صاحبة السمو الملكي عبير تتحدى ابنة السما ء ونسمه هل يقبلن التحدي ياترى؟؟
الزميل الكريم , ziohausam
تحية لك (f)
أعود و أكرر للمرة الأخيرة , ما هي مرجعيتكم ؟ حقوق الإنسان و حقوق المرأة و التعايش تبعاً للمبادئ و الأخلاق الإنسانية التي لا تعلو فيها الأديان على قيمة الإنسان , أم حقوق الآلهة البائدة التي تسكن في المخطوطات القديمة و الحكايات الشعبية ؟ جدياً عندما أعتقد جازمة بأن الإنسان وحده هو الذي لديه الحق في أن يقرر بنفسه طريق حياته بما يتناسب مع إحتياجاته و تطلعاته , بينما يعتقد غيري بأن الديانات ( و التي يعتبرها كل من لا يؤمن بها مجرد أساطير و خرافات ) , و مومياء شيخ القبيلة , هما اللذان لهما حق تقرير مصير الإنسان و طريقه , عندها لا يصعب إكتشاف بأننا لا نتحدث بلغة مشتركة تُمكننا من مواصلة حوار كهذا , لأنه سيتحول إلى جدال بيزنطي , لذلك على الأغلب ستكون هذه مداخلتي الأخيرة في هذا الشريط , خصوصاً أن صاحبة السمو التي تفضلَت بإفتتاح هذا الموضوع و قامت بدعوتنا و بأسماءنا الكريمة , و بعد أن لبيّنا الدعوة , وجدنا رداً لا يتفق مع " ظهورها " الثاني الذي لم يكن على قدر عنوان الموضوع الرّنان !
-------
وسءال أخير عزيزتي... وأنت تعيشين في الدانيمارك منذ 13 عاما.. هذا المجتمع الحر الذي فرض عليك الحرية
------
لا أعلم من أين أتيتَ بهذا المفهوم الجديد ! أستطيع أن أفهم بأن العبودية يتم فرضها على الشعوب , و لكن كيف يتم فرض الحرية على الشعوب ؟! ألم أقل لك بأننا نتحدث لغتين مختلفتين ؟ ببساطة لا يمكن فرض الحرية على أحد , و لا يستطيع أحد أن يجبرك على ممارسة حقوقك الإنسانية المشروعة , لأن إختيارك عدم ممارستها هو حرية في حد ذاتها و لا يحق لأحد إنتهاكها . عندما يكون هناك مساواة كاملة في الحقوق و الواجبات لكل أبناء الوطن دون تمييز عرقي أو جندري أو ديني , فهذا لا يُعتبر إنتهاكاً لحرية أحد سوى لأتباع حزب " الدين للآلهة و الوطن للآلهة و لا مكان بيننا لمن ليس من جند الآلهة " , و العقدة الطوباوية الظلامية هذه لم يُفلح قرننا الحادي و العشرين في مساعدتهم على التخلص منها .
------
ترى ما هي حقوقك الانسانية والنسوية التي تتمتعين بها دون بنات المسلمات السعوديات ؟؟؟
------
و ما هي الحقوق التي تتمتع بها المرأة السعودية أساساً ؟! رجاءً تفضل بمراجعة ردي الكامل على الزميلة صاحبة السمو و تعرّف بنفسك على حقوق المرأة السعودية و بالروابط , أما إذا كنتَ تعتقد فعلاً بأن المرأة السعودية قد حصَلت على الحقوق التي حصلت عليها المرأة في الغرب , فأتمنى منك أن تخفض صوتك حتى لا تبدأ النساء في الدنمارك بالهجرة و بغزارة إلى العالم الجديد ( واحة آل سعود الحُرّة ) .
------
هل أنت حرة في أن تتركي كل ما تفعلين الآن ؟؟ هل لديك الحرية الكافية إذا لم تكوني متزوجة.. أن تجلسي في بيتك والدكأو أخيكي ليتكفل بك بدون خجل أو عيب أو ازدرداء ؟؟ هل لديك هذا النوع من الحرية؟؟
------
نعم أنا حُرّة و أتنفس حريتي , كما أشعر بالسعادة و الأمان حتى لو رفضت عقلولكم ( المُبرمجة مُسبقاً على وضعية معينة للمرأة ) تصديق ذلك , و أشعر بالشفقة على الفتاة التي يتم مسخ شخصيتها تماماً , ثم القيام ببيعها لتكون في نهاية المطاف جارية للخدمة في الصباح و للمتعة في الليل و ذلك بإسم الشعور المزيّف بالأمان الذي هو في الواقع ليس أكثر من سجن كبير يقوم ذكور المشرق بتبريره بشكل أسطوري ديني أو تقاليدي قروسطي ؟ و قد ذكرتُ في مناسبة سابقة بأنه لا معنى للحياة دون السعي لتحقيق طموحاتنا و ذواتنا الحقيقة , و دون العمل في المجال الذي نختاره و نعشقه فيُظهر قدراتنا , و دون الحبيب الذي يسكن قلوبنا و فراشنا , و دون الصداقات التي نعتز بها , و دون الهوايات و الإهتمامات التي تُرضي جنوننا , و دون القضايا التي تستثير إنسانيتنا و نكرّس لها من أوقاتنا , دون كل هذه الأمور مُجتمعة سأعتبر بأنه قد تم طردي من الفردوس الحقيقية للإنسان , و يصبح الموت بكرامة هو البديل المنطقي لعدم توفر هذه الامور . لكن عندما تضع لي جملة مماثلة لـ " تجلس في بيتها " , لا يُفهم منها سوى أن تجلس كعاطلة عن العمل طموحاتها و أحلامها تنحصر في ماذا ستأكل اليوم و متى ستنام و في أفضل الأحوال متى سوف يأتي فارسها الأبيض على جواده الأبيض ؟! يا عزيزي قد تكون سعودياً أو تنتمي للسعودية مذهبياً , لكن محاولتكم للترويج بأن النموذج النمطي للمرأة السعودية هو النموذج الصالح لنساء العالم لا أرى حظاً له في النجاح سوى بين الذين تأثروا بالنسخة الإسلامية الوهابية , لأنه من المؤكد أن العالم مليئ بنساء مسلمات من دول إسلامية أخرى و مذاهب إسلامية أخرى لا يقبلن بهذا النموذج الكهفي الغابر ! و إذا كان لا خيار آخر للعاشقين المتيمين للتعرف على الحب و الغرام و العشق و الهيام إلاّ بعد القيام بالطقوس الدينية تحت رعاية الآلهة و رجال الدين و أبناء شيخ القبيلة و التمتمات و الطلاسم و الأدعية و النذور و القبول , فلهما ذلك , إلاّ أنه ليس الجميع يحتاج إلى هذه الطقوس أو يؤمن بها .
------
ما لا تعرفينه.. أن المرأة المسلمة.. لديها النوعان.. أما أنت.. فليس لديك شيئا.. اطلاقا.. خرجت من طور المرأة.. لطور آخر بعيدا كل البعد عن الأنوثة ورقة المشاعر والطباع.. ودخلت في طور آخر .. القوة والكفاح والخشونة .. الانغماس في الحياة مما يؤدي إلى جفاف العواطف والأحاسيس.... لذلك نجد دوما أن الحياة الزوجية عند الغرب نادرا ما تستمر فوق ال 5 سنين بين الشباب الحالي.. فالمرأة عندهم خرجت من الطور الأنثوي.. للطور الرجولي. ونسيت دورها الرئيسي في الحياة.. وهي أن تكون روحا طاهرة.
------
بإمكانك أن تحاول إقناع نفسك بما تشاء , لكن عملي لم يؤثر سلباً على أنوثتي أو جمالي أو رشاقتي , بالعكس عملي له الكثير من التأثيرات الإيجابية علي لأنني ناجحة به و أحبه كثيراً و لدي طموحات عالية بشأنه , و إذا كانت جميع النساء اللواتي يعملن في شركتك " الأمريكية " إما قبيحات أو يفتقرن للرقة و الأنوثة , فهذا لا يعني بالضرورة أن كل النساء العاملات في جميع الشركات العالمية كذلك , أما إذا كان لديك أدلة على أن عمل المرأة يتسبب في تدّمير جمالها , و إزالة أنوثتها , فالرجاء تقديم الروابط " العلمية " على ذلك , كما و أنصحك بالخروج أكثر و التعرف على نساء جميلات :) , أما عواطفي و أحاسيسي الأنثوية فإظهارها أو حجبها له علاقة بالـ Mood و الشخص الذي أنا بصحبته , و ليس بعملي . و لم أفهم ما شأن قصر عمر الزواج أو العلاقات العاطفية بعمل المرأة ! في رأيي الشخصي ليس مهماً على الإطلاق كم دام أمد العلاقة العاطفية بين الرجل و المرأة سواء كان شهراً واحداً أو عشرة أعوام , عندما يذهب الحب فهو يذهب , و عندما تنتهي العلاقة فهي تنتهي , و محاولة كسب الوقت اليائسة أو إستجداء العواطف ليس مفيداً , و على الطرفان أن يتمتعا بالشجاعة و المسؤولية ( أو أحدهما على الأقل ) للإعتراف لبعضهما بهذه الحقيقة عندما يصلان إلى طريق مسدود , فذلك خير لهما من أن يعتقد أحدهما بأن الآخر يقاسمه السعادة بينما هو في قمة التعاسة , و ليذهب كل منهما في طريقه و يبحث عن حبيب آخر يقع في غرامه .
-------
أكثر من ينال التقدير هنا هو بنت مسلمة ترتدي خمارا ( ليس نقابا ) تتعامل بكل حب وحنان مع الاناث.. وبكل أدب واحترام مع الذكور بعيدا عن أية نوعية نوعيات الكلام خارج نطاق العمل..
------
يا عزيزي و ما شأننا بخمارها و بنقابها ؟ و صاحبة السمو صَرّحت بنفسها بأنه لا يوجد نساء سعوديات يعملن في شركات بشكل مختلط مع الرجال , فما علاقة ذات الخمار التي تعمل بين الرجال و تتعامل بحب و حنان مع الإناث بهذا الموضوع ككل ؟! و قد جزَمت لنا سابقاً بأن المرأة التي تنزل إلى سوق العمل تفقد جمالها و أنوثتها , فهل هذا ينطبق أيضاً على النساء المسلمات و تحديداً ذوات الخمار ؟ أم أن هناك فئة من النساء اللواتي يملكن " إكسير " الجمال و الأنوثة - بالرغم من عملهنّ - و لا تنطبق عليهن فرضياتك السابقة ؟
-------
الاحترم لا علاقة له بالحرية.. وما تعنيه أنت وأمثالك عزيزتي.. هو عدم الاحترام.. وليس عدم الحرية
------
الإحترام لديكم هو الإيمان بقصص دينية نقلها لكم أجدادكم عن أجدادهم الأوائل عن آلهة تعطيكم قائمة بالأوامر و النواهي فيتم إخضاع المرأة بإسم هذه التعاليم , الإحترام لديكم هو الإيمان بتقاليد نقلها بعض المُعاصرين المَتحفيين عن إنسان الكهوف و الأدغال فيتم إخضاع المرأة بإسم هذه العادات , الإحترام لديكم هو كل امرأة خاضعة , ممسوخة الشخصية , تقول لكم " يا سي السيّد " و " يا تاج رأسي " , و كلما خضَعَت أكثر , و استسلمت أكثر , و صمتت عن إضطهادها أكثر , و تنازلت عن حقوقها أكثر , كلما ارتفع رصيدها من الإحترام لديكم أكثر , و جدير بالذكر بأن هذا " النوع " من الإحترام لا يعني شيئاً لدى المرأة المتحررة التي لا يوجد وصاية من أي نوع على عقلها و لا جسدها , لأن إحترامها لذاتها هو في تمسكها بأخلاقها الإنسانية , سنعيش أحراراً و سنموت أحراراً فلسنا من سبايا الحروب .
ليس هناك ما أضيفه , و الإختلاف لا يفسد للود قضية .
تحياتي لك :97:
|