لا اري ثمة نقيض بين العروبة والاسلام

لان العروبة تختلط تاريخيا بتاريخ الاسلام في المنطقة
و يحتدم الجدل دائما هل العروبة هى التي حملت الاسلام الى الشعوب ام ان الاسلام هو الذي اعطى هذا المجتمع الجاهلي قدره على الانطلاق .

لا شك ان الجدل يعبر عن اشكالية مصطنعه .. فمفهوم العروبة يعني ضمنا استيعاب الثقافة الاسلامية كنقطة محورية في تجسيد الشخصية القومية . وقد احتدم جدل كبير بين انصار الفكر القومي ودعاة التيار الديني حول اسبقية ايهما على الاخر . وذهب كل فريق يبحث في الاصول وينقب في الجذور . لا ستكشاف طبيعة العلاقة بين الدين والقومية . وتحديد نقاط الالتقاء واسباب الخلاف بينهما .
يري القوميون ان الاصل في ظهور المجتمعات المدنية والكيانات السياسية انما يبدأ بمفهوم القبيلة التي يرقى تكوينها ليصل الى تكوين الشعب من خلال التركيز على مفهوم "قوم" وذلك تصبح القومية هى الاسبق على مسرح الحياة الانسانية .

واذا قلبنا صفحات الفكر السياسي الحديث فسوف نجد ان القومية والدين لم يقفا في خندق واحد الا مرة واحده حين واجها معا النظم الشيوعية القائمة على اساس ماركسي . والتي اخذت موقفا معاديا منها معا وفي وقت واحد .

فاذا انتقلنا من منظور عام الى البحث في العلاقة بين الدين والقومية في منطقة الشرق الاوسط مهبط الديانات السماوية ومركز القوميات التي عرفتها شعوب المنطقة . فاننا نصل في النهاية الى طبيعة العلاقة المباشرة بين الاسلام والعروبة باعتبار ان الاول هو دين اغلب الامم من سكان المنطقة بينما العروبة هى الوعاء القومي لشعوبها .

وبذلك تبدو اشكالية الصدام بين الاسلام والعروبة مصطنعة . فشخصية الاسلام الدن الحنيف هي في الاساس عربية المزاج . كما ان العروبة لا تستطيع ان تنهض بغير التسليم بفضل الاسلام على بقائها وانتشارها .

ان الدين والعروبة يتجهان معا نحو جمع الصفوف وتوحيد الكلمة . وليسا مبررا مصطنعا لاحياء الخلافات واذكاء الصراعات .

تحياتي
شهدي عطية