إياك وأن تساير هذا/هذه النصاب/النصابة! إن النصب بهذه الطريقة موضة قديمة لم يعد يقع بها إلا قليلي العقل والشذج الذين لم يفهموا كيف تعمل آلات الربح في العالم بعد!

أستطيع أن أرسل إليك العشرات من هذه الإيميلات بالإنكليزية والفرنسية من أناس في مختلف بقاع الأرض، وخصوصاً إفريقيا، يدعون أنهم حصلوا على ثروة إما من حرب أهلية، أم من مليونير نصاب لم يستطع غسل أمواله فضاعت منه، أو من إبن رئيس الكونغو، أو إبنة مدير بنك في سراليون، أو أو أو..

إن كل هذه الأشياء نصب في نصب. إن سايرتها أو سايرته ووجدوا فيك تلهفاً للسير بالموضوع، يطلبون إليك الإتصال بهم، فتفعل، فيوهمونك أن الهاتف لشركة أمانات دولية أو لمؤسسة مالية خدماتية محترفة، بحيث يطلبون إليك الإنتظار ويصلونك بالإدارة أو بالأشخاص المختصين. ويرسلون إليك أوراقاً تثبت حيازة الأموال بالبريد الإلكتروني. وكل هذا هراء في هراء في هراء، وهم يفعلونه مع الآلاف غيرك كل يوم.

وما إن يروا فيك قناعة وتلهفاً للعمل بجد في الموضوع، و"المخاطرة" بأنك ستفتح حساباً في البنك وتحول المبلغ إليه مقابل حصة منه، حتى يطلبون إليك مبلغ 500 دولار أو 200 دولار أو حتى أقل، وربما 1000 دولار. بالطبع يكون هذا المبلغ هو رسوم تحيرير المبلغ الضخم الذي عليك استلامه. وبالطبع بعد أن يسيل لعابك لضخامة حجم الربح، وبعد الإثباتات المزورة التي يستمر تداولها بينك وبينهم أياماً وأياماً، فإنك ستعتبر أن الأمر يستحق المخاطرة بمبلغ بسيط نسبياً. وما إن تدفع المبلغ حتى يتبخر الجميع ويطير كل شيء في الهواء!

لقد حدث هذا مع الكثير ممن قرأت عنهم، وقد حاول الكثير من النصابين الدوليين هذا معي أنا شخصياً بحكم كوني من العاملين الجديين في مجال الكسب على الإنترنت. لم يستطع أي منهم خداعي. ألعابهم مكشوفة وساذجة، ولا يقع فيها إلا البسطاء الجدد في عالم الإتصالات والأنترنت.

معظم ضحايا هؤلاء النصابين هم من دول الخليج، أو إيران، أو كوبا، أو كوريا الشمالية. الخلاصة أن الضحايا هم إما السذج البسطاء أو الذين يعيشون في دول منغلقة إعلامياً وإقتصادياً وأهلها لا يجيدون اللغات الأجنبية كي يعلمون ما يجري.

هناك بعض الأفارقة ممن يدعون سرقة سر تقنية تصنيع الأموال. وهم كثر في دول الخليج ودول الإتحاد السوفييتي السابق التي لا زالت فقيرة ومتخلفة بعض الشيء. تراهم يخدعون الناس بالعشرات بحيل مقنعة للغاية، ويربحو عشرات آلاف الدولارات ويهربون من البلاد. وتلاحقهم الشرطة بشكل مكثف وتحاول إعلامياً نصح الناس بالإنتباه، ولكن لا بد أن تجد دائماً بعض الحمقى الذين لا يقرأون إعلاماً ولا يشغلون عقولهم، فيقعون في حبالهم.

إياك أن تصدق لعبة غسيل الأموال التي يلعبها أمثال صاحبة هذا البريد الذي كتبته. إنها بعد أن تشعر بأنك اقتنعت ستطلب منك مبلغاً "صغيراً" لا يساوي شيئاً أمام الصفقة الكبيرة. وما إن تدفعه حتى يطير كل شيء في الهواء كما لم يكن.

تحياتي