الزميل الحكيم الرائي .. وبغض النظر عن مواقف سابقة وربما لاحقة أيضا :

بعيدا عن المزاودات الطائفية التي لا أراني أجيدها من الأساس ، وبعيدا عن قبر التاريخ .. إلا أنني – وبكل شفافية – لا أتمنى هذا الذي تقوله .
هناك خلاف سني شيعي مستعر منذ القرن الهجري الثاني ، ويقابله خلاف اسماعيلي شيعي واسماعيلي سني وبلا أزرق وهم ما يتلم .. مع ذلك ، هذا كله (( تاريخ )) ولسنا نتمنى لجثة التاريخ أن تحكمنا من القبر .. ذلك لأن الأمر أخطر مما قد يتمناها البعض .

ربما مصر النيل حباها الله بطبيعة مسالمة منذ فجر التاريخ ومن حسن حظها أنها بعيدة عن هذا القبر المتعفن ، إنما الأمر مختلف في ما يعرف بالهلال الخصيب حيث التدافع العرقي والمذهبي على أشده ، ومنذ فجر التاريخ أيضا .
هذا الوضع القائم حاليا .. سوف تكون عواقبه وخيمة للغاية لو انفجر بشكل علني وصريح ومواجهي وانقسم هذا الهلال الملتهب إلى سنة وشيعة .. ساعتها لا بقاء لأحد الأطراف ، لا بل ساعتها ستدور الدوائر فعلا على الشيعة ..

وأقسم بما تبقي لدي من إله ، هذا الوضع لا أتمناه شخصيا ، ولا أعتقد أن غيري عاقلا راشدا يتمناه .. وكل ما نرجوه أن (( يفهم )) الإخوة الشيعة أن من يلعب بهكذا قنبلة موقوته ستنفجر في وجهه .. وسوف لن يفيد – كما قلت – لا حماية أمريكية ولا استقواء بغريب .

ليفهم السادة المتشيعة أن هكذا (( حشد )) طائفي وهكذا لغة طائفية التي لا تزال تتردد في أرجاء التاريخ منذ القرن الهجري الثاني سوف تخلق في النهاية تخندق طائفي عند الكل وستدفع الأمور إلى مواجهة لا مفر منها .

وإذا كان الزميل أورافي الملحد يتوعد السنة الهابطون تاريخيا بالثأر للحسين ويرقص على دمائهم في العراق ، وإذا كان مشعان الجبوري السني الذي دخل تحت ظلال الدبابة الأمريكية وبالتحالف مع الشيعة يتهدد بحمل البندقية اذا ما انتقصت حقوق السنة ، لا بل إن كنت أنت اللاديني تقول هكذا قول ، فكيف سيكون الأمر بالنسبة للعوام من الطرفين ؟!
تلك حالة ستخندق الكل ضد الكل .. لا مناص ، وسنرغم بكافة أطايفنا على العودة كل إلى معسكره .. تماما كما هي الحالة (( الليبرالية )) الآن في العراق .

نتمنى .. مجرد تمني في سوريا ، أو نحاول ألا تصل الأمور في بلد منهك اقتصاديا وحضاريا إلى هكذا حالة سوف يدفع ثمنها الباهظ الأقليات لا غيرهم ثم الوطن بالمعيه ، ونرجو ألا تتوسع الحالة الطائفية العراقية حتى تصل إلى سوريا ولبنان أيضا .. إنما يبدو أن الأمر ليس سوى رجاء ، والأمور تسير في طريق مواجهة (( حقيقية )) ظلت تدور في خلد التاريخ قرونا ، وبات واضحا أن الأمور على شفى حفرة بالفعل ..

الأمر ليس شعارات ضد الطائفية ولا مزاودات في هذا المجال بقدر ما هي مخاوف نتمنى أن يعيها الشيعة ومن لف لفهم قبل غيرهم لأنهم هم من سيدفع الثمن في النهاية ، وليسألوا التاريخ : كم مجزرة متبادلة وقعت حزنا على الحسين ؟!

نتمنى أيضا أن يشارك الإخوة الشيعة بقية المسلمين في جنازة الحسين وعلي وعمر وعثمان ومعاوية ويزدجرد .. حتى يقفل هذا الملف نهائيا ..

قبل أن نمشي جميعا في جنازة الله ذاته ..

تحياتي