عزيزي تروث .. لحظة وحتى لا نعود لإلباس المواقف ببعضها :
الفلسطينون في لبنان تعرضوا لعنف من (( جماعات )) مارونية وشيعية ، وهذا الأمر لايمكن تصويره على أنه حالة عداء شعبي كبعض العراقيين بقدر ما هو حالة (( حرب أهلية )) كانت مفتوحة على كل الإحتمالات وشاركت بها كل القوى بما فيها القوى الفلسطينية ذاتها ..
في الأردن .. يعني 60% من الشعب الأردني من أصول فلسطينية ..

ثانيا : السوري في العراق لم تشفع له مواقف حكومته ولم يشفع لهم أن (( مخانيث )) المعارصة العراقية كانت يوما تختبئ في الجحور السورية وتقتات على بقايا الموائد السورية .. هذا هراء ، ومنذ اللحظة الأولى لسقوط صدام وقبل خضراوي وزرقاوي عاثت الجماعات الشيعية فسادا ، وها أنت ترى كيف أن محارب النور (( يتبجح )) بإلقاء السوريين في شارع حيفا من البنايات .. فأسر سورية كثيرة تعرضت منذ اللحظة الأولى للمضايقات وهرب جزء كبير منها إلى منطقة الحدود السورية العراقية حيث المناطق السنية ونفوذ قبيلة شمر تحديدا .

ثالثا : أنا أعيش في السعودية ولم أسمع عن مجالس عزاء لزرقاويين لسبب بسيط يثبت – مع احترامي – كذب مصدرك ، وهو أن الجماعات الإسلامية المتطرفة ذاتها ملاحق في السعودية ، وإقامة هكذا مجالس .. شوف انت كيف ستتم في ظل هكذا ظروف !!!!!!!!!!!!!!!.
مع ذلك .. سأفترض أن الزرقاوي حقيقة لا جدال فيها :
من صنع الزرقاوي ومن أدخله العراق ؟!
وكم ألف زرقاوي يعملون الآن في العراق بأجندات إقليمية ودينية ؟!
يعني ما سمعنا عن قتل إيرانيين انتقاما للمجزرة التي اوقعتها الإستخبارات الإيرانية ضد شرطة ومدنيين في الزبير .. ولا سمعنا عن انتقامات ضد ايرانيين ردا على اتهام إيران باغتيال الحكيم ذاته !!!!
ولا تنسى أن الحكومة العراقية بذاتها اتهمت الإستخبارات الإيرانية بأعمال إرهابية ..

كلامك متناقض ومنطقك تبريري .. وبكل احترام .
وضع العرب في العراق ليس جديد وليس وليد الأحداث بل – وأكرر – منذ أيام صدام وكنت في زيارة قصيرة للعراق قبل حرب الكويت بعام ولمست ذلك مباشرة .
الوجود العربي في العراق ينظر له الشيعة بكثير من (( الخوف )) والرفض منذ أيام صدام .. وما الجثث التي أرسلت إلى مصر .. مصر ذاتها إلا دليل بسيط على كيفية تقبل الشارع الشيعي للعرب في العراق .. ذلك الرفض الذي جنى العرب أولى ثماره صبيحة لسقوط بغداد .

فضل ..
بعيدا عن الدبلوماسية والشعاراتية ..
لا بل أنا يعنيني في هذه الأزمة حال السوري والفلسطيني والمصري وبالدرجة الأولى فالعراقي له الله ، وله الزرقاوي وأمريكا وإيران وبدر والبشمركة .. ودعك من حكاية تدخل أمريكي صهيوني وما الى ذلك ..
الحالة في العراق حالة (( طائفية )) كانت ولا زالت .. وما يتم من قتل للعرب يتم على هذه القاعدة لا أكثر وهذا أمر لا علاقة لزرقاوي وصفراوي به ، ولا علاقة للتدخل الأجنبي فيه .. وأذكرك بما قلته لتروث ، الأمر ليس جديد .. كلمة واحدة أؤكد عليها في كلامك وهي عزل العراق عن بعده الإقليمي .. والأسباب أكثر من معروفة .

دعنا نضع الأمور في نصابها الصحيح .. فالموضع (( ضخم )) وضخم جدا ..

تحياتي للجميع

(f)