الزميل الأخ القائد:
اقتباس:البنوك الاسلامية حققت أكثر أرباحا من أي مؤسسات أخ
لا أشك في كلامك هذا لكني أتساءل هنا:
ما هي القوانين التي تسير تلك البنوك؟
أيست خاضعة هي الأخرى لقوانين (محلية ودولية) تتوجب عليها احترامها؟
فهل تلك القوانين اسلامية أو تحدث عنها الاسلام أم انها قوانين وضعية من وضع البشر؟
أعتقد أنه لم يكن هناك بنوك في القرن 7 ميلادي.
فالبنوك الاسلامية تسير وفق قوانين اقتصادية لكن أن تكون اسلامية أن تتعامل وفق الدين والاخلاق الاسلامية لا يعفيها من أن تكون خاضعة لقوانين علم الاقتصاد الغير اسلامية في اساسها (على أساس أنها لا تراعي إلا الجانب الاقتصادي المادي لا الاخلاقي)
ومن جهة أخرى فربح المؤسسات والبنوك الاسلامية ليس حجة للاسلام لان هناك مؤسسات وبنوك يهودية ومسيحية (اذا اردت أن نتحدث لغة دينية) تحقق ارباحا أعلى بالتأكيد.
اقتباس:على العموم نرجع فنقول انه حينما كان يحكم بشرع الله فانه كان يطاف بالصدقة فلا تجد من ياخذها
هل تعتقد حقا أن ما حدث في فترة زمنية بعيدة في مكان محدد ينطبق على الاقتصاد العالمي الحالي وفي كل مكان؟
أنا لا أعتقد ذلك: يمكن لشرع الله أن يضمن الجنة للناس لكن ليس تسيير سليما للاقتصاد لأنه كما قلت لا يتم ضمان الجانب الاقتصادي من حباة الناس عبر النية الطيبة والاخلاق والضمير. ربما لانه لا يمكن وجودها وضمان وجودها في كل الناس لكن ايضا لان الاقتصاد كعلم يجب ان يوضع بعيدا عن تلك الجوانب المعنوية من حياة الناس.
اقتباس:والاقتصاد في الاسلام ليس منفصلا عن سائر الامور الاخرى بل هو مرتبط با
أنا في الحقيقة لاأزال غير موافق على عبارة "اقتصاد اسلامي". ففي فترة ظهور وتأسيس العقيدة الاسلامية لم يكن هناك اقتصاد من أصله بل كان هناك فقط معاملات ومبادلات تجارية بسيطة وبدائية لم تكن تستحق وجود قوانين اقتصادية كما نعرفها اليوم. ولا اظن أن الاسلام تحدث عن أمور ستقع في المستقبل بخصوص النشاط الاقتصادي للانسانية.
كل ما في الامر أن الاسلام وضع بعض القوانين الاخلاقية التي عندما طبقها المسلمون في فترة ما وفي بقعة جغرافية محددة (لان اتساع الرقعة الجغرافية وتوسع العمران يساهم في تعقد النشاط الاقتصادي ويستوجب وضع قوانين اكثر تفصيلا) تمكنوا من تحقيق مجتمع مكتف اقتصاديا.
لكن ذلك تم بفضل الاخلاق والدين والوازع من الضمير الشخصي وليس لان هناك نظام اقتصادي اسلامي او نظرية اقتصادية حقيقية.
اعتقد ان حكاية النظام الاقتصادي الاسلامي هذه برزت حديثا (ربما لا تتجاوز بضع عقود) لتسد الفراغ الذي أحس به المسلمون بين النظريات الاقتصادية (من الراسمالية الى الاشتراكية) فأرادوا تأسيس نظريتهم الخاصة بهم. وشخصيا اسمع كثيرا مقالات وعناوين من قبيل "الاسلام لا راسمالية ولا اشتراكية"، الخ. مما يدل حسب اعتقادي ان الامر لا يتجاوز الرغبة في ابراز الذات وابراز الاختلاف عن الاخر لا غير.