{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #121
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟

بوش وآية الله السيستاني .

عندما يتذكر المرء المجزرة التي سببها الهجوم الانتحاري على مكاتب الأحزاب الكردية ، فإنه من المستحيل أن يفهم كيف تستطيع الولايات المتحدة تبرير سياسة الاحتلال التي فشلت حتى الآن في قمع التمرد وإبعاد شبح الحرب الأهلية ، كما أنها لم تستطع كسب تأييد ولا حتى أقلية صغيرة من العراقيين لاستمرار السيطرة الأمريكية .

إن الضربات الأخيرة سوف تزيد أيضاً من الصعوبة التي يواجهها كوفي أنان في اتخاذ قرار حول إرسال الفريق الانتخابي التابع للأمم المتحدة إلى العراق ، حتى مع وجود إجماع واسع النطاق على الحاجة إلى تدخل الأمم المتحدة في العملية الأمر الذي سوف يؤدي إلى إنهاء الاحتلال .
لكن مع هذا كله يبقى هناك وسط الظلام بصيص أمل . فقد رفض آية الله علي السيساني المرجع الشيعي القوي التراجع عن إصراره بأن الهيئات المنتخبة هي الوحيدة التي يمكن لها الإشراف على استعادة السيادة في بلاده ، وهذا الرفض على ما يبدو قد حطم إصرار معارضة بوش للاعتراف بالكوارث التي سببتها سياسته في العراق . فبناء عليه قررت الولايات المتحدة التراجع عن خططها بتعيين مندوبين عراقيين لكي يختاروا الحكومة الجديدة ، وفي الوقت نفسه ، وبعض رفض دام سنة كاملة ، بدأت تسعى إلى إعطاء الأمم المتحدة دوراً في التطوير السياسي للبلاد ، الأمر الذي يشكل الدلائل الأولى على أن أمريكا أدركت أخيراً أنها بحاجة إلى دعم وخبرة الآخرين في تنفيذ سياسة ناجحة للخروج من العراق .
تمكن السيستاني بسهولة من أن يغطي على مجلس الحكم العراقي المعين من قبل الولايات المتحدة وهذا يدل على وجود خلل في الاستراتيجية السياسية التي أقيم عليها هذا المجلس الغير منتخب والذي يحكم البلاد تحت ظل الاحتلال . لم يستطع المجلس حتى الآن أن يلعب دوراً قيادياً فعالاً أو حتى أن يظهر نفسه بمظهر المدافع عن حرية العراقيين . والظاهر أن المجلس ليس له أي اطلاع على النبض السياسي للبلاد ، فهو وافق بالإجماع على خطة التحالف بإلغاء الانتخابات المتعلقة بالحكومة الجديدة ، واستمر بالإصرار على أن إجراء الانتخابات سوف يؤجل استعادة سيادة البلاد لمدة سنة على الأقل ، الأمر الذي اعترض عليه السيستاني . وبوجود مثل هذا السجل المؤسف فإن باستطاعة المرء أن يفترض أن إصرار الولايات المتحدة على تسليم السلطة إلى مجلس غير منتخب آخر يعني استمرار حكم قوات التحالف من وراء الكواليس ، لكن النتيجة سوف تكون مزيداً من الصعوبة في حكم العراق .

لقد كانت الانتخابات منذ البداية قضية حساسة بالنسبة للعراق ، إلا أن الولايات المتحدة كانت تفضل تأجيلها بينما الشيعة على وجه الخصوص كانوا يرون فيها وسيلة لإنهاء حالة التهميش التي عانوا منها طيلة قرون تحت حكم العثمانيين وبعدهم البريطانيين ومن ثم صدام حسين . وفعلاً أصدر السيستاني فتوى في بداية الاحتلال يؤكد فيها على ضرورة كتابة الدستور من قبل مجلس منتخب ، الأمر الذي أفسد خطط التحالف لتشكيل جماعة معينة من قبل الولايات المتحدة من أجل صياغة الدستور .

وقد كانت هذه القضية إحدى نقاط التوتر الشديد بين بول بريمر وسيرجيو دي ميلو ممثل الأمم المتحدة في العراق قبل أن يقضي الأخير في حادث تفجير مقر الأمم المتحدة .

إن تطور الأزمة الانتخابية إلى مواجهة مع السيستاني يعتبر مثالاً آخر على حالة الانعزال التي يعاني منها فريق بول بريمر . فبعد أن نجح هذا الفريق في كسب عداوة السنة في بداية الاحتلال وفي الفترة الأخيرة عندما لجأ إلى أساليب شبه إسرائيلية في غزو مناطقهم المدنية ، فقد كان من التهور أن يتحدى السيستاني ، الذي كان قبوله الضمني للاحتلال عاملاً هاماً في منع اندلاع ثورة شيعية . إلا أن هذا التأييد كان يعتمد صراحة على تسريع الانتخابات ، وكان من المثير للاستغراب أن يتم تجاهل مطالب هذا الشيخ القوي . لذلك لجأ الآن إلى إضافة طلب أصعب : وهو أن أي قرار يتضمن بقاء قوات الاحتلال بعد تسليم السلطة يجب أن يصدر فقط عن هيئة منتخبة . والآن يبدي السيستاني معارضة نشطة متزايدة لجميع سياسات الاحتلال ، خاصة وأن هذه السياسات تعاني من أخطاء جسيمة .

إذا وضعنا جميع الاعتبارات سواء البراغماتية أو المبدئية ، فإننا نجد أن السيستاني معرض لضغط شديد من قبل الشعب وكذلك من قبل الشخصيات الدينية البارزة التي لم تعد تستطيع تحمل عبء الاحتلال . إن تسعة أشهر من الحكم الأمريكي وما يلاقيه من تمرد قد جعلت معظم العراقيين يحيون في ظل انعدام الأمن إلى جانب الصعوبات المالية والحرمان الاجتماعي بشكل غير محتمل . عدا عن ذلك فإن معظم العراقيين ، ومعهم الكثير من العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم ، لا يعتقدون أن تسليم السلطة في 30 حزيران سوف يعني نهاية الاحتلال ، لأن قوات الاحتلال سوف يكون لها " نطاق واسع من الصلاحيات من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الشعب العراقي " ، وفقاً لوثيقة تشرين الثاني التي وقعها كل من مجلس الحكم العراقي وقوات التحالف .

وبهذا تدخل الأمم المتحدة إلى الصورة ، فيما جورج بوش يندفع لتحصين نفسه من الأضرار التي يسببها الاضطراب في العراق قبل أن يحين موعد حملته الانتخابية . لقد كان استبعاد الأمم المتحدة أحد الأخطاء السياسية الفادحة التي ارتكبتها الولايات المتحدة ، فاتفاقية 15 تشرين الثاني حول آليات إقامة حكومة جديدة بحلول 30 حزيران لم تذكر شيئاً عن الأمم المتحدة لكن إنهاء هذا الاستبعاد يعتبر مناسبة يحتفل بها العراقيون والعالم بأسره ، فالأمم المتحدة تملك خبرة واسعة حول العراق وحول الانتخابات الحرة والدساتير وحقوق الإنسان … أي باختصار حول إعادة الاستقرار للأمم الممزقة .

يجب على الولايات المتحدة ألا تسعى بعد الآن لفرض سيطرتها الكاملة على بلد لا تستطيع أن تفهمها ، وبعد أن تمكنت من إحراز المكاسب السياسية إثر القبض على صدام وتخلي ليبيا عن أسلحة الدمار الشامل وموافقة دائني العراق على إعفائه سيكون من الأسهل عليها أن تغادر وتترك للآخرين لعب دور القيادة . إن الحل السياسي وليس العسكري هو الطريقة الوحيدة لإنهاء التمرد ، من خلال التفاوض على تسليم السلطة السياسية والعسكرية إلى لجنة من الأمم المتحدة تضم ممثلين من العرب والمسلمين ، وهذه اللجنة سوف تتفاوض بشكل مباشر مع المتمردين حيث أن قسماً كبيراً منهم على استعداد للتخلي عن السلاح في حال حصلوا على ضمانات بالمشاركة في الترتيبات الديمقراطية الجديدة . إلا أن وجود الأمم المتحدة لن يكون الحل الوحيد ، فعندما كنت في العراق الصيف الماضي لاحظت أن هناك الكثير من الغضب تجاه الأمم المتحدة ، ولم يكن هناك الكثير من الاستنكار تجاه تفجير مقرها في آب ، وفي الأسبوع الماضي اتهم الشيخ الشيعي مقتدى الصدر الأمم المتحدة بأنها تخدم المصالح الأمريكية .

لقد كان احتلال العراق دائماً مسألة لا تتعلق بالعراق وحده ، وإنما سببت جروحاً قاسية للعالم كله وليس فقط بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي ، وبالنسبة للأخير تحول العراق إلى محك جديد لألم وغضب المسلمين بدلاً عن القضية الفلسطينية التي كانت تعتبر الرمز الأساسي للعداء الغربي ضد الإسلام .

ومن المثير للاستغراب أن الولايات المتحدة تستمر في استفزاز مشاعر المسلمين من خلال تهديد بلدان أخرى مثل إيران وسوريا ، لذلك فإن الغربيين المعارضين لهذه المواقف يجب أن يرفعوا أصواتهم لكي لا يدعوا المسلمين يظنون بأن الغرب هو قوة تهدف إلى تدمير الإسلام .

هناك الكثير مما يجب عمله لمنع وقوع كارثة أكبر في العراق ، ومن الممكن أن ينبثق الحل من العملية التي بدأها السيستاني والتي استجابت لها إدارة بوش من خلال التعاون أخيراً مع الأمم المتحدة . أشياء كثيرة سوف تتوقف على اللجنة الانتخابية التي سترسلها المنظمة إلى العراق ، أهمها مركز المنظمة في العالم الإسلامي . على الأمم المتحدة أن تسارع لمحو صورتها لدى العالم الإسلامي على أنها موالية للولايات المتحدة إذا كانت تريد الاستمرار في تقديم المواقف الحيادية والشرعية التي يعتمد عليها العالم بأسره .

الكاتب : كان مدير الاتصالات في بعثة الأمم المتحدة في بغداد التي كان يرأسها سيرجيو دي ميلو إلى أن تقاعد في 30 أيلول .

الغارديان سالم لون
ترجمة ناديا عطار




02-28-2004, 03:01 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟ - بواسطة Awarfie - 02-28-2004, 03:01 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الاسرى العراقيون بسجون الاحتلالات الامريكية والايرانية ...نداء عاجل !!! زحل بن شمسين 6 1,194 12-31-2012, 06:52 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية الامريكية والصهيونية .............؟؟؟!!!!!!!!! زحل بن شمسين 2 922 12-04-2012, 10:25 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  سبب الازمة الاقتصادية الامريكية والعالمية ؟ لواء الدعوة 10 3,112 01-06-2012, 05:04 AM
آخر رد: لواء الدعوة
  ليبيا الخيارات الامريكية المطروحة على الطاولة AbuNatalie 0 949 06-20-2011, 11:23 PM
آخر رد: AbuNatalie
  الادارة الامريكية ومحاولة اكل الثورة وابنائها رحمة العاملي 44 11,222 03-16-2011, 01:39 AM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS