الزميلة الكريمة عبير , تحية لكِ (f)
لم أكن أعلم بأن كلماتي قد لمست وتراً حساساً لديكِ , و أقرّ بأنني صاحبة هذه الكلمات التي ما زلتُ مُقتنعة بها :
اقتباس: ابنة السماء كتب/كتبت
على المستوى الشخصي لم و لن أسمح لأي رجل أن يقوم بإضطهادي أو الإعتداء علي بأي شكل . و لو اعتدى علي بالضرب أي رجل ( زوجاً أو عشيقاً أو صديقاً أو زميلاً أو غريباً ) سأرفع سماعة الهاتف و أتصل بالشرطة حتى تلقي القبض عليه , و بعدها سأتصل بالمحامي و سأحرص على أن يقوم بما في وسعه ليجعل هذا الشخص يندم على ارتكاب هذه الخطيئة , كما سأطالب بسجنه و بتعويض مادي عن الضرر النفسي و المعنوي . هذه هي الإجراءت التي سأقوم بها , و أنا أعرف حقوقي جيداً التي كفلتها لي قوانين الدولة التي أقيم بها , و من واجبي ليس حماية نفسي فقط , بل حماية غيري أيضاً و الذي ضربني اليوم بالتأكيد سيضرب امرأة أخرى غداً , إذاً لابد من أن تُعلمه إحداهنّ بأننا لم نعد نعيش في غابة و هناك قانون . بإختصار من ستمتد يده إليّ بهدف الإيذاء سأعمل على خراب بيته .
أما المرأة في الشرق إذا كانت مضطهدة من المجتمع الذكوري , يتم التعامل معها كجارية , خائفة على الدوام من سي السيد , لا حقوق لها من أي نوع , مغيّبة , مهمّشة , مغلوبة على أمرها , رأيها لا قيمة له , هي و قطعة الأثاث واحد , مجرد جسد للخدمة في النهار و المتعة في الليل , ليس لديها شهادة أكاديمية , ليس لديها إستقلالية إقتصادية , و لا تعرف حتى ما هو قسم الشرطة أو المحكمة أو أين يقع ( مجرد أشياء تراها في الأفلام السينمائية ) , عندها ستقول لزوجها بعد أن ينتهي من ضربها : " سامحتك الآلهة يا سيدي و تاج رأسي , دعني أضع يديك المتورمتين ( من كثرة ضربي ) في منقوع الملح حتى تتماثلا سريعاً للشفاء , ما رأيك أن أضع لك وجبة العشاء الآن ؟
و كان هذا إجابة على سؤال أحدهم لي عن ردة فعلي في حال تعرضي للضرب من حبيب الروح و الجسد , مع أنني لا أصدق و لا لحظة بأن رجلاً يحب امرأة و يحترمها يمكن أن يعتدي عليها بالضرب , إلاّ إذا كان من نوع الـ Spanking :)
---------
صاحبة السمو الملكي عبير
تتحدى ياترى؟؟
---------
سأحاول تجاوز عقلية السيف و المبارزة , فلا يوجد ما نتحدى فيه بعضنا هنا , لأننا لسنا في الكلوسيوم الروماني ( Colosseum ) , بل في منتدى للحوار و النقاش !
حسناً على ماذا سوف نتحاور ؟ بإختصار أنا أتحدث عن حقوق للمرأة لا جدال فيها على المستوى الإنساني الحقوقي الدولي , بحيث يكون الحوار ( المُفترض ) في تفاصيل تطبيق هذه الحقوق على أفضل وجه , و أنتِ تريدن مناقشة هل هي حقوق أم لا ؟! حسناً عزيزتي ما هي المرجعية ؟ حقوق الإنسان و المرأة ؟ أم حقوق الآلهة البائدة ؟ أم أوامر مُدراء السجون ؟ تتفاخرين بأنكِ سجينة بمرتبة ملكة , و رأيي بأنه عندما يتم إعطاء المرأة كامل حقوقها , بعد ذلك من حقها أن تستخدمها أو لا , لأن إختيار عدم إستخدام الحق هو حق في حد ذاته , أما القيام بإستعبادها و إعتقالها بحكم مؤبد على خلفية جندرية و بهذه الطريقة الوحشية , ثم يتم القيام بمحاولة إقناعها بأن قضبان سجنها الذهبي أفضل بكثير من فضة حريتها في الخارج , فهذا المنطق بصراحة لا يصدقه و لا حتى على أطفال المدارس . و جميع ما تفضلتِ بذكره جعلني أزداد ثقة أكثر من السابق بأن المرأة في السعودية بالفعل تعيش في سجن كبير ذو قضبان ذهبية و مطلي بالألوان من الداخل أما خارجه الذي لا تشاهده فهو لا يختلف عن حال أي معتقل من المعتقلات مهما تغير إسمها . الفئة الوحيدة التي تُصدّق بأن المرأة في السعودية لديها أي نوع من الحقوق هم فئة خلفاء الآلهة على الأرض من حزب " الدين للآلهة و الوطن للآلهة و لا مكان بيننا لمن ليس من جند الآلهة " , و حقوق المرأة لديهم هي التي يُحددها ذكورهم بما يتوافق مع مفاهيمهم الأحفورية التي يقومون بفرضها قسراً على المرأة تحت تبريرات دينية و إجتماعية , لكن بما أنكِ تفضلتِ بالقول منذ البداية بأنه لا يهمكِ من يصدق و من لا يُصدق هذا النعيم الأبدي الذي تعيشين فيه , إذاً لا مشكلة فهو خلاف في وجهات النظر , إلاّ أنني أدعو الزملاء المُهتمين بالتعرّف على حقوق المرأة في الدول العربية - و منها السعودية - بزيارة هذه المواقع الحقوقية " العربية " الغير صهيونية و الغير بطيخية حيث تتعرض لشتى أنواع القمع و الحبس و القهر و الظلم و الإستعباد .
أمان ( المركز العربي للمصادر و المعلومات حول العنف ضد المرأة )
http://www.amanjordan.org
شبكة مراقبة حقوق المرأة
http://www.lnf.org.lb/windex/arabic/index.html
الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات
http://www.hoodonline.org
بوابة المنظمات غير الحكومية العربية
http://www.mengos.net/arabic/default.asp
و أوضاع الحريات و حقوق الإنسان في السعودية هي من أسوأ الأوضاع في العالم , و لا أعتقد أنه يوجد لديكم مفهوم " حقوق المرأة " في هذه البلاد . و العالم يسير مع عقارب الساعة و نظامكم السعودي القروسطي يسير عكسه , و ما زال علمائكم يتجادلون حول فتاوى جواز و حرمة قيادة المرأة للسيارة , و إستخدامها الإنترنت , و لبسها الكعب العالي ... الخ من الأمور المضحكة للأسف . و لا أعلم على أي أساس وصفتني " بالنصرانية " ؟ هل تعتقدين بأن كل من تقيم في الغرب و تعرف حسناته هي بالضرورة " نصرانية " ؟! :) عموماً إذا كان يهمكِ معرفة المزيد عن فلسفتي و معتقداتي بإمكانكِ قراءة مداخلاتي الثلاثة أو الأربعة في موضوع الزميل العزيز كمبيوترجي المُوجه إلى " اللا دينيين " .
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...fid=5&tid=29021
أحترم معتقدات غيري و دياناتهم , و هي حق إيماني لمعتنقيها , إلاّ أن الأديان لا تعلو على قيمة الإنسان , و عندما يحاول شخص ما فرض ديانته و معتقداته على الآخرين , بحجة أن ربه على فراش الموت قد نصّبه خليفة له على الأرض بحضور رجال دين عدول , عندها يكون لنا رأي آخر . فهل هناك من خلفاء الآلهة على الأرض من قام بجمع تواقيع فتيات الجزيرة العربية , بحيث عرف بأنهنّ موافقات بشكل كامل على هذا السجن الكبير الذي تارة يقومون بتبريره بإسم الإسلام ( و هناك العديد من نُسخ الإسلام غير نسخة الإسلام الوهابي ) , و تارة يقومون بتبريره بإسم ذقن شيخ القبيلة الذي ربط شرفه المريض بأحد أجزاء جسد المرأة و التي تملك وحدها حرية التصرف فيه !
طلبتِ مني عزيزتي أن أحكي لكِ عن واقعي , و أخشى أن أحكيه لكِ فيصيبكِ الإحباط . أنا امـرأة حُـرّة , أعيش في الدنمارك منذ 13 عاماً , أتمتع بجميع حقوقي الإنسانية و النسوية , لا أحد يُملي علي كيف أفكر و لا ماذا أقول و لا ماذا أفعل , أعمل بشركة مرموقة و ناجحة في عملي و أحصل على تقدير رؤسائي , لدي قضايا أدافع عنها بإختياري و علاقات إجتماعية و هوايات ... الخ , بإختصار سعيدة بحياتي و لدي العديد من الطموحات التي أسعى لتحقيقها . فهل تعتقدين الآن بإمكانية نجاح حوار بين امرأة تحمل قيم الحرية و تعيشها و بين امرأة تدافع عن نظام شمولي ظلامي ديني يتعامل مع المرأة كسبايا الحروب و يقرر عنها منذ ولادتها و حتى مماتها كيف تُفكر و ماذا تقول و كيف تتصرف بوصاية من الدين و شيخ القبيلة ؟ لا أعتقد بإمكانية نجاح حوار من هذا النوع . و المعلومة المفيدة التي اكتسبتها من موضوعكِ هي أن المرأة في السعودية لا يُسمح لها بالعمل سوى في مجالين و هما , معلمة في مدارس للفتيات و ممرضة في أقسام النساء , مما يعني أنه لا يُسمح لها بالعمل في مجالات الهندسة و المحاماة و الطيران و الإستشارات المالية و التسويق و الإعلانات ... الخ , و هذا أمر معيب و مخجل و ليس أمراً يتم التفاخر به ! فأين تذهب أموال البترو - دولار إذا لم تذهب للمشاريع التنموية التي يدخل من ضمنها فتح المجالات العملية للمرأة لإثبات ذاتها ؟ هل تذهب في بناء المزيد من المدارس الدينية ؟ أم في حسابات سرية في سويسرا لأصحاب و صاحبات السمو ؟ و أنتِ مخطئة إذا كنتِ تعتقدين بأن المرأة في الغرب لا تعمل سوى في " الحلاقة " و " السواقة " كما تفضلتِ بالقول , بينما الحقيقة أن الرجل أو المرأة في الغرب يجدون أعمالاً جيدة و مرموقة بحسب شهادتهم و درجة تأهيلهم العلمي , فلا تتوقعي أن امرأة هجرت مقاعد الدراسة مُبكراً أن تجد عملاً مثل التي تابعت دراستها الأكاديمية و أنهتها بتميز و تفوق , و لا أعلم من الذي قال لكِ بأن المرأة في الغرب تصلح سيارتها عندما تتعطل ؟ هل هي Mechanic حتى تُصلح سيارتها بنفسها و تُعرض نفسها للخطر و تتلف ملابسها ؟ عندما تتعطل سيارتها فهي تتصل بمقطورة لتأخذ سيارتها إلى أقرب Service أو Mechanic Station , و تذهب بسيارة أجرة للركّاب إلى منزلها .
هل تعلمين عزيزتي ماذا شعرت بعد قراءة مداخلتكِ ؟ شعرت بالحزن لأجلكِ , و شعرت بالغضب على هذا المجتمع المجرم الذي تعيشين فيه و الذي يستمر و حتى هذه اللحظة التي نتحدث فيها بتشويه مفهوم الحرية و النور و الحياة لدى الفتاة السعودية , فيجعلها تخشى من كل شئ في العالم حتى الهواء الذي تتنفسه . أنتِ ضحية و لستِ مذنبة , لأن من غرسوا داخلكِ هذا المفهوم " الملوكي " الجديد للحرية هم الذين يستحقون الوقوف بين أيدي المحاكم الدولية . بالفعل الطائر الذي ظل بين القضبان الفكرية و المعنوية و الجسدية لفترة طويلة حتى اعتاد عليها سيعتبرها بعد ذلك ملاذه الوحيد الآمن حتى لو تم إطلاق سراحه , و الصور التي تفضلَت الزميلة العزيزة سوزانا بوضعها في المداخلة رقم ( 42 ) تغني عن ألف مقالة .
أتمنى لكِ الحرية يوماً :97: