لم يشعر التونسيون بعضمة بورقيبة إلا بعد وفاته. أي بعد مقارنته بمن لحقه.

في عهد بورقيبة كانت العرافة (الدجل بكلمة أخرى) أمرا مستهجنا ولاقانونيا والويل لمن ثبت عليه أنه فتح محلا ما للضحك على ذقون الناس.
أما اليوم فالعرافة أصبحت مقننة ويتم تشجيعها ويدفع العرافون والعرافات الذين تضاعفت أعدادهم عشرات المرات أموالا هائلة للإعلان في الجرائد. كما أن محلات عملهم الفخمة أصبحت أشهر من نار على علم وزبائنهم لا يتوقفون على الحج لمقرات عملهم (مع وجوب أخذ موعد من السكريتيرة).

بالأمس في عهد بورقيبة كان الفن الشعبي (بالتونسي المزود تقريبا ما يسمى عند المصريين بشعبان عبد الرحيم) ممنوعا تماما في الاذاعة والتلفزيون وممنوع أيضا تناقل أخبار ناقلي ذلك الهرج في الصحافة أو في أي وسيلة إعلام.

اليوم يتم تشجيعهم ويتلقون الدعم والإشهار وأغانيهم تملأ سوق الأشرطة وأصبحوا نجوما وعضماء.

في عهد بورقيبة لم تكن الدولة تكلف نفسها عناء الاعتناء بما يسمى بأضرحة أولياء الله فكانت تلك الأماكن شبه مهجورة وكان عددها بسيطا.

اليوم أصبحت الدولة رسميا تعتني بتلك الأضرحة بقببها ومبانيها ويتم افتتاحها رسميا من قبل مسؤول من الدولة ويتم وضع مشرفين ومسؤولين على حمايتها ورعايتها فكان أن انتشرت أعدادها وحتى المهجورة منها تم ترميمها وتعميم اسم الولي الصالح ليتم زيارته من قبل المحتاجين لبركاته. اليوم في كل حي تجد اسما غريبا لما يدعون أنه ولي صالح.

طبعا من حسن الحظ أن انجازات برقيبة العضيمة لم يتم المس بها:
- منع تعدد الزوجات
- منع الطلاق الشفوي من طرف الرجل
- حق المرأة في الطلاق
- حق المرأة في الاجهاظ
- منع الحجاب في المؤسسات الرسمية
- إحبار الوالدين على تعليم أطفالهم ذكورا واناثا

أغلب هذه القوانين وغيرها صدرت بعيد الاستقلال في مجلة الاحوال الشخصية التي أجدها شخصيا فخر لكل تونسي ويجب أن يدافع عليها كما يدافع عن حقه في الحياة.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	مختاراتي من قصائد شعرية عربية	بسام الخوري	1	648	03-15-2008, 11:42 AM آخر رد: بسام الخوري
	هل هناك «شاهد سري» قدم «معلومات» الى رئيس فريق التحقيق الدولي ديتليف ميليس؟ وهل هناك شخص باسم محمد ا	اميريشو	1	690	09-12-2005, 01:54 PM آخر رد: اميريشو