ابى مات قبل عشرين عاما

كنت مسافرا لم استطيع رؤيته

عندما كنت صغيرا وعمرى حوالى 8 سنوات ..كنت مع ابى ... كان يحب احيانا ان يجلس مقابل البحر للصيد بالصنارة...كنت اجلس بجوارة وشعرت بالملل فقد كنت اتوقع ان يصطاد كم كبير من السمك.. لكنه لم يصطاد شيئا...بدات ارمى بعض الحصى فى الماء ...عندما نهرنى ابى وقال لى اننى بهذه الطريقة اجعل السمك يهرب..لكنى لم اهتم لكلامه واستمريت فى القاء الحصى...وعندها نظر الى ابى بغضب وهددنى اننى ان لم اتوقف عن رمى الحصى فانه سيلقينى فى الماء... نظرت اليه بكل تحدى وبدات ارمى المزيد من الاحجار ...لم يفعل لى شيئا وانا كنت متاكدا انه لن يفعل لى اى شىء.. فهو ابى ...لكنه ابتسم فى النهاية

الاب والام هم الذين احبوك وبشكل غريزى اكثر من اى انسان اخر هم احبوك كما انت ومهما اخطات هم معك ظالما او مظلموما ...احدا فى هذا الكون لن يحبك كما احبك ابيك وامك حتى ابنائك ...افضل ما يمكننا ان نؤديه لذكرى ابائنا وامهاتنا هى ان نحب اطفالنا كما احبونا...لاننا نحفظ نسل وبذرة ابائنا نحو المستقبل والابدية البذرة التى نحن ثمارها وابنائنا ثمارها ايضا ... عندما ماتت امى قبل سنوات قليلة من قام بادخالها فى القبر كانوا ابناء اخى فهم رجال ...عندما شاهدتهم شعرت ان تسلسل الاحداث فى موت امى صحيح تماما انه موت بطريقة صحيحة وفى الوقت المناسب .. فاعظم الاشياء ان تموت واحفادك رجال وان يقوموا هم بدفنك ....عندها لن تموت ابدا

فليرحمهم الله