اقتباس:لماذا جسم الإنسان مبرمج على الموت ذاتيا - أيها الملحدون

لا يمكن الجواب على هذا السؤال علميا لأن العلم يسأل "كيف؟" وليس "لماذا؟" وعليه فلا يهتم عادة من اعتاد على طرح سؤال "كيف؟" بالجواب على هذا السؤال. أي باختصار يمكن للفكر الميتافيزيقي ايجاد أكثر من جواب. لكن الملحد الحقيقي الذي بنى الحاده على الايمان بالقوانين الطبيعية المادية فقط والتي يستنتجها ويختبرها ويضعها العلم لا يهتم ولا يحاول حتى ايجاد جواب لهذا السؤال.

لكن أيضا من جهة أخرى فمن الغريب أن توجد علاقة بين ما سميته "الإنسان مبرمج على الموت ذاتيا" وبين الايمان بوجود الاه خصوصا. وحتى لو أوجدت العلاقة بطريقة أو بأخرى فلا يمكنك أن تدلل بذلك على إلاه محدد. فلو كنت مسلما فلماذا لايكون الالاه الذي أراد برمجة الانسان على الموت ذاتيا (على افتراض أن في ذلك دليل على وجود إلاه) هو إلاه آخر (من ديانات مثل المسيحية أو اليهودية) أو حتى إلاه لم يعلن عن نفسه يوما، الخ.

باختصار السؤال يمكن أن يخيف من اعتداد على وضع الأسئلة الميتافيزقية وانفاق الوقت على محاولة ايجاد اجابة عليها. لكن لا يمكن أن يجد مجال اهتمام من الملحد الذي يضع في حسبانه دائما أن السؤال الذي لا يطرح علميا فلا فائدة من البحث فيه.

ثانيا إذا ما كانت الغاية من هذا السؤال اثبات وجود إلاه فهو لايقدم أي تحديد عن طبيعة هذاالإلاه وبالتالي فيمكن للمسلم ان يؤمن بوجود إلاه ما (الله) لكنه سيجد نفسه بعد موته في جحيم الاه المسيحيين (لو كان الالاه الحقيقي ما يقول به المسيحيين) والعكس بالعكس، يمكن للمسيحي أن يؤمن بإلاه ما وينيظر الجنة لكنه يجد نفسه بعد موته في جحيم الاه المسلمين أو غيره.

وعلى العموم فأنا كملحد تعلمت دائما ألا أطرح سؤال خارج دائرة العلم المادي القابل للاختبار والبرهان والتقنين لأن هذا هوالخطأ الذي وقع فيه من عبد البرق أول مرة فلو لم يطرح سؤال "لماذا البرق؟" لما وضع له إلاه. لكن اليوم يمكننا أن نعرق ما هو البرق. لكن تعرفنا عليه فقط بفضل السؤال "كيف؟".

مع تحياتي