أبناؤه ورثوا هذه الطبيعة أيضا و لهذا أصبحوا لا يصلحون لسكنى الجنة
و إلا لأحالوها إلى جحيم بطبيعتهم الفاسدة لذلك قال الله لهم اهبطوا منها جميعا ( آدم و أبناؤه ) .

لو كانت طبيعة آدم صحيحة أو أن التوبة كافية لطهارته و تخليصه من الطبيعة الفاسدة فلماذا لم يرجع آدم إلي الجنة مرة ؟؟؟

أرجو فعلا أن تقرأ بهدوء و تروي ما شرحته لك .

ولك السلام و التحية
عبد المسيح