{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية)
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #13
طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية)
الزميلين العزيزين،
في مداخلة سابقة لزميلنا العزيز ميراج، كنا قد أوضحنا تفصيلا لم كانت العالمانية تأبى إلا فصل الدين عن الحياة فقلنا في المداخلة 22 من طريق النهضة 6 (العالمانية: مقدمة تاريخية):
-----------------------------------------------------------
الصديق العزيز Mirage Guardian

اتفقنا في مقدمة البحث في النقطة الخامسة أن نتبنى منطق الإحساس كمنهج بحثي، وذلك أن منطق الإحساس يستند إلى الواقع فعلا، وليس كما نتمنى أن يكون.

وببحث واقع الدين بشكل عام، نجد أنه يأبى إلا أن يكون له شأن ما ابتداء في تسيير الحياة الفردية والمجتمعية.

ذلك أن الدين بذاته، إنما هو ثقافة بمفهومها العام، تعنى بسلوك المرء وكيفية تصوره للحياة.

في الديانة النصرانية، نجد أن بابوات روما في القرون الوسطى، قد اتخذوا من جملة وردت في إنجيل متى "18وَأَنَا أَيْضاً أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ صَخْرٌ. وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا! 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ: فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ، يَكُونُ قَدْ رُبِطَ فِي السَّمَاءِ؛ وَمَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ، يَكُونُ قَدْ حُلَّ فِي السَّمَاءِ!» 20ثُمَّ حَذَّرَ تَلاَمِيذَهُ مِنْ أَنْ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ الْمَسِيحُ."(متى:18-20)، فاستندوا إلى ذلك ليفرضوا نظرية السيفين، وأن سيف البابا أعلى من سيف الملك، وحصل ما نعرف جميعا من تحكم لرجال الكهنوت في المصائر السياسية للأوروبيين لقرون، وسواء أوافقهم باقي النصارى على ذلك أم خالفوهم، فإننا لا نستطيع أن ننكر أن من رأى هذا الرأي هم بطاركة وبابوات متمكنين في علم دينهم. وأما اليهودية، فمن استطلاع سفري العدد والتثنية، وشيء من الأسفار التي تليهما، نرى أن الديانة اليهودية تقيم أسلوب حياة خاص لليهود، وتطالبهم بالسير عليه وإلا تعرضوا لغضب الإله، وتجعل للكهنة أبناء لاوي سلطة قانونية تتعدى شؤون المذبح والطقوس. وبالنظر إلى الهندوسية، نجد أنها أقامت تراتبية إجتماعية معقدة، ودخلت في كل صغيرة وكبيرة في حياة الهندوسي، وجعلت طبقة البراهما متحكمة بمصير الطبقات الأخر، حتى أنها تأمر أحدهم أن يغتال المهاتما غاندي وهو من هو فيلبي دون تردد. وأما الإسلام، فليس بخاف على أحد أن الإسلام منذ رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليوم وهو إما آخذ برقبة الحياة العامة السياسية وغير السياسية، وإما أنه يصارع ليأخذها، هذا واقع الأديان، وبغض النظر عن صحة تصورات من يتبنى ذاك الرأي، إلا أن ما يعنينا أن من يرى بسيطرة الدين على الحياة يستند في رأيه إلى نصوص من ذات الدين، دون الخوض في تأويل ذات النصوص.

الحاصل أن العالمانية ترفض ابتداء لأي سيطرة تستند إلى ماوراء الطبيعة على السلوك الإنساني الفردي الظاهر أو المجتمعي، وهي ترفض بمعنى أنها تمنع، أو ترفض بمعني أنها لا تمنع وإنما تحول بين هذا النهج وبين التعدي إلى فرضه على سلوك أناس آخرين.

وهي تتخالف مع الدين في أنها تقيم الاعتبار للحرية الشخصية في السلوك الفردي ما لم يخالف القانون، وليس للدين، بمعنى أن المرء إذا قام بعملية جنسية خارج إطار الزواج، وكان قانون الدولة يسمح بذلك، فليس لي أن أعترض عليه ولا أن أشكوه بحجة أن الإسلام يحرم ذلك، أو أن النصرانية ترفضه.
وتتخالف العالمانية مع تدخل الدين في الحياة العامة، السياسية منها وغير السياسية، وتجعل تسيير هذه الحياة وفق ما يريده العالم وليس وفق ما يريده الإله. وتعتبر تدخل الدين في هذا المجال إنما هو تدخل غير مشروع يجب منعه.
فلا تسمح العالمانية بوجود سلطة كهنوت تسيطر على تعيين الملوك أو الرؤساء أو رؤساء الوزارة، أو تجمع الجموع لحروب ذات صبغة دينية كما كان الحال عند بعض النصارى في القرون الوسطى. ولا تسمح العالمانية بوجود نظام حكم يستند إلى القرآن والسنة فيما سمي نظام الخلافة لدى بعض المسلمين، أو وجود إمام معصوم يستمد شرعيته من القرآن والسنة كما هو الحال عند بعض آخر. وهكذا دواليك.
وقولنا أن العالمانية تنظم العلاقة صحيح، فهي تنظم العلاقة وفق مفهومها هي وتصورها هي عن الحياة، وهي لا تستأصل الدين، من باب الحرية الشخصية لا أكثر، إلا أنها لا تعبأ بقليل أو كثير مما يطلبه الدين من المؤمنين به فيما يتعلق بسلوكهم.
وهذا كله يسمى فصل، فالعالمانية لا تعتبر الدين أفيون شعوب، وهي لم تحسم الأمر معه باعتباره هرطقة بشرية في عصر مظلم كما اعتبرت شقيقتها الصغرى اللدود الشيوعية، ولا جعلته الضابط المتحكم في حياة البشر الخاصة والعامة، بل جعلته شأنا شخصيا، واعتبرت أنه من الخطأ تحكيم الدين في الحياة العامة. وحافظت عله حيا في شكل طقوس في دور العبادة لا تخرج منه.

أما تصورنا أن للدين مؤسسات خاصة بشؤونه ينبغي أن تعنى به ولا تنصرف إلى ما سواه في الحياة العامة، فهذا لا ينسحب على كافة الديانات. إذ أننا نجد دينا لا كهنوت فيه، ونجد آخر لا ينضبط إلا بكهنوت، هذه من الشؤون الداخلية للدين والتي لا تتدخل فيها العالمانية. إلا أن وجود المؤسسات من عدمه لا شأن له بتدخل الدين في الدنيا، ذلك ينبع من نفس طبيعة الدين.

وختاما صديقي العزيز، فإن جل الخلاف الذي بيننا إنما هو لفظي، وسواء أقلنا فصل أو تنظيم، فلن يغير ذلك من المفهوم، وكلاهما يعبران عنه، وإن كنا نرى أن فصل كلمة أدق، لأن العالمانية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدين، سواء أكان ذلك بوجود أو بغياب الكهنوت.
-----------------------------------------------------------
05-22-2005, 06:52 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - بواسطة خالد - 05-22-2005, 06:52 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الطريق الوحيد للسلام مع اليهود ...... طريق ميكو بيليد فلسطيني كنعاني 18 1,856 06-18-2014, 05:42 AM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  لماذا الديمقراطية أولاً ؟ فارس اللواء 0 457 03-24-2014, 12:16 AM
آخر رد: فارس اللواء
  عناوين مثقلة بالمعان الانسانية تستخدم اليوم ضد الانسانية مثل الديمقراطية والحرية وحقو نوئيل عيسى 0 519 10-05-2013, 10:30 PM
آخر رد: نوئيل عيسى
  الديمقراطية وعوائقها في العالم العربي الكندي 11 2,274 05-26-2012, 03:10 AM
آخر رد: الكندي
  إضحك على مهزلة التطبيق العملي ل الديمقراطية في العالم مؤمن مصلح 3 1,192 04-23-2012, 08:22 AM
آخر رد: مؤمن مصلح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS