اقتباس:إذن أنت لا تريد حتى مجرد أن تطرح هذا السؤال على نفسك و تبحث عن اجابة منطقية له بحجة أنه ليس في العلم أسئلة من نوع لماذا !!!!؟؟؟

يا لها من حجة متهافتة و واهية جدا يا زميل فليس في العلم أسئلة محرمة من النوع الذي ذكرت .

المعذرة زميل thunder75 لكن ذلك لم يكن رأيي الشخصي بل رأي العلم. ولم أر طبيبا يسأل لماذا يضخ القلب الدم بل يسأل كيف يضخه أو مهندسا يسأل لماذا لا يمكن بناء عمارة بطول ألف متر بل يشرح كيف لا يكون ذلك ممكنا. ولا مبرمج كمبيوتر يسأل لماذا لم أستطع ايقاف الفيروس بل كيف تمكن الفيروس من اختراق مضاد الفيروس الخ.

و"لماذا؟" ليس سؤال محرم في العلم كما ذهبت أنت إلى ذلك بل هو فقط سؤال خاطئ. والسؤال الخاطئ يُوجد أجابات خاطئة. وسؤالك كما هو واضح من النوع الميتافيزيقي فلا يمكن علميا (أو حتى منطقيا) أن نجد علاقة ما بين "لماذا جسم الإنسان مبرمج على الموت ذاتيا" واثبات وجود إلاه كما كان هدفك. فلا يمكن ابدا تقديم تجرية ولا اختبار ولا يمكن وضع قانون لهذا فكل هذا يدخل في باب الايمان الشخصي ووجهة النظر الخاصة: إن كان ذلك مقنع لك شخصيا فيمكنك اعتباره حجة لوجود إلاه لكن سيكون الأمر مجرد إيمان شخصي فقط.

اقتباس:أنا لم أطلب منك الإيمان بالله و لكن هل تعتقد أن الجسم يتصرف بهذا الشكل الذي يدعو للحيرة لوحده و بدون أن توجد قوى خارجية برمجته على العمل بهذا الطريقة.

إذا كان هذا الأمر يحيرك فمن الأفضل أن يبقى سببا للحيرة بالنسبة لك من أن تنطلق في البحث عن اجابات خاطئة. لو انتظر الانسان لحظة وقوفه مدهوشا أمام البرق حتى يفهمه لما اضطر لجعله إلاه.

ولكن إذا أردت أن أسايرك في أسئلتك هذه فسأجيبك بسؤال من نفس سؤالك هذا: ولماذا تبرمجه تلك القوة الخارجية على الموت؟ طبعا الجواب موجود عندك بالتأكيد لكننا سنظل ندور في نفس الدائرة الميتافيزيقية المفرغة.

اقتباس:لماذا يبني نفسه من خليتين إلى كائن راقي ثم يقرر في وقت ما أن ينهي حياته.

لماذا قرر من اللحظة الأولى لتكونه أن وجوده يجب أن يكون مؤقتا في هذه الحياة

عندما تتوقف عن طرح سؤال لماذا كما سبق وشرحت لك فربما سنتفق معا على إجابة أرضية مشتركة نبدأ منها. لكن مادام عقلك يطرح الاسئلة التي لايجد لها جوابا ويفرض عليك بكل غرور منه إما أن تجد له الجواب أو أن تؤمن بإلاه أو دين أو عقيدة تجيب على كل أسئلته وحيرته فلن نتفق أبدا. قل لعقك أنه من الأفضل أن يكون سؤاله بدون جواب من أن يجد الجواب الخاطئ.

وكخلاصة عدم وجود جواب عن ظاهرة لا نفهمها لا يُجيز لنا أن نختلق (أو نصدق) إجابات فقط لأنها تشفي غليل حيرتنا.

مع تحياتي