نطق شعبورجينى آخر جُملة فى توتر شديد
شحرور (فى ذهول):مُستحيل أكيد فى حاجة غلط! استنى اسأل الراجل
وأخذ السبراى من يد شعبورجينى وذهب لأحد العاملين بالمحل
وسأله
العامل:لا لا ازاى بس؟ ورينى كدة...وأخذ الزجاجة وهو يتفحصها ثُم قال بغير اكتراث: آه آه عبرى..عادى بقى يا باشا سلام بقى وصلى على النبى!
شحرور:عليه الصلاة والسلام...عادى ايه؟؟؟ يعنى هى مصنوعة فين؟
العامل (بسخرية) :فى اسرائيل طبعاً
شحرور (فى غضب):وانت شايف أن ده عادى يعنى؟
العامل:يا باشا فى اتفاقية بينا وبينهم بعدين أنا مليش دعوة انا مش صاحب المحل
شحرور (بصرامة)
ناديلى المُدير لو سمحت
العامل (وقد أحس أن شحرور مش هيسكت):تحت أمرك يا أفندم لحظة واحدة
ثُم ذهب شحرور لشعبورجينى وقال له: بُص انا طلبت أكلم المُدير..وشكل اليوم كدة مش هيعدى على خير..مهما حصل خليك فى المنطقة كانك متعرفنيش ولو لقيتها بهوقت اعمل اى حاجة!
شعبورجينى : يبنى انا ايه الى جابنى معاك بس..خلاص متخافش ربنا يُستر!
شحرور: ده العشم برضه حُبى..اتقل بقى عشان الراجل جاى.
وأتى العامل وخلفه المُدير يلبس قميص ورابطة عنق انيقة عليها شعار المحل
وقال مُبتسناً
شحرور:الأمر لله حضرتك..أنا بس كان عندى سؤال لو عند حضرتك وقت
المُدير (بنفس الابتسامة المُستفزة!):
شحرور:انتو عندكم مُنتجات اسرائيلية فى المحل؟
المدير (باستنكار):لا يا أفندم ازاى؟؟!
شحرور:أمال ايه ده؟؟
وناول السبراى للمُدير فالتقطه وأخذ يتفحصه باهتمام ثُم قال:
آه معلهش حضرتك افتكرت..ده مُنتج مفيش منه فى العالم كُله ومحتاجينه فى السوق المصرى وكمان أكيد حضرتك تسمع عن الاتفاقية الموجودة دلوقت!
شحرور
المُدير (وقد بدأ القلق يرتسم على وجهه):لا يا أفندم مش قصدى بس دى سياسة محل واحنا شركة كبيرة والقرار مش فى ايدى
شحرور:بس حضرتك مسئول عن المحل ده صح ولا غلط؟
المُدير:صح يا أفندم
شحرور:وكان عادى بالنسبالك أنك تشرف على عرض منتجات اسرائيلية فى المحل؟ محسيتش أن قلبك بيوجعك وانت بتحط ايدك فى ايد الى قتلوا اخواتك فى فلسطين؟ الى سرقوا أرضك وقتلوا اخواتك؟
المُدير:يا أفندم قُلت لحضرتك مش مسئوليتى ايه الى يتعرض من ايه الى ميتعرضش
أنا موظف مش أكتر
شحرور:
المُدير:صاحب المحل بس هو مش فى مصر دلوقت
شحرور:وأكلم مين أما احب اخاطب بيتا ماركت؟؟
نطق شحرور آخر جُملة بصوت كهزيم الرعد وتكهرب الموقف وبدأ رواد المحل فى التجمهر
انتحى شعبورجينى بشحرور جانباً وقال له وهو يكتم ضحكاته
:ولا فوق انت مش كتبغا هتحتل مصر فى ايه.. روق هتودينا فى داهية!
شحرور :ابعد انت لو خايف..انت لسة شُفت حاجة!
ثُم توجه مرة اُخرى للمدير وقال له وقد تجمع بالفعل عدد من رواد المحل:بُص أنا مش منقول من هنا لغاية ما تجيبلى حد أتكلم معاه...وانت حُر...
أخذ المُدير ينظر لرواد المحل فى قلق ثُم قال لشحرور:يا أفندم هنوصل كلامك للإدارة بس لو سمحت تتفضل دلوقت وحضرتك شرفت المحل
شحرور:لا انا قاعد شوية واتفضل خُد وقتك وبلغ الى انت عاوزه..انا مستنيك
وبدأت الهمهمات والناس يتسائلون عن سبب المُشكلة وشحرور يشرح لهم ويريهم السبراى فى يده والناس تُصدم وتغضب وزاد الموقف اشتعالاًل الى أن حاول أحد العاملين الدفاع عن وجود منتجات اسرائيلية فى المحل وجادله
شحرور حتى قال له فى غضب
ترددت الكلمة من فم شحرور ورنت فى أُذن كُل الحاضرين وقد شعر شحرور أنه لم يعد وحيداً فأخذ يتحدث كأنه الزعيم !
![[صورة: marsa171.gif]](http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/marsa171.gif)
بصوت عالى لكل رواد المحل!
وكما هو متوقع بدأ الناس يُبرون عن استيائهم مما زاد شحرور إصراراً فى عدم التحرك من المحل حتى يتم رفع كُل المنتجات الاسرائيلية من المحل!
أتى المدير لشحرور مرة أخرى وقال له فى تهديد:يا أفندم حضرتك هتعمل لنفسك مُشكلة انت مش قدها..اتفضل معايا لو سمحت فى المكتب جوا وهنحل سوء التفاهم الى حاصل
شحرور :لا معلش مفيش تفاهم..دم محمد الدرة وإيمان حجو مش هنبيعه بسبراى عشان انتو تنبسطو أنا موجود لغاية ما تشوفلى حد مسئول اكلمه أو تنضفوا المحل بتاعكم !
بالنسبة للمشاكل انت اللى هتودى نفسك فى داهية مش أنا أعمل اللى انت عاوزه أنا قُلتلك الى عندى
أحمر وجه المُدير وكاد ينفجر من الغيظ وهو يرى رواد المحل يساندون شحرور وينتقدون المحل انتقادات لاذعة ثُم
انتحى شعبورجينى بشحرور مرة أُخرى وقال له:ولا أنا عاوز أروح بيتنا سليم النهاردة
شحرور:ركز يبنى انت مش شايف الناس معايا ازاى...دى لسة هتروق وتحلى!وبعدين خلاص الموضوع خرج من ايدى! ثُم عاد شحرور وأخذ يُناقش زبائن المحل فى خطورة التعاون التُجارى مع اسرائيل وكيف انه خيانة للإسلام وللعروبة.والناس معظمهم موافقين على كلام شحرور والمعترض لا يفتح فمه!
وشحرور كُل شوية تأخذه الحماسة ويرتفع صوته أكثر خصوصاً وهو يقول كلام من نوع:الى يبيع دم اخواته بقرش زيادة خاين ميستاهلش يعيش
كان شحرور يتحدث وسط رواد المحل كأنه قائد أو زعيم وقد فتح الله عليه وأخذ يسرد أسباب المقاطعة وكيف انها ولاء لله ورسوله
كأنه كان يقول خُطبة حماسية باهرة عن الولاء للإُسلام وللعروبة
والناس كأن على رئوسهم الطير توقفوا عن الاعتراض وانصتوا كُلهم لشحرور
حتى عُمال المحل توقفوا عن تفريق الناس وأنصتوا لشحرور ونبرة صوته تزيد قوة وحماس.
وفجأة...
شعر شحرور بأيدى قوية تكبل ذراعيه من الخلف فنفض يديه فى عُنف والتفت فرأى رجلين فى ملابس شرطه
![[صورة: marsa87.gif]](http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/marsa87.gif)
يحالولان القبض عليه!
صرخ شحرور فى وجوههم
......سيبوه سيبوه محدش يقرب منه
التفت شحرور إلى مصدر الصوت فرأى أمامه ضابط شرطة فى الثلاثينات من العُمر أمامه وفى يده جهاز لاسلكى....(أوبززززززززززززززز)
قالها شعبورجينى بصوت خفيض وهو ينسحب فى خفة النمر من جانب شحاريرو الغلبان!
ثُم قال الضابط فى حزم مُحدثاً لشحرور: وتطلع مين بقى حضرتك
قال شحرور فى عزة:
الضابط (فى سُخرية): طيب معلهش يا شحرور بيه اتفضل معانا
شحرور: واتفضل معاك ليه
سكت الضابط قليلاً ثُم اقترب من شحرور وقال فى ود: تعالى هنتكلم شوية وهنسيبك تروح على طول
نظر شحرور حوله فرأى نظرات الشفقة فى أعين زبائن المحل فأحس بخطورة الموقف
فقال للضابط:طب اتفضل حضرتك
وتأبط ذراع الضابط وخرج معه!
و.....أدعو لشحرور!