السلام عليكم

نيومان، سأجيبك على تساؤلاتك حسب دراستي الشخصية، وقد قال الله تعالى في القران بعد ان توعد محرفي كتبه الأولى بجهنم و بأس المصير أنه أنزل القران على سيدنا محمد ليصلح ما أفسده المحرفون:

وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون

نبدأ بالسؤال الأول :

(فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) (طـه:117)

هل كانت خطة الله لآدم وزوجه الشقاء خارج الجنة ؟؟؟

خطة الله هي جعل ادم و ذريته في الأرض خلفاء يقومون بخدمتها بأنفسهم عوض أن يجدوا كل شيء جاهز، ثم يبعث الله كل مرة نبي لقومه حتى يعلم البشر عبادة ربهم و عمل الصالحات ثم رسول معه قوانين مكتوبة من الله، و كلهم يأمرون بعبادة الله وحده و بعدم إتباع الشيطان الذي أخرج أبونا ادم من الجنة (ليست جنة الخلد و إنما جنة بمعنى كل شيء جاهز و لا يشقى أحد ليأكل و يشرب) وهي قصة للعبرة لكي لا يغوينا الشيطان و ان أغوانا نطلب المغفرة و التوبة من خالقنا وهو يقبل منا لا أكثر و لا أقل و الدليل هو حب الله لأول شخص خلقه و غفرانه له و اصطفائه له وهو الإنسان الوحيد الذي أسجد الله له الملائكة سجود تكريم، إليك بعض الآيات:

إن الله اصطفى ادم ونوحا وآل إبراهيم وال عمران على العالمين – آل عمران
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ – سورة البقرة

السؤال الثاني :

فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (طـه:121)

هل نفهم من هذا ( وبدون تفاسير ) ان الله خلق الانسان ليكون في الجنة ( بدون شقاء ) ام يكون خارجها ( بشقاء) واذا كان الحال كذلك ، فلماذا ( اهبطهم الله ) من الجنة بعد عصيان آدم ، اليس هذا معناه عقاب واضح وصريح ؟؟؟


الله خلق الإنسان ليكون خليفة في الأرض و يقوم بخدمتها بنفسه، و إن كان يريد الإنسان في جنة الخلد لما جعلنا مخيرين و لجعلنا مسيرين بحيث لا نعرف معنى الشر و لا معنى العصيان و لما اختبر الإنسان بالشيطان، واضحة جدا خطة الله في القران خاصة مع غفرانه لسيدنا ادم، وقد قال عند نزول ادم و حواء للأرض أنه سيبعث لنا بهداه فمن اتبعه فلا خوف عليه و الهدى هنا يقصد بها أنبيائه و رسله و كتبه..

لهذا بالنسبة لي لا أسميه عقاب، فأنا ان أردت جنة الخلد، ما علي الا أن أحب الله و أعمل الصالحات، و ان أردت أن أعصي و أسمع اغراءات الشيطان فيجب أن أكون مستعدة لعقاب الله لأنه أعطاني العقل لأفكر به و أعطاني الفرص لأعرف الحقيقة و أنا عصيت.

و مسألة الموت عندنا لا علاقة لها بعقاب الله لأدم و إنما خلقه الله كجميع مخلوقاته وهو إحدى آياته حتى نعلم أن العمر محدود فنعمل فيه الصالحات لنفوز بالخلود في الآخرة :

اية من سورة الملك :

تبارك الذى بيده الملك و هو على كل شى‏ء قدير،الذى خلق‏الموت و الحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا

شكرا نيومان
CIAO