استيقظ شحرور على دُش ماء شديد البرودة
هل هى قسوة من أم شحرور أن توقظ فلذة كبدها بهذه الصورة القاسية نوعاً ما؟
حقيقة الأمر أنها الطريقة التى رأت الأم أنها مِثالية للتعامل مع شحرور..ويتسلسل هذا التعامُل القاسى بداية من نظرة الحيزبون المشهورة عن الأم والتى ورثها شحرور و تكفى هذه النظرة عند خروجها فى وقتها لإلقاء الرعب فى قلوب أشجع الرجال! [IMG]
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...sa187.gif[/IMG]
وإنتهاءً بالخرزانة التى أُحيلت للمعاش وشحرور فى السادسة عشر من عُمره..مروراً بالشباشب وإلقاء أى شئ خف حمله وغلا أو رخص ثمنه على شحرورنا الغلبان!!!
وحقيقة أُخرى يجب ذكرها وهى أن شحرور هو الوحيد على وجه الأرض الذى تعامله الأم بهذه الصورة ويعتبرها بقية أهل الأرض من ملائكة الرحمة!!!
يا ترى إيه السبب؟؟
سؤال مطروح للتفكير
نعود إلى أحداث قصتنا..
قفز شحرور من على السرير كالصرصور الكولومبى وهو يرغى ويزبد وقد طفح الكيل...واستعد بصوته الجاهورى لبدء حلقة جديدة من النقاش الحاد مع الحاجة...ولكن ...
فجأة تحول وجهه من الغضب الشديد إلى صمت الحملان
وقال فى وداعة : أنا جعان!
الأم (فى حنان) : طيب قوم يا حبيبى صلى العشاء وأنا هحضرلك حاجة تاكلها
قام شحرور وتوضأ وصلى..ثُم جلس يأكُل وهو لا يزال يُفكر فى نور الدين محمود ووصاياه وصلاح الدين الأيوبى وهيئته!!
تررررررررررررررررررررررن (تليفون)
التقط شحرور السمّاعة
شحرور: السلام عليكم
الآخر!: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شحرور: شعبورجينىىىىىىى..حبيب قلبى
شعبورجينى ! : واحشنى با أبو الشحارير
شحرور: انت فين يا عم ؟ مشفتكش النهاردة فى الكُلية يعنى!
شعبورجينى ! : عادى...كُنت فى دورة بلاى ستيشن يا زعممة!
شحرور:
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...ommon.gif[/IMG]
شعبورجينى :لاااااا عيب عليك!! الأول على مستوى المنطقه يا ابو الشحارير.. حُبى متخافش على أخوك
شحرور: طيب.. فالح ....بقولك انت عارف أن عندنا امتحان بُكرة؟
شعبورجينى !: يا راااااااااااااااااجل؟ ده انا كُنت فاكره كمان يومين [IMG]
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...n_eek.gif[/IMG]
شحرور: هو بصراحة فاضل ست ساعات على الكارثة!
شعبورجينى : ممممم.. طيب تعالا عندى نذاكر مع بعض, وأنا هقول لأُمى تحضر الشاى والقهوة والمكسرات والذى منه ونقضيها مع بعض لغاية الامتحان
شحرور: فُل.. عشرين دقيقة واكون عندك.......متنساش تقول لأمك تحضّر كابتشينو بالمارشميلو بتاعى!
شعبورجينى (فى غضب) : انت عارف إن أُمى بتتخنق أما بتعمله وبعدين مش متبقى غير شوية صغيرين!
شحرور: تستخصر في أخوك معلقة كابتشينو بالمارشميلو؟؟ سُبحان الله!! ..ولا قُللها شحرور عاوزه وخلاص ..خليها تعمللى أنا كُباية واحدة يا كوهين!
شعبورجينى : حاضر يا شحرور..بس..تعالا بسرعة عشان ابتديت أقلق!
شحرور: حاضر هزبّط ورقى وآجى على جناح السرعة
شعبورجينى : جناح مين؟
شحرور: جناح ال...انت هتتعود عليا واللا ايه؟!! خلاص وقتك انتهى سلاموووووووز شعبورجينى الغالى
شعبورجينى : سلام!
وأغلق شحرور السمّاعة و جهّز عُدة القتال..(أقصد المذاكرة) ..ثُم انطلق إلى صديقه ورفيقه وشقيقه الذى لم تلده أُمه..شعبورجينى..
ولنا هُنا وقفةً لنرُد على بعض التساؤلات التى تدور فى أذهان حضراتكم..!
س : من هو شعبورجينى؟
ج : صديق شحرور وحبيبه..مُنذ الصف الأول الابتدائى..ولكن لم تتوثق العلاقة بينهما حتى اختارهما القدر وجمع بينهما فى خرابة..أقصد كُلية واحدة
س : هل اسمه الحقيقى شعبورجينى ؟؟!!
ج : لأ طبعاً!! ولكن هذا هو حال أصحاب شحرور...يختار لهم أسامى من موسوعاته الشحرورية ويجبرهم على التسمّى بها وإلا القطيعة!! وطبعاً محدش يقدر على قطيعة شحرور!
س : وما طبيعة العلاقة بينهما؟
ج : من الممكن تأليف كُتب للرد على هذا السؤال ..
فشحرور وشعبورجينى ثنائى غريب فريد رهيب
وجد كُل منهما مُراده فى الآخر
أما شحرور فكان يبحث عمّن يُجاريه فى مغامراته وأفكاره و شطحاته الفكرية ...فكان شعبورجينى الشخصية المثالية لهذا الدور
وأما شعبورجينى فكان يفتقد الأخ والصديق للهروب من اكتئاب الحياة....فوجد هذا فى شحرور
بدلاً من الحديث الممل سنسرد بعض المواقف التى ستشرح لنا بصورة عمليه طبيعة علاقة شحرور بشعبورجينى
هذا الحديث دار فى النادى بين الأخوين قبل بداية أول تيرم فى الكُلية بيومين بعد أجازة صيف حافلة بالأحداث!
كانت جلسة عمل مُغلقة فى الكافيتريا بين شحرور وشعبورجينى لمناقشة استراتيجية المذاكرة فى الكُلية لتحقيق أفضل النتائج الممكنة!
شعبورجينى : بُص بقى أنا هجيبلك من الآخر بس ركّز معايا وسيبك من العصير ربنا يخليك،
توقف شحرور عن شُرب العصير بالشاليمو ومال على صاحبه باهتمام
شحرور: كُلى آذان صاغية يا جميل
شعبورجينى : شوف يا سيدى...كُل العيال بتدخُل الكُلية بعد المرحلة الثانوية...والمرحلة الثانوية دى كبت وقرف...وأول سنة كُلية دى جنة لكُل الناس, صح واللا غلط؟
شحرور: عدّاك العيب وقزح يا بروفيسير!
شعبورجينى (بحماس شديد) : البشر كُلهم مع بداية التيرم..الى هيدور على شِلة يتعرف عليها..والى هيدوّر على بنت يصاحبها..والى عاوز يقضيها تهريج وهلُم جر...
انا وانت بقى........
شحرور (مُقاطعا) : وِصلت يا حُبى....أنا وانت مع بعضينا...محاضرة فى سكشن لا نعرف حد ولا حد يعرفنا...ونديها مُذاكرة مُرعبة من أول يوم ونبقى شباب الامتياز المتين
شعبورجينى (موافقاً) : طول عُمرك بتفهمها وهى طايرة يا شحرور ولو مفهمتهاش بتوقفها تفهمها وتطيرها تانى ...،
بس انا من أولها بقولهالك واحنا على البر....أنا لن أتنازل عن أنى أكون من الأوائل (ثُم مال على صاحبه وقال له فى أذنه بصوت خفيض) وكلمة فى سرك....لو خطتنا طبقناها صح هنكون الأوائل على الكُلية بلا مُنازع.
الحَمد لله دماغنا من أنضف ما يُمكن (لا تعليق)....و كمان أتكحرتنا فى الحياة كتير جداً!! وممكن ندهن الهوا ميتاليك لو طلبت
سكت شحرور قليلاً ثُم قال : ممممم....خلاص اتفقنا....أنا الأول وانت التانى على الدُفعة بإذن الله
شعبورجينى (صائحاً) : أول مين يا بهججة؟؟!! لأ طبعاً, أنا الأول وانت التانى
شحرور (ونظرة الحيزبون الشهيرة التى ورثها عن أُمه ترتسم على وجهه) : متنساش نفسك يا شعبورجينى...قُلتلك أنا الأول وانت التانى والحوار اتقفل خلاص....متزعلنيش منك
شعبورجينى : وانت فاكر إنى هخاف ولا ايه؟؟؟ طيب والله لاوريك يا شحرور
ثُم استمرت المشاداة الكلامية بين الأخوين وارتفع صوتهما وتسببا فى ازعاج وشكوى لرواد النادى حتى تم طردهما من الكافيتريا!
..................
موقف آخر:
نحن الآن فى لجنة امتحان فى كُلية شحرور النموذجية بعد مرور عامين من الموقف السابق
شحرور جالس محتاس حيران أمام ورقة الأسئلة ...وشعبورجينى جالس محتاس أكتر منه خلفه تماماً
ثُم دار يبنهما هذا الحوار:
شعبورجينى (بصوت خافت) : شحرور...أنا مش فاهم ولا سؤال والمُعيدة الى بتراقب علينا شبه خالتى الله يرحمها..وشكلها ميطمنش!
شحرور (بصوت أكثر خفوتاً) : يعنى انا اللى فاهم حاجة.. وبعدين مُعيدة ايه يبنى..ركّز فى الامتحان ربنا يهديك...أقولك..أضرب الكام مُعادلة الى حفظناهم إمبارح وخلاص.
شعبورجينى : حاضر..ربنا يُستُر ثُم حاول إختلاس النظر فى ورقة الطالب الذى يجلس بجانبه
ولِحظه السيئ كانت المُعيدة المُخيفة تنظر ناحيته فى نفس الوقت
المُعيدة (بصوت مُرعب) : ايه ده؟؟ بتغش فى الامتحان؟؟!!! هات ورقتك
[IMG]
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/.../madd.gif[/IMG]
اتكهرب الموقف ونظر شعبورجينى للمُعيدة فى انفعال وغضب شديد...وخاف شحرور على صاحبه من الإنفعال وقرر التدخّل الفورى
شحرور (للمُعيدة) : معلهش يا دكتورة بس حضرتك بتوجهى لصاحبى إهانة بالغة ...وقبل اتخاذ أى إجراء هسأل حضرتك سؤال ..(ولم ينتظر الاذن ليسأل وزادت نبرة صوته قوة)
أما الطالب التانى على الدُفعة يغش فى امتحان تافه زى ده, يبقى ناقص بوظان إيه فى مصر أكتر من كدة؟؟!
نظرت المُعيدة لشحرور فى تعجب شديد وأصوات ضحكات مكتومة تصدر من اللجنة
وقالت فى دهشة وسُخرية غير مُصدقة: والله؟ بقى صاحبك التانى على الدُفعة؟
وحضرتك بقى تبقى مين؟ المُتحدِت الرسمى باسمه؟!
هُنا هبّ شحرور واقفاً وعلى وجهه نظرة الحيزبون الشهيرة التى ورثها عن أمه
وقال
وبالطبع لم يحتمل شعبورجينى ترك صاحبه فى مهب الريح..
فهبّ واقفاً بدوره ووجّه الكلام لشحرور
وقال مُتوعّدا ً:
مش هسيبك يا شحرور...وراك وراك لغاية ما أجيبك وأبقى أنا الأول وانت التانى
نكمل فى الحلقة القادمة إن شاء الله