الزميل عدنان،

بادئ ذي بدء فرقت بين المسلمين بأسماء هم سموها لأنفسهم، لم تنزل في كتاب الله ولم تثبت بوجه قطعي على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أسألك آلله أمرك بهذا أم على الله تتقول الأمور؟

هل أمر الله المسلمين بنص قطعي أن يكونوا شيعة؟ إن كان قد أمرهم بهذا فقد كفر من لم يكن.
أما والحال أنه لم يصنع، وأن الإمام علي بن أبي طالب عليه سلام الله قد قبل الاجتهاد المخالف وقت أن تولى الأمر، رغم أن هذا الاجتهاد المحالف قد كفره واستحل دمه. وأعني هنا الخوارج، فقد قال لهم عندما حكموا في مسجد الكوفة: لكم علينا أن لا نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم الفيء ما قاتلتم معنا....
ولم يستحل الإمام عليه سلام الله قتالهم إلا حين استحلوا دم عبدالله بن خباب وزوجته، على أنه قد استحل فقط دماء من شارك بالرأي أو دافع عن القتل بنفسه لا برأيه.
أما إن بات المختار الثقفي كذاب بني ثقيف، من هم بقتل محمد بن الحنفية عليه السلام، إماما لديك يقتدى به، فاهنأ بإمامك إذن، ولا تنتسب إلا علي أو الحسن أو الحسين.
تريد مختارا، ونريد محمدا وعليا.
ثم أنت تعلم أن الله قد حرم عليك شرب الوسكي، ثم تأتي لتحرم على المسلمين أن يكونوا على خلاقك، بل وتصمهم كلهم بأنهم على شاكلة الزرقاوي أو ابن لادن لمجرد خلافهم معك بالرأي.
وما عليهم أن يكون على شاكلتهما بالرأي؟ وما شأنك أنت؟ لا يحل لك دم المسلم وإن كان رايه مخالفا، طبعا لم نتحدث عن مسبتيحي دماء المسلمين بالفعل لا بالقول.
تزعم أنك شيعي، ومنطلقك من هنا. والشيعي يلتزم بأقوال الأئمة، وليس بأقوال المختار الثقفي مدعي النبوة.

ثم فلنفرض جدلا أنك على حق، وأن السنة هم نواصب دمهم حلال، ولنفرح بقتلهم وتخليص العالم من شرورهم. فهل إذا أرسل الله إليك ما تحبه تبارزه بالمعاصي من قبيل شرب أم الخبائث؟

أما إن كانت الشيعة أو التشيع قومية تضم فيها من ولد فيها، وتجعل الآخرين عشائر أخر يجب مقاتلتها على الكلأ والماء، فهذا لعمري ليس من دين الله في شيء، ولتفتش له عن أسماء أخرى موغلة في الجاهلية، مثل البسوس أو داحس والغبراء.

أما عن المقاومة في العراق، فلقد علمنا أن العراق لا دولة فيه، ولقد عمنا مكر أمريكا ومن تبعها، ولقد علمنا أنه لا يبعد عن أمريكا أن تجيش من البلهاء أو المأجورين من يفجر بين المسلمين حتى يجدوا لمثلك مقاما يتكلم فيه داعيا إلى التحريش بين الناس.
ولقد علمنا أيضا أن هناك جهاد دفع لا شأن له بالجرائم التي حدثت وأنه يقاتل أمريكا لأن قتالها على من كان هناك واجب إن استطاع.
قد علمنا أن الحابل والنابل قد اهتلط في العراق، وأنه ليس هناك سلطة حقيقية مسؤولة عن كل شيء حتى تحاسب عما يجري.
في العراق هناك جهاد وفتنة وحرابة وعمالة.
من الناس من يفجر في أمريكا ابتغاء وجه الله،
ومنهم من يقاتل لسلب الناس أموالها وأعراضها، من قاطعي طرق،
ومنهم من يقاتل ليثير الفتنة بين المسلمين حتى تجد أمريكا ومن تبعها من عربها مبررا لبقائها ولقتل باقي المسلمين بحجة دم من قتل من الفريق الأول،
ومنهم ومنهم.....
فتأتينا يا زميل، واضعا البيض كلهم في سلة امريكا، زاعما أن الذنب كله على السنة لأنهم سنة، مثيرا فتنة لا يعلم مداها إلا الله، ولن يخسر فيها إلا مثيرها!
أتظن أن أمريكا دائمة؟ وماذا تصنع لو أن غدا أتى أمر الله على أمريكا كما أتى على أمثالها من قبل بعد أن استعديتها على جارك لأنه سني؟ أو تأمن أن جارك هذا لن يستعدي عليك قبيله فتعود فتنة بين القبائل؟

قد خلطت كثيرا يا زميل، خلطت بين القديم والحديث، ووضعت دم الحسين على من لم يشارك فيه، ودم علي على من هو بريء منه، بغير برهان من الله أتاك، ولا إذن من الإمام قد أعطاك.

وأخيرا وليس آخرا، فإن ولي دم علي والحسين هو حي كما تقول وإن كان مختفيا، وهو أولى منك ومن أمريكا أن يأخذ بدم الحسين من قاتليه، ولم يوكل أحدا بذلك بعد الغيبة الكبرى له.